يعتبر التعرف علي المرض في مراحله الأولي من أهم النقاط التي تعتمد عليها نتائج الإصابة ونسب الفقد في المحصول السمكي وبالطبع كلما تم التعرف علي المرض في أوقات مبكرة كلما كان الفاقد أقل وتكاليف العلاج أقل.
تعتبر العلامة الأولي التي تلفت النظر المربي إلى حدوث المرض بين الأسماك هي عدم تجانس توزيع الأسماك في الأحواض حيث تجد الأسماك متجمعة في الأركان وتميل إلى السكون وقلة الحركة ، وإذا أجبرت الأسماك علي الحركة بإزعاجها فإنها تسبح في حركات غير منتظمة ، هذا بالإضافة إلى أن التوقف عن تناول الغذاء أو فقدان الشهية .وفي هذه الحالة تصاد عدة أسماك من الحوض المصاب ويتم عليها الفحوصات الآتية:
أ- الفحص الخارجي :
تؤخذ عينات الأسماك ويفحص خارجياً المظهر العام للسمكة حيث يظهر عليها أحد الأعراض الآتية:
1- وجود بقع مختلفة اللون علي جلد الأسماك.
2- تساقط القشور في بعض أماكن الجلد.
3- وجود قرح علي الجلد بها نزيف دموي خاصة علي الظهر وقرب الذيل .
4- جحوظ أحد العينين أو كلتاهما ( مثل عين الضفدع ).
5- بقع نزفية علي الجلد مختلفة الأشكال والأحجام.
6- تورم البطن وامتلائها بسائل وبروز واحمرار فتحة الإخراج.
ب- الفحص الداخلي :
1- عند فتح بطن الأسماك يخرج سائل أصفر محمر ذو رائحة متقيحة.
2- احمرار الأمعاء أو جزء منها مع امتلائها بسائل أصفر مائل للاحمرار.
3- التصاق الأمعاء بألياف بيضاء مصفرة في بعض الحالات.
4- تضخم المرارة وتغير لون الكبد إلى الأصفر الفاتح أو الأخضر.
وفي هذه الحالة: فإن أول ما يجب أن نفعله عزيزي المربي هو تجديد المياه في الأحواض والتوقف عن التسميد والتغذية واستدعاء المختصين عن الرعاية البيطرية للأسماك بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية أو بأقرب مزرعة سمكية حكومية للاستعانة بخبرة الأخصائيين للتأكد من المرض وطرق العلاج منه.
كيف تقي أسماكك من المرض؟
تشمل الوقاية من المرض الخطير نفس الخطوات العامة التي تتبع في الوقاية من جميع الأمراض عموما وتعتمد هذه العملية علي :
-1- تطهير الأحواض :
( تبدأ هذه العمليات عقب الانتهاء مباشرة من موسم الصيد ) .
أ- إزالة جميع النباتات النامية علي قاع الأحواض وحرقها .
ب- جمع الأسماك الميتة والمتخلفة عن الموسم الماضي وحرقها أو دفنها.
ج- تجفيف الأحواض حتى التشقق العميق للتربة ( التشريق ) وذلك بتركها معرضة للشمس بعد تجفيفها لمدة 40 يوماً علي الأقل.
د- تحرث التربة وتترك لمدة عشرة أيام معرضة للشمس .
هـ- يضاف الجير الحي بنسبة من 100-200كجم / فدان وتوزع في طبقة متجانسة فوق التربة .
وفي حالة تعذر التجفيف التام للأحواض وكذلك عدم إمكانية استخدام الجير إذا كانت التربة والمياه قلوية تستعمل مادة " الفورمالين " التجاري وذلك بإضافة 60-100 سم3 من المادة لكل متر مكعب من المياه المستعملة بالرش علي المسطح المائي بالمضخات اليدوية الخاصة بمكافحة الآفات.
2-الأسماك المرباة :
- يجب وضع الشباك الخاصة بمنع دخول الأسماك الغريبة إلى الأحواض لمنع دخول أي أسماك مريضة أو حاملة للمرض .
- التأكد من مصدر الأسماك المجلوبة للتربة وخلوها من الإصابة بأي أمراض أو طفيليات.
2- الأمراض الفطرية
مرض الجلد والخياشيم الفطري (السابرولجيناس)
يعتبر مرض التعفن الفطري للجلد والخياشيم والذي يسببه فطر السابرولجنيا واحد من أشد الأمراض خطورة علي الأسماك في المزارع والمفرخات وهو أكثرها مقدرة علي إحداث العدوى والانتشار بسرعة بين الأسماك .وهذا المرض يشكل خطرا شديدا علي الأسماك خاصة في فترة الشتاء حيث يرتبط ظهوره بانخفاض درجة حرارة الجو والتقلبات الشديدة التي تحدث فيها .
وتعتبر الظروف البيئية السيئة عاملا هما في إحداث المرض وانتشاره وتأثيره علي الأسماك حيث تؤدي زيادة الحموضة إلى انخفاض مناعة الجلد بالتالي تسهل تأثر الأسماك بالأطوار المعدية لهذا الفطر وإصابتها بالمرض ، ويعتبر تداول الأسماك ونقلها وصيدها في الشتاء أهم العوامل المسبقة لحدوث المرض حيث تنقض الفطريات الموجودة في الماء علي الجروح الجلدية الناتجة عن عمليات الصيد محدثة الإصابة التي تمتد من الجلد والزعانف إلى الخياشيم مع اشتداد المرض .
تؤدي الأسماك المصابة بهذا المرض نفس السلوك الذي يحدث عند الإصابات المرضية الأخرى كما أوردنا من قبل ، ونضيف إليها عاملا هاما وهو أن الأسماك المصابة في الخياشيم تأتي إلى سطح الماء لابتلاع الهواء نظرا لضعف مقدرة خياشيمها علي استخلاص الهواء المذاب في الماء .
أ- الفحص الخارجي :
1- وجود نموات فطرية تشبه تجمعات وبر القطن علي الجلد والزعانف أو الخياشيم . ويميل لون الخياشيم إلى اللون الرمادي المصفر وذلك أثناء وجود الأسماك في الماء .
2- وجود قرح جلدية شاحبة اللون مغطاة بالفطر .
3- تساقط القشور وتآكل أطراف الزعانف التي يظهر عليها الفطر .
ب- الفحص الداخلي :
لا تظهر الأحشاء الداخلية ماعدا الخياشيم أي مظاهر للتغيير إلا قبل الوفاة مباشرة ولكنها لا تفيد في التعرف علي المرض حيث يعتمد التعرف علي المرض أساسا علي وجود النموات الفطرية قطنية الشكل علي السطح الخارجي للجسم والزعانف والتي تظهر بوضوح شديد عند وجود الأسماك في المياه.
وما يجب عمله في هذه الحالة هو صيد وإعدام الأسماك المصابة والميتة أولا بأول ورفع منسوب المياه في الأحواض مع استمرار الري والصرف والاتصال بأخصائي أمراض الأسماك بالهيئة أو المزارع الحكومية القريبة.
الوقاية :
تتبع نفس أساليب الوقاية المشار إليها في المرض السابق مع التأكد علي عدم تداول الأسماك في الشتاء ورفع منسوب المياه إلى أقصي حد في الشتاء .
3- الأمراض الطفيلية
التهاب الجلد الطفيلي ( الأكثيوبورا أو الكوستيا )
يسبب هذا المرض طفيل الكوستيا وهو من الحيوانات وحيدة الخلية الدقيقة الحجم والتي تسبح في المياه بواسطة زوائد شعرية تسمي بالأسواط لتشابه هذه الزوائد مع السوط وتهاجم جلد وخياشيم الأسماك وتؤدي إلى حدوث التهابات شديدة فيها .
كيف تعرف هذا المرض؟
الأسماك المصابة تسبح بحركات غير منتظمة وزعانفها ملتصقة بالجسم وتحاول الأسماك أن تحك نفسها بالنباتات أو الحجارة بالحوض .
أ- الفحص الخارجي :
الجلد يظهر عليه بقع رمادية مع عدم وجود نموات خيطة بارزة كما في السابرولجنيا ولكن يكثر المخاط علي الجلد بكميات كبيرة جدا لدرجة أن جلد السمكة يصبح زلقا كما لو كان مغطي بطبقة من الجيلاتين الذي ينفصل عند لمسه بالأصابع تاركا قرحا جلدية دامية مع تساقط القشور وتعري الجلد .
هذا بالإضافة إلى تآكل الطبقات الجلدية الرقيقة بين الزعانف وشحوب لون الخياشيم ولجوء الأسماك إلى التنفس عند السطح والإجراء المتبع في هذه الحالة هو عزل الحوض المصاب عن باقي الأحواض وإتباع الإجراءات المتعارف عليها عند الإصابة بأي مرض وصيد الأسماك المصابة وبيعها أو إعدامها ( إن كانت صغيرة ) وتطهير الأحواض وإعدادها لاستقبال أسماك جديدة .
الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية