تربية الخيول العربية واهميتها والاعتناء بها

الإثنين 13 مارس 2017 09:38 ص
تربية الخيول العربية واهميتها والاعتناء بها
 

ومن الدراسات الميدانية استدل العلماء على أن الحصان في صورته الحالية كان موجودا في السهول والبراري الآسيوية منذ ما يقرب من المليون سنة. لقد انتقل الحصان من موطنه الأصلي في أمريكا الى أوروبا وآسيا منذ زمن بعيد وانتشر بفضل الجسور التي ربطت القارات في فترة العصور الجليدية. ومع انحسار الجليد وانعزال جماعات الحصان في أوروبا وآسيا عن تلك التي بقيت في أمريكا منذ حوالي 10000 سنة، انقرض الحصان من موطنه الأصلي لكنه بقي في المناطق الأخرى وبشكل خاص في آسيا.

وقبل أن يتمكن الإنسان من استئناس الخيول كانت توجد آنذاك أربع سلالات قديمة ترجع الى الحصان الأول، سلالتان من الخيول وسلالتان من البوني. وقد أعطت سلالة البوني الأولى ما هو معروف الآن ببوني أكسمور في انجلترا، وعاشت السلالة الأخرى من البوني في المناطق الباردة من أوروبا وآسيا. أما بالنسبة الى سلالتي الخيول فواحدة كانت تقطن بعض السهول في أواسط آسيا والأخرى كانت تعيش في المناطق الغربية من آسيا وهي ما يعتقد العلماء بأنها أصل السلالة الأهم من الخيول ألا وهي سلالة الحصان العربي كما نعرفها حاليا. لقد تمكن الإنسان من استئناس. العديد من الحيوانات واستخدمها في حياته اليومية. فاستأنس الخراف والأغنام في غرب آسيا وشمال الجزيرة العريية قبل حوالي 11000 سنة ، أما الخيول فتدل الشواهد على أن الإنسان تمكن من استئناسها منذ فترة تزيد عن 5000 سنة في السهول القريبة من منطقة بحر قزوين . وباختراع العجلة والعربات التي تجرها الحيوانات تمكن السومريون فيمابعد من استخدام الخيول لجر العربات .

منذ فترة بعيدة تم تقسيم الخيول من قبل علماء التصنيف لى مجموعات متباينة اعتمدت على الأصل والمنشأ كالشرقية والغريية والبعض قسمها اعتمادا على سلوكها ومزاجها إلى خيول ذوات دم حار أو بارد. والبعض الأخر أرجعها الى قدرتها على العدو فتم تقسيمها الى بطيئة أو سريعة، أو الى وزنها فعرفت بالخفيفة والثقيلة. ولكن في وقتنا الحاضر اتفق على تقسيم الخيول الى سلالات مختلقة نذكر منها:

سلالة الحصان العربي الأصيل.

سلالات الخيول المنغولية مثل بريزو السكي.

سلالات الخيول البريطانية مثل الكوب الويلزي وهاكني.

سلالات الخيول الالمانية مثل هولستين وأولدنبرج.

سلالات الخيول الأمريكية مثل بينتو و بالامينو.

سلالات الخيول الروسية مثل باشكير وكارباخ.

سلالات خيول أوروبا الشرقية مثل كونيك البولندى.

سلالات خيول أوروبا الغريية مثل فجورد النرويجي.

سلالات خيول جنوب أوروبا مثل الأندلسي باسبانيا وكمرجو الفرنسي.

سلالات الخيول الاسترالية مثل البونى الاسترالي.

سلالات خيول أمريكا الجنوبية مثل فالابلا وباسو.

 


الخيل العربي

 


يعتبر الخيل العريي بلا منازع أجمل الخيول الموجودة على الاطلاق. فشكل جسمه يعد روعة في الجمال والتناسق، إذ يتراوح ارتفاعه من 150 الى 160 سم، ولونه اما رمادي، أو أشهب، أو بني، أو أسمر، أو أشقر، أو أدهم. الرأس نحيف وصغير نسبيا ويدل على الرشاقة والأصالة وتزيده جمالاً قصبة الأنف المقعرة بعض الشىء. المنخران واسعان والجبهة العريضة تباعد بين العينين السوداوين البراقتين، وتعتلي الرأس أدنان قصيرتان نهايتهما رفيعة. الرقبة طويلة ومتناسبة مع بقية أجزاء الجسم تملؤها العضلات. أما الظهر فهو قصير مكتنز والذيل مرتفع بشكل واضح العمود الفقري عند الحصان العريي يتميز عن غيره من الخيول بوجود سبعة عشر زوجاً من الاضلع وخمس فقرات قطنية ولست عشرة فقرة ذيلية مقارنة بثمانية عشر زوجا من الأضلع وست فقرات قطنية وثماني عشرة فقرة ذيلية للخيول الأخرى مما يساهم في ارتفاع ذيله بخلاف سلالات الخيول الأخرى .

يتسم الحصان العريي كذلك بقدرته الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع حرارة الجو، اضافة الى سرعته الفائقة في العدو. ونظراً لميزاته ونقاوة سلالته استخدم في إضفاء صفات حميدة ومرغوبة على أغلب سلالات الخيول العالمية والتي أكسبها شهرة وجمالاً. لقد ساهم فتح المسلمين أرض مصر عام 20 هجرية في دخول سلالة الخيول العريية شمال أفريقيا. ومن المعتقد كذلك بأن القبائل العربية مثل بني هلال وبني سليم وغيرهما عندما نزحوا من الجزيرة العريية الى أفريقيا في هجرتهم الكبرى الى مصر سنة 109 هجرية أخذوا معهم خيولهم العريية فزاد من انتشار هذه السلالة في مصر وشمال أفريقيا. من ناحية أخرى يعتقد أن الفينيقيين هم أول من ادخلوا الخيول العريية الى أوروبا، الا أنه كان للفتوحات الإسلامية دور بارز في ادخال الخيول العريية الى سلالات الخيول الأوروبية.

في القرن السابع عشر والثامن عشر تم استيراد ثلاثة من الجياد العربية الأصيلة الى انجلترا وهي:

بيرلي تورك في عام 1689

دارلي أرابيان في عام 1706

غودولفين أرابيان في عام 1706

ونتج عن تلقيح الجياد الثلاثة لخيول من السلالة الانجليزية بروز سلالة خليط جديدة تدعى Thoroughbred وهي من أغلى خيول العالم الآن لكونها الخيول المستخدمة في السباقات العالمية المعروفة في داربي ببريطانيا وكذلك في أمريكا. من ناحية أخرى نتج عن تزاوج الخيول العريية والسلالة الخليط سلالة أخرى تعرف اليوم بالأنجلو عرب Anglo Arab ولها شهرتها في بريطانيا وفرنسا وتستخدم خيول هذه السلالة في استعراضات القفز ( Show Jumping ).

ان تاريخ السلالة العريية يرجع الى اكثر من 7000 سنة مضت . ففي أحضان شبه الجزيرة العريية نشأت الخيول بعيداً عن السلالات الأخرى الموجودة في آسيا وأوروبا، ولذا احتفظت بصفاتها النقية. وترجع الروايات بداية استئناسها الى سيدنا اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليهما السلام. ولقد عرف عن نبي الله سليمان بن داود شغفه بالخيل وكان يملك1200 حصانا مسرجا و 40000 حصان تستخدم لجر العريات .

ورغم الاختلاف الواضح بين المؤرخين حول أصل السلالات العريية من الخيول ، فانه يتم ارجاع أصل الخيول العريية الى خمس جياد أصيلة كان لها شأن كبير في شبه الجزيرة العريية منذ زمن بعيد وهي:

كحيلة: جاء اسمها من سواد العينين اللتين تبدوان كالمكحولتين.

عبية: جاء اسمها من تشوالها وحفظ عباءة راكبها على ذيلها أثناء العدو.

دهمة: جاء اسمها من لونها القاتم المائل للسواد.

شويمة: جاء اسمها من الشامات الموجودة عليها.

صقلاوية: جاء اسمها من طريقة رفع حوافرها في الهواء عند العدو، أو من صقالة شعرها السابل.

وفي وقتنا الحاضر نرى الكثير من المهتمين بالخيول في جميع أنحاء العالم يحرصون على إقتناء الخيول العريية الأصيلة ونجد الآن أعداداً كبيرة من الخيول الأصيلة موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وقد ازداد الاهتمام في المنطقة العريية حالياً باقتناء خيول من هذه السلالة الفريدة .

 

أول من ركب الخيل

 


ذكر ابن الكلبي في كتاب أنساب الخيل أن أول من ركب الخيل

اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام

 


أول من عدى به فرسه في سبيل الله

المقداد بن الأسود

 

أول من إرتبط فرساً في سبيل الله

سعد بن أبي وقاص

 

 


الخيل والعرب

 


شهدت الجزيرة العريية منذ آلاف السنين علاقة مميزة جمعت الخيل والصحراء والإنسان العريي. ولم تكن الرابطه بين العريي والخيل مجرد وسيلة ركوب ينتقل بها المسافر، أولية يركبها المقاتل، بل علاقة امتزجت بالحب والصداقة والوفاء. فاهتم البدوي بتريية حصانه والتحف معه نفس الخيمة وشاركه طعامه وشرب معه حليب الناقة في المواسم التي تسبق الأمطار و يغيب فيها العشب.

ان تراثنا العريي الغني يحمل لنا الكثير من الدلائل والنماذج التي تبين لنا مكانة الخيل في المجتمعات العريية قبل الاسلام وبعده. لقد كان الحصان عندهم هو المال والجاه حتى أن البعض يقيم الاحتفالات عندما تلد الفرس والبعض يفضلها على عياله. وكان للخيل في الشعر العريي منزلة رفيعة فأعطوه العديد من الصفات المرتبطة بالسرعة مثلى المسح والمشرحف والسبوح. وأعطوا صفات عديدة لطول الحصان الدال على سرعته مثل السلهب والشرجب و السلجم.

فعلى سبيل المثال نرى العباس بن مرداس يصف الحصان فيقول:

جاء كلمح البرق يعتفو ناظره تسبح أولاه ويطفو آخـره

ويقول اسماعيل بن عجلان في مكانة الخيل:

و لا مال الا الخيل عندي أعده و إن كنت من حمر الدنانير موسرا

اقاسمها مالي و اطعم فضلها عيالي وارجو ان اهان و اجرا

اذا لم يكن عندي جواد رأيتني ولو كان عندي كنز قارون معسرا

و في مكان آخر نرى جعفر بن كلاب يؤثر الخيل على نفسه فيقول:

أسويها بنفسي أو بجزء فألحفها ردائي في الجليد

أما عنترة بن شداد فيصف حبه لحصانه الى الحد الذي كان فيه يذوذ عنه أثناء القتال فيقول:

أقيه بنفسيي في الحروب وأتقي بهادية انى للخليل وصول

وكلنا يتذكر حرب داحس والغبراء التي نشبت بين قبيلتي عبس وذبيان لسنوات طويلة وكان سببها خلافا حول سباق جرى بين حصان يدعى داحس وفرس تدعى الغبراء يملكهما قيس بن زهير بن جذيمة العبسي وحصان الخطار وفرس تدعى الحنفاء يملكهما حذيفة بن بدر الذبياني .

وجاء الاسلام ليبقي على مكانة الحصان عند العرب ويعزز مكانته ويدعو المقتدر الى امتلاكه، فدور الخيول في المعارك كان أساسيا. وقد تمت الإشارة كثيراً للخيل في كتاب الله المجيد فنجده سبحانه وتعالى يقسم بالخيل في سورة العاديات: { و العاديت ضبحا* فالموريت قدحا * فالمغيرت صبحا * فأثرن به نقعا * * فوسطن به جمعا *} صدق الله العظيم.

وفي سورة الأنفال يقول سبحانه وتعالى: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل *} صدق الله العظيم.

 

ومن ناحية أخرى نجد رسول الله محمد ابن عبدالله (ص) يحث المسلمين على اقتناء الخيل والمحافظة عليها في العديد من الأحاديث الشريفة نذكر منها:

" الخيل معقود في نواصيها الخير".

" المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها".

" من كان له فرس عريي فأكرمه، أكرمه الله، وإن أهانه أهانه الله ".

" عليكم بإناث الخيل فان ظهورها عز وبطونها كنز".

 

ونظراً لمكانة الخيل عند العرب فقد جعلت الروايات الكثيرة منها أسطورة من الأساطير. فمن ناحية تذهب بعض الروايات إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الخيل من ريح الجنوب، ولذا فهي سريعة في العدو. ومن ناحية أخرى يصف الرواة " البراق " الذي عرج به سيدنا محمد ( ص) الى السماء بأنه على هيئة حصان مجنح، ويروى أن " الميمون " كان حصانا مجنحا ركبه أبونا آدم في الجنة .

وبعض الروايات المتعلقة بالخيل تشير كذلك الى أن أصل الخيول العريية ترجع إلى ما تبقى من خيل نبي الله سليمان بعد أن عقر أغلبها عندما ألهته بجمالها عن ذكر ربة (2)، بينما رواية أخرى تقول أن أصلها يرجع الى ما تبقى من الخيل بعد السيل العرم. وقيل أن نبي الله سليمان أهدى وفداً من عمان من قبائل الأزد حصانا سمي " زاد الركب" كان له شأن فى تلك الأيام عند العرب، وتناسل منه الكثير من الخيول العريية الأصيلة . وقد ربط أبو الطيب المتنبي بين الخيل والكتاب، دلالة على أهمية كل منهما فى الحضارة العريية وذلك في بيته الشهير:

أغر مكان في الدنى ظفر سابح وخير جليس في الزمان كتاب

لقد كان الحصان العريي منتشرا في الجزيرة العريية أينما وجد الإنسان العريي وكانت هذه السلالة الفريدة موجودة في هذه المنطقة وحدها، حتى جاءت الفتوحات العربية الاسلامية لبلاد العالم المختلفة وساهمت في انتشار دم الحصان العريي وامتزاجه مع سلالات أخرى عديدة وبالذات الأوروبية منها مما ساهم في تحسين نتاجها.

ونظراً لأهمية الحصان العربي ومكانته العالمية ومن أجل الحفاظ على سلالته الفريدة تم تأسيس المنظمة العالمية للحصان العريي في عام 1970 وهي ما تعرف بالواهو (WAHO) .

 

 

 

خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم

 


وقد اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم من أعرابي بعشرة أوراق ، وكان اسمه "الضرس" وكان عليه يوم أحد السكب

سمي بذلك لحسن صهيله ، وقد اشتراه من أحدهم المرتجز
إشتراه من تجار قدموا من اليمن ، فسبق عليه عدة مرات البحر
إشتراه من أعرابي من جهينة بعشرة من الإبل سبحة
أهداه له مروة بن عمرو من أرض البلقاء ، وقيل أهداه له ربيعة بن أبي البراء اللحيف
أهداه له فروة بن عمرو الناقرة الجذامي الظّرب
أهداه له تميم الداري الورد
أهداه له وفد من الرهاويين الملاوح
أهداه له المقوقس اللزاز

 

 

أنساب الخيل

 


أهتم العرب بخيولهم اهتماما شديدا ، وحرصوا كل الحرص على أن لا تختلط دماؤها بدماء غيرها من الخيول المهجنة ، وحافظوا على أنسابها محافظتهم على أنسابهم ، فكروا مرابطها ن وأصولها ، ورفعوها الى الأصول المعروفة المشهورة

رواية ابن الكلبي في انساب الخيل العربية

قد خصص ابن الكلبي كتابا لأنساب الخيل سماه ( انساب الخيل ) مرجعا الخيول العربية جميعا إلى خمسة اصول رئيسة تفرعت عنها بعض الأنساب الفروع.

فقد روى أنه حين انهار سد مأرب فزت الخيول العربية ولحقت بوحوش القفر ، ثم ظهرت منها خمسة خيول في منطقة نجد ، فخرج خمسة رجال في طلبها . فشاهدوها ترد على عين ماء ، فعمدوا إلى خشبة فأقاموها بإزاء العين. فلما أتت لتشرب ، رأت الخشبة فنفرت ، ولكن العطش أشتد بها فاقتحمت الخشبة وشربت. وفي اليوم التالي جاؤوا بخشبة ثانية ووضعوعا إلى جوار الأولى. وما زالوا يقيمون الخشبة بجانب أختها حتى جعلوا منها حلقة تحيط بالعين ، تاركين فيها مدخلا لتدخل الخيول الخمسة منها. ولما جاءت الخيول ودخلت الحلقة سدوا المدخل وتركوها حبيسة ، ثم مازالوا يؤانسونها ويطعمونها حتى انست بهم ، فأسرجوها وركبوها وتوجهوا نحو ديارهم.

وفي الطريق نفذ زادهم وجاعوا ، فاتفقوا على ذبح احادها على ان يجعلوا لصاحبها حظا في الأربعة الأخرى ، ثم رأوا أن يتسابقوا فيذبحوا المتأخرة في السباق. فتسابقوا ، فلما هموا بذبح الأخيرة ، أبى صاحبها إلا إذا أعادوا السباق ، فأعادوه فتأخرت فرس اخرى ، فأعادوه مرة أخرى فتأخرت فرس أخرى وهكذا كانت تتأخر فرس كلما اعادوا السباق غير الفرس التي تكون قد تأخرت في سباق سابق. وظلوا على هذه الحال حتى ظهر لهم سرب من الغزلان ، فطاردوه وظفروا به ، فأغناهم عن ذبح أفراسهم.

فسموا إحدى هذه الأفراس الخمسة الصقلاوية او الصقلاوي لصقالة شعرها ، وقيل إن سبب تسميتها يعود إلى أنها ضربت برجلها ، والصقل هو الضرب.

وسموا الأخرى أم عرقوب لإلتواء في عرقوبها

وسموا الثالثة الشويمة أو الشويمات لشامات فيها.

وسموا الرابعة الكحيلة أو الكحيلان للكحل في عينيها.

وسموا الخامسة العبية أو العبيان ، والإسم مشتق من "العباءة" وقيل إن سبب التسمية يعود إلى أن الرجال الخمسة الذين مر ذكرهم ، عندما تسابقوا لذبح الفرس المتأخرة ، وقعت عباءة فارسها ، وكانت تشول (ترفع) بذنبها ، فعلقت به العباءة وظلت عالقة الى نهاية السباق.

هذه القصة عن انساب الخيل العربية عن انساب الخيل التي رواها ابن الكلبي استمر الإعتقاد بها حتى مطلع هذا القرن.


تقسيم الخيل العربية عند المستشرقين ومنظمة الخيل العربية

حين ظهر بعض المستشرقين وفي مقدمتهم كارل رضوان ، قسموا الخيول العربية الى ثلاثة اشكال رئيسية وهي الكحيلان ، والصقلاوي ، والمعنكي.

ويدخل ضمن هذه الأشكال عشرون فصيلة رئيسية و 240 فصيلة أخرى متفرعة عنها .

ولكن نادي الأصيل وهو رابطة عالمية تعنى بصيانة الجواد العربي الأصيل ورعايته ، يعيد أصول الخيول العربية ( من جهة الأم ) الى ثلاثة وعشرين على النحو التالي

M معنقي
DS دهمان شوان

MH معنقي هدروج
HE هدبان انزاحي

MS معنقي سبيلي
HK حمدان كحيلان

O عبيان
HS حمداني سمري

OG العبية أم جريس
K كحيلان

S صقلاوي
KA كحيلان عجوز

SG صقلاوي جدراني
KAIR كحيلان عجوز بن رضوان

SGIS صقلاوي جدراني بن سودان
KAIS كحيلان عجوز بن سودان

SGIZ صقلاوي جدراني بن زبيني
KH كحيلان هيفي

SS صقلاوي شيفي
KJ كحيلان جلابي

SHSX شويمان صباح
HK كحيلان كروشان

KR كحيلان روضان

 


سلالة الكحيلان

يتصف الحصان العربي الذي من سلالة الكحيلان بكبر جسمه وضخامة عضلاته وجماله ، فهو أجل الخيول العربية وأفضلها.

واللون الغالب عليه هو البني وله فروع عديدة منها

الكحيلان - الكحيلان الحمداني - الكحيلان الهدبان - الكحيلان الشويمان - الكحيلان الودنان - الكحيلان العجوز - الكحيلان العجوز بن رضوان - الكحيلان العجوز بن سودان - الكحيلان الهيفي - الكحيلان الجلابي - الكحيلان الكروشان - الكحيلان الرضوان

 


سلالة الصقلاوي

حجمه أصغر من حجم الكحيلان ، ويتميز عنه بجمال رأسه ، وجبهته عريضة ، وجماله الأنثوي اللافت للانظار الذي يؤهله للمهرجانات والإستعراضات.

وأهم فروع الصقلاوي لجهة الأم

الصقلاوي - الصقلاوي الجدراني - الصقلاوي الجدراني بن سودان - الصقلاوي الجدراني بن زبيني - الصقلاوي الشيفي

 


سلالة المعنكي

يتصف هذا الشكل بطول جسمه ، وضخامة حجمة ، وطول رأسه ، وكثرة زواية وجهه ، وخشونة مناخرة ، وصغر عينيه ، وطول رقبته.

والفرس ذات الشكل المنعكي يقال لها "أم عرقوب" أحيانا ، وقد قيل (أم عرقوب ما عليها عذروب) أي ليس فيها مطعن.

وأعظم الخيول العربية التي وصلت الى أوربا وحسّنت سلالاتها كانت من سلالة المعنكي ، وخاصة في فرنسا وانجلترا.

ومن اشهرها الحصان العربي دارلي الذي يعتبر السلف الأكبر لسلالة الثوربرد . ويقسم المعنكي الى قسمين رئيسيين

معنكي هدري ويتصف بضخامة صدره وأكتافه القويه والتناسق الكامل لأضلاع صدره

معنكي سبيلي ويتصف بقوائمه العالية وأكتافه المستقيمة وهو أقل سرعة من الأول

 

وقد دار جدل واسع ونقاشا كبيرا من قبل العديد من خبراء الخيل ، فمنهم من يعتبرها كاملة الأصالة والنبالة ومنهم كالمستشرق كارل رضوان يدعي انه في عام 1630م لقح ابن هدري فرسه من فحل تركماني الأصل ، واستمر النسل بعد ذلك بالتكاثر عند قبائل السلقا ، وبالتالي لم يعد اصيلا لاختلاطه بدم غريب ، ولهذا السبب امتنع بعض المولعين بالخيل العربية خلط خيولهم مع دم السلالة المعنكية

 


سلالة العبيان أو العبية

هو من أشهر الخيول العربية ، وقد ذكرنا في بداية هذه الصفحة سبب تسميته بهذا الأسم . ويمتاز بالوسامة والجمال ، وبرفع أذياله خلال الجري ، ومن أصول هذا الشكل من جهة الأم

العبية أم جريس - العبية الشراكية - عبية السحيلية - عبية الأطرم - عبية العوبلي - عبية منيحيز - عبية هوينة

 

 

 


الخيل في الحديث الشريف

 


عن البراء بن عازب قال كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال (تلك السكينة تنزلت بالقرآن) (رواه البخاري)

 

وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء وأمدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبدالله بن عمر كان فيمن سابق بها (رواه البخاري)

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال بها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنه انقطع طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي كان ذلك حسنات له فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر) وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال (ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) (رواه البخاري)

 

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) (رواه البخاري)

 

وعن قيس بن أبي حازم قال قال لي جرير قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا تريحني من ذي الخلصة) وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال (اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا) فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب قال( فبارك في خيل أحمس ورجالها )خمس مرات (رواه البخاري)

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم )(رواه البخاري)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية ورخص في الخيل(رواه البخاري)

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) قال كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال :هذا دين سوء (رواه البخاري)

 


غذاء الخيل

 


تعتبر التغذية من العوامل الأساسية في تربية الخيول والعناية بها، فالاستفادة القصوى من الحصان في جميع مجالات الاستخدام تصبح ممكنة إذا ما توفرت له الأعلاف الضرورية التي تمده بالفيتامينات والبر وتينات والكربوهيدرات والعناصر المعدنية المختلفة، وتختلف احتياجات الخيول من الأعلاف بحسب فصائلها، فالخيول ذوات الدم الحار تكون متوسطة الوزن و لا تحتاج إلى كميات كبيرة من العلف وعلى العكس من ذلك تماما فإن الخيول ذوات الدم البارد، الثقيلة الوزن، تستهلك كميات وفيرة من الأعلاف لأن جهازها الهضمي أكثر اتساعا وحجماً من غيرها.

أنواع العلف المستخدم لتغذية الخيل:
أ- البرسيم: ويعتبر من أفضل أنواع العلف للحصان ويفضل تقديمه جافاً.
ب-الجزر والشمندر العلفي: وهي أعلاف صحية و مفيدة وسهلة الهضم ولذيذة المذاق وتستسيغها الخيول وتقبل عليها بنهم.
ج- الحشيش الأخضر: ويشكل لدى توفره العلف الأساسي في تغذية الخيول.
د- الشعير: الذي يعطي الخيل طاقة كبيرة ويستخدم عادة منقوعاً في ماء مغلياً للحصول على أكبر قدر من الاستفادة.
هـ- فول الصويا: من أكثر أنوا الحبوب مصدراً للبروتين.
و- بذور الكتان: و لها تأثير مفيد على القناة الهضمية كما أنها تكسب جلد الخيل لمعاناً وبريقا.
ز- التبن: وهو من مواد العلف المالئة للبطن مثلها مثل الفول والشعير و تبن القمح الذي يسمى محلياً الشوار.

 


أشهر خيول العرب
داحس والغبراء

ويذكر ابن عبد ربه من مشاهير خيل العرب :

 


قالت العرب عن الخيل

 


ثلاثة من نعم الله : " زوجة صالحة ، و حصان أصيل ، و سيف بتار "


ثلاثة أنواع من الخدمة لا تعيب المرء : " خدمته لبيته ، و خدمته لفرسه ، و خدمته لضيفه

 


الخيل في القرآن الكريم

 


ورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى كما أقسم بها الله خالق هذا الكون وما فيه من مخلوقات قال تعالى :

( زُيّنَ لِلنّاسِ حُبّ الشّهَوَاتِ مِنَ النّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذّهَبِ وَالْفِضّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَاللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبّئُكُمْ بِخَيْرٍ مّن ذَلِكُمْ لِلّذِينَ اتّقَوْا عِندَ رَبّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مّطَهّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )

 

قال الله تعالى : ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنّ الإنسانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنّهُ عَلَىَ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنّهُ لِحُبّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصّلَ مَا فِي الصّدُورِ * إِنّ رَبّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لّخَبِيرٌ * )

 

قال الله تعالى : ( وَلاَ يَحْسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوَاْ إِنّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ * وَأَعِدّواْ لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةٍ وَمِن رّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوّ اللّهِ وَعَدُوّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ *)

 

قال الله تعالى : ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * )

 

قال الله تعالى : ( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنّ جَهَنّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مّوْفُوراً * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ والأولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً * إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً )

 

قال الله تعالى : ( وَمَآ أَفَآءَ اللّهُ عَلَىَ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَـَكِنّ اللّهَ يُسَلّطُ رُسُلَهُ عَلَىَ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مّآ أَفَآءَ اللّهُ عَلَىَ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىَ فَلِلّهِ وَلِلرّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب )

 

قال الله تعالى : ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنّهُ أَوّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيّ الصّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنّيَ أَحْبَبْتُ حُبّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبّي حَتّىَ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدّوهَا عَلَيّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسّوقِ وَالأعْنَاقِ )

 

خصائص الخيل

 


شكل الجسم:
يرجع شكل الحصان في مظهره الى هيكله العظمي والعضلات التي تحيط به. ويعتبر الحصان العريي من أبدع السلالات في مظهرها الخارجي نظراً للتجانس الجلي بين أجزاء جسم الحصان المختلفة. كما يتفاوت وزن الحصان وارتفاعه اعتمادا على سلالته. فيتراوح ارتفاع الحصان من النوع الخفيف بين 150 الى 170 سنتيمتراً، في حين أن الحصان من النوع الثقيل قد يصل ارتفاعه الى 180 سنتيمتراً. و تتفاوت ألوان الخيول كذلك اعتمادا على سلالتها وعلى أبويها اذ أن صفة لون الجسم تورث عن طريق الجينات الوراثية المحمولة على الكروموسومات. إن بعض الألوان تكون سائدة كالرمادي والبعض الآخر يكون متنحياً في توريثه. فعلى سبيل المثال لو تزاوج حصان رمادي نقي مع فرس بني اللون سيكون المهر رمادياً.

وقد أعطى الشعراء العرب قدراً كبيراً من مخيلتهم لصفات الخيل وجمالها وألوانها. فعلى سبيل المثال يصف امريء القيس في معلقته المشهورة قدرة حصانه على الكروالفر أثناء القتال فيقول:

مكر مفرمقبل مدبر معا كجلمود صخر حطة السيل من عل

وفي مكان آخر يصف حصانه فيقول:

له أيطلا ظبي وساقا نعامة وإرخاء سرحان و تقريب تتنفل

كأن دماء الهاديات بنحـره عصارة حناء بشيبب مرجل

وقد برع عنترة بن شداد في وصف حصانه الأدهم وكأنه يخاطب محب ورفيق فيقول في معلقته المشهورة:

ما زلت أرميهم بثغرة نحرة و لبانه حتى تسربل بالدم

فازور من وقع القنا بلبانه و شكا غلي بعبرة و تحنحم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى و لكان لو علم الكلام مكلمي

الحواس:
إضافة للحواس الخمس المعروفة عند بني البشر يتميز الحصان بقدرات أخرى يسميها البعض الحاسة السادسة.

اللمس:
من الحواس المهمة التي تريط الحصان بفارسه اللمس. فاللمس طريقة للتخاطب والتواصل بين الخيول مع بعضها البعض ويمكن للفارس الماهر ايجاد التآلف والود بينه وبين حصانه من خلال اللمس.

السمع:
تتميز الخيول بسمع مرهف وقدرة خارقة في التعرف على الأصوات حتى وان كانت بعيدة.

وللحصان قدرة على السمع أكثر مما لدينا فيشعر بالخطر الذي لا ندركه اذ أنه يسمع ذبذبات الصوت التي لايمكننا الاحساس بها. ان قدرته على تحريك الأدنين وتوجيههما نحو مصدر الصوت تساعده كذلك على التقاط الصوت من أي جهة.

الشم:
يمكن للحصان من خلال حاسة الشيم التعرف على الخيول الأخرى وعلى صاحبه كذلك. ويلعب الشم دوراً كبيراً في تحديد مكان معيشته.

النظر:
يعتمد الحصان على النظر بشكل أساسي ويعكس ذلك حتم العيون الكبيرة. وبخلاف الإنسان يتمكن الحصان من توضيح الأشياء التي

يشاهدها من خلال تحريك رأسه الى الأعلى والأسفل.

ويستطيع الحصان تحريك العينين بشكل مستقل ويمكنه الرؤية في الظلام أفضل من الإنسان.

التذوق:
ليست من الحواس المتطورة عند الخيول ولكن بإمكان الخيل التفريق بين أنواع الطعام وحلاوته عن طريق تذوقه.

 

 
لعبت الخيول عبر التاريخ دورا هاما فى تطوير المجتمعات الانسانية كوسيلة اساسية فى النقل والاعمال المختلفة فضلا عن اهميتها الكبيرة اثناء
 
الحروب والفتوحات، لكنها فقدت أهميتها السابقة مع التقدم الصناعي الكبير وحلول الآلة وأصبحت تستخدم فقط في مجال الرياضة والسباق وتأدية الأعمال في المناطق التي يصعب فيها استخدام الآلة.

ومن هنا كان التركيز في العمليات التربوية للخيل بغية الحصول على سلالات تتفق والأهداف الجديدة المرجوة منها.

وللخيل عروق كثيرة في العالم من أهمها الخيول العربية الأصيلة كونها أحد العروق الأساسية التي دخلت في دم كافة العروق الأجنبية من أجل تحسينها لما لها من مميزات وراثية قيمة. ولما تتمتع به من جمال وتناسق وهي تمتاز عن غيرها من الخيول بصفاتها الحميدة: فهي منتظمة القوام، سريعة السير، سلسة الحركة، واسعة العارضة، مرتفعة الجبهة وعريضتها، دقيقة الأذنين، واسعة العينين تدل يقظتها وبريقها على الجرأة وكثرة الإدراك تتحمل المشاق أكثر من غيرها وتقنع بأغذية لا يمكن للخيول الأوروبية أن تتناولها. ذات طبع لطيف، سهلة الانقياد، يمكن ترويضها وتعليمها بسرعة كبيرة. وهي وفية لصاحبها فإذا وقع عن ظهرها بقيت بجانبه لذا فقد اعتبرت من أصلب الخيول. وأصبرها على الجوع والعطش والتعب، ولولا ذلك ما تحملت شظف العيش مع القبائل البدوية ، تصلح للركب والسباق وقطع المسافات الشاسعة وجر العجلات الخفيفة.

وللخيول العربية الأصيلة فصائل عديدة أشهرها: الكحيلات، المعنقيات، السقلاويات، أمهات عرقوب، الشويحات، الدهم ، الطوقانيات، المليحات.

هذا ويعتقد أن القطرالعربي السوري هو منشأ الخيول العربية الأصيلة، حيث أنها نشأت على ضفاف الفرات شمال سوريا. بيد أنها لم تحتفظ بأصالتها فقط اختلط معظمها بالعروق الأخرى وخاصة الإنكليزية منها يضاف إلى ذلك عدم وجود سياسة تربوية من شأنها أن تحمي وتنظم هذه الثروة مما أدى إلى تدهورها . ويقدر عدد الخيول الموجودة حالياً في القطر بـ50.000 رأس منها 3.000 رأس من الخيول العربية الأصيلة يجب المحافظة عليها والاستقادة منها قبل أن تندثر وتضمحل.

التكاثر عند الخيل:

تعتبر التغذية الجيدة والرعاية الصحية وحسن انتخاب الآباء والأمهات من أهم العوامل في تحسين العروق الحيوانية والمقصود بحسن انتخاب الحيوانات المتسافدة وعلى نسلها إذا كانت قد استخدمت في الضراب سابقاً.

وكون الذكر والأنثى متشابهين من حيث القد والارتفاع وتناسب الأعضاء وإن يكونا صحيحي الجسم خاليين من العيوب والأمراض العضوية القديمة ويعرف الحيوان الصحيح من انتظام التنفس ودوران الدم ولين الجلد والبطن وجمود الروث وتشكله بشكل طبيعي. كما وتستبعد الخيول صعبة القيادة والعاتية والمبتلاة بأمراض عصبية كبلع الهواء والضعيفة.

ويجب أن تكون الأعضاء التناسلية في الذكور بحالة طبيعية وإن يكون نظرها حاداً وتنفسها جيداً وصدرها واسعاً وقوائمها قوية لاعيب فيها وأن يتراوح عمرها مابين الخامسة والخامسة عشر وإن أفضل وقت للجماع هو أواخر الشتاء وأوائل الربيع لتوفر العلف الأخضر والطقس المعتدل.

والتلقيح الطبيعي له شكلين:

1- تلقيح مطلق: يتم بإطلاق الفحل على مجموعة من الإناث يلقح مايشاء منها دون مراقبة أو معاونة من أحد وهذه الطريقة قديمة وعقيمة، فالفحل غالباً ماينهك لقفزه على الأفراس نفسها بضع مرات، وقد تلبطه الإناث التي لاتريده فتجرحه ولايمكن تحسين النسل بهذه الطريقة.

2- تلقيح مقيد: هو الشكل الأكثر استخداماً بسبب تجاوزه السيئات السابق ذكرها ويتم بمسك الأنثى جيداً بواسطة اللجام وشد قوائمها بالحبال حتى لاتتمكن من الرفس بعد ذلك يقاد الفحل بواسطة الرسن إليها ويمنع من القفز على الأنثى قبل أن يدنو منها بشكل كاف وفي هذه الحالة يمكن للسائس أن يساعد الحصان في تأدية عمله أثناء الجماع. وتختلف عدد النزوات التي يستطيع الحصان أن ينزوها في اليوم، فصغير السن لايطالب بأكثر من مرة في حين يستطيع القارح أن يلقح مرتين أو ثلاثة ولايعلق في الإناث سوى 80% لذا يتطلب الأمر تقديمها للذكر مرتين.

ولاشك بأن استخدام التلقيح الاصطناعي سوف يغني المربين عن تربية الفحول والحصول على أحسن المواصفات بالنسبة للولادات وذلك باستخدام السائل المنوي المأخوذ من الفحول المختبرة وذات الصفات الوراثية الممتازة ويعتبر التلقيح الاصطناعي الطريقة الوحيدة التي تؤدي إلى الإسراع في تحسين نوعية الحيوانات وزيادة إنتاجها ووقايتها من الأمراض التناسلية والحقيقة أن التلقيح الاصطناعي بالنسبة للخيول حتى الآن لم يأخذ دوره في القطر.

الحمل والوضع:

إن مدة الحمل عند الخيول تتراوح مابين 307-400 يوم ويمكن معرفة الخيول الحاملة من استعدادها للسمن وكبر بطنها وضرعها وارتفاع حرارة حيائها وتبدل تركيب بولها حيث تطلق الفرس الحامل في المراعي ولاتقوم بأعمال مجهدة ويكون علفها خال من المواد الغليظة أو الفاسدة منعاً لحدوث الإجهاض، ويعرف اقتراب الوضع لدى الخيول من تضخم الضرع وقساوة الحلمات وهبوط البطن وضمور الخاصرة وانتقاخ الفرج وخروج سائل دبق منه وتضطرب الفرس عند بدء الوضع ضاربة الأرض بيدها متحركة جيئة وذهاباً بسبب تقلصات الرحم عن بدء الوضع ويستغرق ذلك أكثر من 10-15 دقيقة في الحالات العادية.

الرضاع والفطام:

تتأثر الأم كثيراً إذا فضل عنه المهر فتضطرب ولاتأكل بشهوة كما ويتأثر إدرارها في الحليب لذا يجب أن يبقى المهر قرب أمه في الأسابيع الأولى فيرضع منها حسب حاجته وتبقى الأم مع وليدها في الاسطبل خلال الأسبوع الأول بعد ذلك يقادان إلى المرعى لأن العلف الأخضر يؤدي إلى زيادة إدرار الحليب لدى الأم وكذلك إلى تقويتها بعد الجهد الكبير الذي بذلته أثناء الولادة أما الرضيع فيأخذ بالاعتياد على تناول الأعشاب الخضراء والحبوب خلال هذه الفترة وبالتالي الاستغناء التدريجي عن حليب الأم والتهيئة للفطام

ترويض المهر:

لايولد الفرس مطيعاً ومدرباً لذا لابد من ترويضه وهو مهر على القيام بما يطلب منه وأول خطوة في هذا المجال هي لمسه باليد على وجهه وعنقه وظهره وتستمر هذه العملية حتى يألف السائس ويطمئن له بعد ذلك يعود على لبس اللجام ووضع سرج خفيف على ظهره ومن ثم يمسك بمقود طويل ويعلم السير على شكل دائرة وعلى خط مستقيم ويوضع عليه خرجاً فيه أثقال حتى يعتاد على تحملها ومتى اعتاد المهر على كل ذلك يمتطيه رجل خفيف الوزن، أما إذا قام المهر بالمقاومة فلابد من تسكينه بهدوء ولطف ويتكرر ذلك حتى يعتاد المهر ويسكن عند ذلك يقاد وهو مركوب إلى طرق عامة حتى يألف الضوضاء.

ترويض خيل السبق:

إن الغاية الأساسية من ترويض خيل السبق هي تدريبها على قطع أطول مسافة، في أقصر زمن، وتستغرق عملية الترويض هذه ستة أشهر، فهي تجري على المهر الذي بعمر 18 شهر، وذلك بتعويده على السير سيراً عادياً لمدة ساعة ونصف يومياً ، خلال الخمسة عشر يوم الأولى، ولثلاث ساعات في الخمسة عشر يوم الثانية.

ويعرق الفرس لأول مرة بعد انقضاء الشهر ليضمر ولكي يقوم جلده بوظيفته بشكل كامل، ويتم ذلك بتغطيته بغطائين غليظين، وإجباره على العدو لمسافة ستة كيلو مترات، على أن تزداد السرعة في مراحلها الأخيرة. يرفع الغطائين بعد ذلك وينشف العرق، ويدلك الجسم دلكاً قوياً.

يعرق الفرس مرة كل أسبوع ولمدة شهر كامل، وبعد انتهاء هذه الفترة يدرب على العدو يومياً لمسافة واحد كيلو متر في البداية، ثم تزداد هذه المسافة تدريجياً كل خمسة أيام، ويكون العدو خفيفاً في الأيام الأولى، ثم تزداد السرعة، ويعود الفرس بعد مرور شهرين على العدو السريع، مع الخيل الأخرى.على أن تكون المسافة قصيرة في البداية تزداد تدريجياً وفي هذه الفترة لابد من زيادة الشعير أو الشوفان في علفه على حساب التبن (الذي يزيد من حجم البطن).

تغذية الخيول:

لدى التكلم عن تغذية الخيول لابد من إعطاء فكرة موجزة عن تركيب جهازها الهضمي، وسير العمليات الهضمية لديها، وأسس تحديد المقننات الغذائية للخيول العاملة.

أضف تعليق

القائمة البريدية