زراعة وإنتاج نخيل البلح
(الجزء الرابع)
خدمة أشجار نخيل البلح
أولاً الخدمة الأرضية
1- رى النخيـل
على الرغم من تحمل أشجار النخيل للجفاف إلا أنه إذا تعرض للعطش مدة طويلة فإن معدل النمو الخضرى للأوراق يقل بوضوح وتقل صفات الثمار وينخفض محصولها بدرجة كبيرة وعلى العكس من ذلك حيث تستطيع جذور النخيل أن تتحمل غمر التربة بالماء لمدة طويلة أيضاً ولكنها لاتفضل الحالتين إذا أردنا لها النمو والإثمار بدرجة جيدة وبالرغم من تحمل الشجرة للجفاف إلا أن احتياجاتها المائية مرتفعة وتختلف الاحتياجات المائية للنخيل باختلاف نوعية التربة والماء المضاف وطريقة الإضافة والظروف الجوية المحيطة وحالة النشاط الفسيولوچى للنخلة ومراحل نموها والتى يمكن تقسيمها كالتالى :
مراحل النمو |
توصيات الرى |
فترة ما بعد جمع المحصول |
يراعى عدم إهمال الرى فى هذه الفترة للمساعدة فى تكوين الطلع الجديد ويكون الرى على فترات متباعدة شتاءاً . |
بداية مرحلة النمو الخضرى والنشاط قبل فترة التلقيح |
يكون الرى على فترات متقاربة حيث أن عدم الرى يقلل من نشاط النمو الخضرى والزهرى مما يؤثر على المحصول وصفات الثمار الناتجة. |
فترة التزهير والعقد |
يكون الرى خفيف على الحامى مع تجنب العطش أو الإسراف حيث أن انخفاض أو زيادة الرى فى هذه الفترة تسبب تساقط جزء كبير من الأزهار والعقد الصغير. |
فترة نمو وتكون الثمار وتلوينها |
يجب أن يكون الرى على فترات متقاربة حتى فترة اكتمال نمو الثمار حيث أن نقص الماء بعد العقد يسبب انخفاض فى سرعة نمو الثمار ويؤدى إلى سقوط الكثير منها وصغر حجمها . وفى بعض الأصناف ذات الحساسية الكبيرة للرطوبة والتى تؤدى إلى حدوث ظاهرة التشطيب فى الثمار ( تكوين خطوط غير منتظمة الشكل طولية وعرضية على جلد الثمرة ) يجب تقليل كميات ماء الرى فى المراحل الأخيرة من تكوين الثمار وقبل تلوينها كما يجب عدم زراعة محاصيل بينية بين أشجار النخيل حتى لاتسمح بزيادة الرطوبة الجوية حول الثمار فى تلك المرحلة.
وفى بعض الأصناف مثل البارحى يعتبر تقليل كمية المياه والتحكم فى الرى خلال هذه الفترة ذات أهمية بالغة لتفادى التأثير السيئ للرطوبة على الثمار. |
فترة نضج الثمار |
يكون الرى على فترات متباعدة وخفيف للعمل على سرعة نضج الثمار وتلوينها وزيادة حلاوة سكرياتها ويحافظ على صلابتها فتكون أكثر تحملاً للنقل والتسويق وعلى العكس من ذلك فالرى الغزير خلال هذه الفترة يؤدى إلى تأخر نضج الثمار وزيادة رطوبتها وقلة صلابتها مما يؤدى إلى سرعة تلفها. |
تنجح زراعة أشجار النخيل فى أراضى لاتنجح بها زراعة أنواع أخرى من أشجار الفاكهة ، وتتميز أشجار النخيل بمجموع جذرى كبير يمتد لمسافات كبيرة بالتربة مما يمكنها من الحصول على الكميات المناسبة من الماء والعناصر الغذائية .
وقد أكدت معظم الدراسات المائية أنه لعمل برنامج للنخيل يجب دراسة احتياجات الأشجار تحت ظروف كل منطقة لتقدير الحاجة للرى ومعدله وتوقيته مع الأخذ فى الاعتبار تفاعل العوامل المختلفة والمؤثرة حتى نستطيع رسم سياسة إرشادية للرى فى كل منطقة وفيما يلى نعرض برنامج استرشادى لرى أشجار النخيل .
الـرى بالغمـر
رى الفسائل والنخيل الصغير الغير مثمر
تختلف كمية ومواعيد إضافة الماء حسب ظروف التربة والمناخ ويفضل توفر الكميات المناسبة من الماء حول الجذور خاصة أثناء فصل النمو التى تتكون فيه الأوراق حتى يمكن تشجيع وإسراع النمو الخضرى .
الطرق المستخدمة لرى أشجار نخيل البلح
أولاً : رى الفسائل حديثة الغرس
أ- طريقة البواكى :
وتستخدم هذه الطريقة فى رى الفسائل حديثة الغرس فى الأرض المستديمة وتتلخص فى حصر صف من أشجار النخيل فى حوض عرضه حوالى 1.5 - 2 متر تسمى باكية وتحتل الفسائل وسط الحوض تماماً وتطلق فيه مياه الرى أما طول الحوض فيكون أقصر فى الأراضى الرملية الخفيفة لايتعدى 50 متر بينما فى الأراضى الطينية الثقيلة عادة يكون طوله 100 متر أو أكثر ويفضل استعمال هذه الطريقة فى الأراضى الخفيفة ولمدة سنتين أو ثلاثة ثم يستعاض عنها بالطرق الأخرى .
ب- طريقة الأحواض الفردية :
ويشمل الحوض نخلة واحدة ويكون شكل الأحواض إما دائرياً أو مربعاً وهذه الطريقة تتطلب الدقة فى تسوية التربة ويفضل اتباعها فى الأراضى الخفيفة وفى حالة النخيل البالغ .
ج- طريقة المصاطب أو الخطوط :
وتجرى بعمل خطوط أو مصاطب عرضها حوالى 1 متر وارتفاعها حوالى 30 سم وتوجد الأشجار فى وسطها وتروى الأرض المتروكة بين المصاطب أو الخطوط على أن يزداد عرض المصطبة مع زيادة سمك الجذع . وتفضل هذه الطريقة فى ري الأراضى الثقيلة .
ثانياً : رى نخيل البلح البالغ (المثمر ) :
1- الرى السطحى :
أ- طريقة الأحواض :
تقسم الأرض إلى أحواض ويضم الحوض نخلة واحدة أو أكثر وتحتاج هذه الطريقة كمية كبيرة من الماء ويفضل أن تكون الأرض مستوية ذات انحدار خفيف حتى يعم الماء سطح الأرض فى سهولة ويسر وانتظام .
ب- طريقة المصاطب :
يتم عمل مصاطب عرضها 1 متر وارتفاعها 25 سم حيث تزرع الأشجار فى وسطها وتروى الأرض المتروكة بين المصاطب ويزداد عرض المصاطب بزيادة سمك جذع النخلة .
ج- طريقة الخطوط :
تعمل خطوط بين صفوف الأشجار حوالى 5 - 6 خطوط ويطلق ماء الري فى هذه الخطوط وتفضل هذه الطريقة فى الأراضى الثقيلة وتكون متمشية مع خطوط الكونتور فى الأراضى الغير مستوية .
2- الرى بالتنقيط Drip Irrigation :
هو عبارة عن رى سطح التربة بالماء كنقط على دفعات أو تيار مستمر أو من أنابيب رفيعة من خلال القواذف ( النقاطات ) ، وعلى ذلك فإن التطبيق العملى للرى بالتنقيط يمكن أن يتضمن أيضاً الأنظمة التى لها معدلات تصرف عالية من المياه أكثر من الأنواع الأخرى . ويستخدم الرى بالتنقيط كطريقة لرى أشجار الفاكهة وهى تعتبر من أكثر الطرق شيوعاً فى الأراضى الصحراوية الجديدة من حيث كفاءة استخدام مياه الرى على الرغم من ارتفاع تكاليفها .
ومن مميزات الرى بالتنقيط هى :
1- توفير كمية كبيرة من مياه الرى المستخدمة مقارنة بطريقة الرى بالغمر .
2- الزيادة فى كمية الإنتاج نتيجة الاستفاد الكاملة من مياه الرى والتسميد .
3- التحكم فى كمية المياه المضافة للشجرة والحد من مشاكل الصرف .
4- تقليل أضرار استخدام مياه رى ذات ملوحة عالية نسبياً .
5- توفير الأيدى العاملة .
6- إضافة الأسمدة الكيماوية والعالية الذوبان فى ماء الرى والترشيد من كميتها .
7- سهولة مقاومة الحشائش والأمراض .
ومن عيوب الرى بالتنقيط هى :
1- إرتفاع تكاليف إنشاء الشبكة .
2- إنسداد النقاطات ويمكن التغلب على ذلك بتركيب المرشحات اللازمة لعدم انسداد النقاطات مع ضرورة الصيانة المستمرة لشبكة الرى لضمان عملها بصورة جيدة .
3- الحد من انتشار الجذور ، ويمكن علاج ذلك بزيادة عدد النقاطات لزيادة انتشار الجذور مع إضافة كمية كبيرة نسبياً من الماء فى الرية الواحدة وإطالة الفترة بين الريات المتعاقبة .
4- تراكم الأملاح فى الحد الخارجى للمنطقة المبتلة مما يعيق خروج الجذور خارج هذه الحدود لذلك يلزم عمل غسيل للتربة شتاءاً وفى الربيع لغسل كمية الأملاح المتراكمة فى هذه المنطقة كذلك يجب الرى عند سقوط الأمطار حتى لاتنتقل الأملاح من الخارج إلى الداخل .
تتراوح كمية المياه المضافة لكل نخلة يومياً من 140 - 60 لتر ماء حسب الظروف الجوية وعمر الأشجار والاحتياجات الفعلية للأشجار على مدار السنة .
نظم الرى بالتنقيط Drip Irrigation System
من أهم نظم الرى التى يمكن اتباعها لرى أشجار النخيل وخاصة فى أراضى الاستصلاح الجديدة هى :
1- الرى بالتنقيط السطحى Surface Drip Irrigation :
وفيه توضع الخراطيم فى جهة واحدة فوق سطح الأرض أو جهتين حول الأشجار على أن تكون النقاطات بكمية كافية وأن تبعد النقاطات عن جذع الشجرة بما لايقل عن 25 - 30 سم من الجانبين ويمكن وضع النقاطات على مسافة 1 متر وهذا يساعد على زيادة المساحة المبتلة .
2- الرى تحت السطحى Sub Surface Irrigation :
هو إضافة الماء إلى منطقة تحت سطح التربة خلال قواذف لها نفس معدلات تصرف الرى بالتنقيط السطحى .
3- الرى الفقاعى Bubbler Irrigation :
يختلف عن النظام السابق فى أن التصرفات المستخدمة عالية جداً ويمتاز بتوفيره للوقت والطاقة ، وهو عبارة عن إضافة الماء على سطح التربة كنافورة أو تيار صغير تكون معدلات التصرف عند مخارج المياه أعلى منها فى حالة قواذف التنقيط أو الرى تحت السطحى ولكنها تقل بصفة عامة عن 225 لتر / ساعة لأن معدلات تصرف القواذف تزيد عادة عن معدلات رشح الماء داخل التربة وعلى ذلك فإن تنظيم رشح الماء فى التربة يصاحبه عادة تكون مستنقع صغير .
وقد نجح هذا النظام فى مصر وخاصة فى محافظة الفيوم وهو من أحسن النظم التى تستخدم عند الرغبة فى تحويل الرى السطحى بالغمر إلى رى حديث ( التنقيط ) . ويفضل عمل حوض حول جذع النخلة حتى لانسمح بسريان الماء جانبياً ويؤدى ذلك إلى تعمق الجزء المبتل .
4- الرى بالرشاشات الصغيرة ميكروجيت ( رش منخفض الضغط ) Micro-jet Spray Irrigation وهو يفضل فى رى الأشجار ذات المسافات الواسعة مثل النخيل حيث يتم توزيع المياه على هيئة رزاز أو ضباب تحت الأشجار على سطح التربة حيث يدفع الماء عبر الهواء ليصبح موزعاً آلياً وتكون معدلات التصرف عادة لقواذف الرى بالرش للمخارج أقل من 115 لتر / ساعة .
ويفضل استخدام أحد النظامين الرى الفقاعى أو الرى بالميكروجيت مع أشجار النخيل .
بعض العوامل التى يجب مراعاتها فى رى النخيل الحديث والمثمر :
1- يجب عدم الإفراط فى رى الفسائل الحديثة الزراعة خاصة فى الأراضى الطينية حتى لايتعفن قلب الفسائل قبل إنبات جذورها فى التربة مع عدم تعرض التربة للجفاف الشديد .
2- فى الأراضى الملحية والقلوية من الضرورى الرى المتقارب لتقليل تركيز الأملاح حول الجذور .
3- رى أشجار النخيل قبل بداية موسم التلقيح لتنشيط نمو الطلع والإسراع فى عملية التلقيح، وبعد عقد الثمار .
4- الإستمرار فى الرى خلال فترة نمو الثمار وتلوينها فى طورى الكمرى والخلال ( اكتمال نمو الثمار ) . يلاحظ أن بعض الأصناف مثل البارحى تكون حساسة جداً للرطوبة الجوية حول الثمار ويؤدى تقليل كميات مياه الرى إلى عدم زيادة الرطوبة الجوية حول الثمار .
5- يجب الإقلال من الرى عند تكامل نضج الثمار حتى لاتؤدى الزيادة فى الرى إلى تأخير نضج الثمار والتأثير على صفات الثمار مما يجعلها عرضة للتلف السريع ومائلة للسواد نتيجة لزيادة الرطوبة أثناء فترة النضج .
6- يجب الاهتمام بعملية الرى عقب جنى المحصول للمساعدة على تكوين الطلع الجديد .
7- يجب أن يكون الرى فى الصباح الباكر أو فى المساء وليس أثناء فترة الظهيرة حيث اشتداد الحرارة .
8- يتوقف الرى فى فصل الشتاء إذا كانت الأرض غير مزروعة ببرسيم أو لوبيا العلف أو أى محاصيل مؤقتة أخرى .
المادة العلمية: مركز البحوث الزراعية