زراعة وإنتاج نخيل البلح
(الجزء الأول(
النخيل فى الكتب السماوية
بسم الله الرحمن الرحيم
" وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون » الرعد «
" صدق الله العظيم "
" ،ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أُكلها كل حين بإذن ربها " » إبراهيم «
" صدق الله العظيم "
" فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام " » الرحمن «" فى ها فاكهة ونخل ورمان » الرحمن «
" صدق الله العظيم "
أشارت الآيات القرآنية الكريمة إلى ما للنخل من منزلة عالية بين بقية الأشجار التى ورد ذكرها أكثر من مرة فى الآيات القرآنية الكريمة.
يلائم المناخ الصحراوى الجاف أشجار النخيل وهى الشجرة التى كُرمت فى الكتب السماوية والأحاديث النبوية فهى شجرة مباركة وقد عمل الإنسان على زراعتها منذ أقدم العصور وهى الغذاء الأساسى لقاطنى الصحراء ( غذاء البدو فى الصحراء هو التمر واللبن ) وهى فاكهة الغنى وغذاء الفقير لذا يجب علينا الاهتمام بخدمتها والمحافظة عليها وإجراء العديد من البحوث والدراسات لتعيش المستقبل كما عاشت الماضى وهى شديدة الشبه بالإنسان فهى ذات جذع منتصب وإذا قطع رأسها ماتت وإذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت ( الجمارة ) ، أيضاً منها الذكر والأنثى .
الأهمية الإقتصادية للنخيل فى مصر
تنتشر زراعة نخيل البلح فى معظم محافظات الجمهورية ( حوالى 14 مليون نخلة ) تمثل المساحة المنزرعة بالنخيل حالياً 73.653 ألف فدان أى حوالى 6.32٪ من إجمالى المساحة الكلية المنزرعة بالفاكهة ( 2002 F.A.O. ) ويمثل الإنتاج السنوى للتمور 1.113.270 مليون طن من التمور ( 2002 F.A.O. ) حيث تمثل حالياً ما يقرب من 13.91٪ من جملة إنتاج ثمار الفاكهة فى مصر تنتج من حوالى 10.378.355 مليون نخلة مثمرة .
تعزى هذه الزيادة إلى التوسع فى المساحات المنزرعة بأشجار النخيل فى محافظات مطروح والوادى الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر والنوبارية وتوشكى والعوينات والأراضى المستصلحة الحديثة .
ونظراً لاختلاف الظروف المناخية وتباينها فى مصر فقد انتشرت الأصناف الرطبة والنصف جافة فى مناطق الدلتا ومصر الوسطى بينما تنفرد منطقة مصر العليا وخاصة أسوان بوجود الأصناف الجافة .
ويحتاج النخيل إلى درجات حرارة مرتفعة نسبياً ورطوبة نسبية منخفضة خلال أشهر الصيف لإنتاج ثمار ذات صفات جيدة ومحصول عالى يلزم توفر احتياجات حرارية محددة تختلف باختلاف الأصناف . والتى يمكن تقسيمها إلى المجاميع التالية .
مجموعة الأصناف الطرية ( الرطبة )
وهى تؤكل طازجة فى طور الخلال أو الرطب واحتياجاتها الحرارية أقل من الأصناف الجافة ونصف الجافة أى حوالى 2100 - 2000 وحدة حرارية فهرنهيت وتبلغ نسبة الرطوبة فى ثمار هذه المجموعة أكثر من 30٪ وأهم أصنافها الزغلول والسمانى وينتشر بمناطق إدكو ورشيد بالوجه البحرى ، بنت عيشة والحيانى ويكثر بمحافظة الأسكندرية ودمياط والمرج بالقليوبية ، وصنف الأمهات وأهم مناطق انتشاره محافظة الجيزة والفيوم ويؤكل فى طور الرطب .
مجموعة الأصناف النصف جافة ( شبه الجافة )
تتجاوز ثمارها مرحلة الإرطاب إلى مرحلة الجفاف النسبى ولكن لاتتصلب وتظل محتفظة بصفات جودتها وصلاحيتها للاستهلاك مدة طويلة كما أن احتياجاتها الحرارية حوالى 2700 - 2500 وحدة حرارية فهرنهيت وتبلغ نسبة الرطوبة فى هذه الثمار مابين 30 - 20٪ ومن أهم أصنافها السيوى ( الصعيدى ) وأهم مناطق انتشاره محافظة الجيزة والواحات ، وصنفى العمرى والعجلانى وتشتهر بهما محافظة الشرقية .
مجموعة الأصناف الجافة
وهى الأصناف التى يحدث جفاف لثمارها عند النضج حيث تقل نسبة الرطوبة بها عن 20٪ ويمكن تخزينها لفترات طويلة وهى تستهلك كثمرة جافة حلوة المذاق احتياجاتها الحرارية حوالى 4200 - 3800 وحدة فهرنهيت . ومن أهم أصنافها الملكابى والسكوتى والبرتمودا والجنديلة والدجنة والجرجودة والشامية والبركاوى وأهم مناطق إنتاجها محافظة أسوان .
ويتوقف نجاح زراعة النخيل على التوفيق فى اختيار الأصناف الجيدة الملائمة ، وعوامل المناخ ذات أهمية رئيسية فى ملائمة الصنف للمنطقة وذلك لأن بعض الأصناف تحتاج لحرارة أعلى لاستكمال نضجها عن الأصناف الأخرى لذلك يجب قبل التفكير قبل زراعة أصناف النخيل فى أى منطقة دراسة درجات الحرارة والرطوبة فى هذه المنطقة من واقع بيانات الأرصاد الجوية لتحديد مدى نجاح أى صنف من النخيل بها .
التربـة المناسبة لزراعة النخيل
تنجح زراعة نخيل البلح فى أنواع مختلفة من الأراضى بدرجة تفوق الكثير من أشجار الفواكه الأخرى ويعتبر عمق التربة وانخفاض مستوى الماء الأرضى من أهم العوامل اللازمة فى مزارع النخيل فتجود زراعة وإنتاج نخيل البلح فى الأراضى العميقة حتى ولو كانت فقيرة عن زراعته فى أراضى خصبة ولكن غير عميقة ( ضحلة ) .
مدى تحمل أشجار النخيل لملوحة التربة
تتحمل أشجار النخيل ملوحة التربة بدرجة تفوق الكثير من أشجار الفواكه الأخرى ولو أن إنتاجيتها تقل مع زيادة ملوحة منطقة انتشار الجذور ولاينصح بزراعة النخيل فى الأراضى التى تتعدى نسبة ملوحتها 7000 جزء فى المليون فى منطقة انتشار المجموع الجذرى إلا أن نسبة الملوحة فى الطبقة السطحية قد تزيد عن ذلك ولكن العبرة فى المنطقة التى تنمو بها الجذور .
ولكن للحصول على إنتاجية عالية من زراعة النخيل يمكن أن نشير إلى حدود التربة المناسبة لزراعتها كما هو موضح بالجدول الآتى :
حدود التربة المناسبة لزراعة النخيل |
نوع التربة |
الأراضى الطينية الخفيفة التى بها نسبة الطين تتراوح مابين 25 – 45 % |
الملوحة الكلية |
1500 – 6000 جزء فى المليون |
كربونات الكالسيوم |
15 – 20 % |
عمق الماء الأرضى |
أكثر من 3 متر |
حالة الصرف |
جيدة |
وكما سبق ذكره يمكن زراعة النخيل فى معظم الأراضى المصرية والحصول على إنتاجية عالية منها عند تطبيق حدود التربة المناسبة .
والجدول التالى يشير إلى قوام بعض أنواع الأراضى التى تنجح بها زراعة أشجار النخيل وكيفية علاجها لتحسين خواص التربة للحصول على إنتاجية عالية منها .
قوام بعض أنواع الأراضى التى تنجح بها زراعة أشجار النخيل |
نوع التربة |
قوامها |
علاجها |
الأراضى الطينية أو السوداء |
ذات محتوى عالى من الطين 50 – 60 % وهذا يجعلها بطيئة النفاذية رديئة التهوية . إرتفاع مستوى الماء الأرضى وقربه من سطح التربة مما يؤدى إلى تكوين أراضى ملحية أو قلوية. |
وجود طبقات صماء متكونة يعيق نمو الجذور ونفاذية الماء تؤدى إلى ظهور مستوى مرتفع من الماء الأرضى فوقها .
تتطلب إضافة رمل ناعم خالى من الملوحة أو سماد بلدى قديم متحلل يعملان على تخفيف شدة التماسك وتحسين تهويتها ونفاذيتها للماء.
إنشاء شبكة مصارف مغطاة أو مكشوفة لخفض مستوى الماء الأرضى إلى الحد المطلوب لتحسين التهوية والنفاذية.
يمكن كسرها بمحراث تحت التربة. |
الأراضى الملحية |
يمكن التعرف عليها بوجود أملاح بيضاء متزهرة على السطح وتقزم النباتات والأوراق يكون لونها أخضر. |
يمكن عمل غسيل لهذه التربة إما سطحى إذا كانت الطبقات العليا هى المسئولة عن ملوحة التربة أو غسيل جوفى إذا كانت الطبقات السفلى هى التى بها ملوحة عالية . |
الأراضى القلوية |
يمكن التعرف عليها ظاهرياً بوجود أملاح سوداء متزهرة من أملاح هيبومات الصوديوم . |
تحديد كمية الجبس الزراعى اللازم لخفض درجة حموضة التربة ( الـ PH ) والجبس يفيد فى إحلال الكالسيوم محل الصوديوم فيحسن البناء والنفاذية والتهوية الضرورية للأشجار المزروعة. |
الأراضى الصفراء الرسوبية |
وهى أنسب أنواع الأراضى لزراعة أشجار النخيل بشرط خلوها من الملوحة العالية وانخفاض مستوى الماء الأرضى بالتربة |
الأراضى الجديدة (الأراضى الرملية) |
تتميز بالقوام الرملى الناعم والخشن جيدة التهوية والنفاذية . |
يشترط عدم إرتفاع ملوحتها وإضافة السماد البلدى المتحلل لتعويض نقص العناصر وتحسين بناء التربة كذلك إضافة الطمى الخالى من الأملاح يساعدان على النمو الحيد لأشجار النخيل فى مثل هذه الأراضى. |
الأراضى الجيرية |
يشترط عدم ارتفاع الكالسيوم بها عن 25% حيث زيادتها تؤدى إلى تعجن التربة عند زيادة ماء الرى أو شدة تماسكها وضغطها على الجذور وتمزقها عند الجفاف وهذا يجعل إنتاجية النخلة ضعيفة إضافة السماد البلدى القديم المتحلل الذى يحسن بناء التربة ونفاذيتها والتهوية الجيدة علاوة على خفض درجة حموضة التربة (PH ) مما يسهل امتصاص العناصر الغذائية بالنبات . |
الأراضى الطفلية |
تتميز بنعومتها الشديدة وتعجنها بالرى والجفاف الشديد عند عدم توفر ماء الرى وهذا يسبب رداءة التهوية الضرورية لنمو وانتشار الجذور . |
يتطلب إضافة رمل ناعم أو سماد بلدى قديم متحلل حيث يعملان على تحسين بناء التربة ونفاذيتها للماء .
|
المادة العلمية: مركز البحوث الزراعية