الفاو تتوقع ازدهار إنتاج الحبوب وتراجع اللحوم وتهديدات لإنتاج الموز

الخميس 7 نوفمبر 2019 06:22 م
شارك الخبر

فاو : عالم الزراعة

وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج العالمي للحوم في عام 2019 لأول مرة منذ أكثر من عقدين، بسبب نفوق قطعان الخنازير في الصين نتيجة تفشي حمى الخنازير الأفريقية فيها.

ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاج لحوم الأبقار والغنم والدواجن والخنزير 335 مليون طن وفق مكافئ وزن الذبائح، أي أقل بنسبة 1.0 بالمائة عن العام السابق، وفقاً لما جاء في الدراسة الاستشرافية للأغذية الصادرة اليوم.

ويعزى هذا الانخفاض إلى توقعات بانخفاض بنسبة 20 بالمائة على الأقل في إنتاج لحم الخنزير في الصين، والتي تشكل في العادة ما يقرب من نصف إنتاج العالم. وفي المقابل، ارتفع إنتاج الدواجن في الصين بسرعة، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 17 بالمائة سنوياً، مقلصاً إجمالي انخفاض إنتاج اللحوم في البلاد إلى 8 بالمائة.

يشكل لحم الخنزير عادة أكثر من ثلث إنتاج اللحوم في جميع أنحاء العالم، وتشكل الدواجن 39 بالمائة من الإنتاج، أما لحم البقر فيشكل 21 بالمائة.

ومن المتوقع أن ينمو هذا العام الإنتاج العالمي من لحوم الدواجن، التي تستأثر بالحصة الأكبر من بين جميع اللحوم الأخرى مقارنة مع لحم الخنزير، وكذلك إنتاج لحم البقر والغنم، مع زيادات متوقعة في الأرجنتين والبرازيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع أن تنمو التجارة العالمية في منتجات اللحوم بنسبة 6.7 بالمائة هذا العام، مقارنة مع تباطؤ الإنتاج الذي لوحظ في العديد من السلع الغذائية.

وتقوم مطبوعة "دراسة استشرافية للأغذية" بتقييم اتجاهات السوق والإنتاج لمجموعة واسعة من السلع الغذائية، بما في ذلك الحبوب والأسماك والسكر والمحاصيل الزيتية والحليب واللحوم. وتحتوي الطبعة الحالية أيضاً على تقرير خاص حول التهديد الذي تتعرض له أسواق الموز العالمية والناتج عن سلالة Fusarium Wilt Tropical Race 4 (TR4) من سلالات فطريات الفيوزاريوم، والتي تم اكتشافها مؤخراً لأول مرة في أمريكا اللاتينية.

زيادة استخدام الحبوب الأساسية في الغذاء

من المتوقع أن يزداد إنتاج القمح والذرة في جميع أنحاء العالم في عام 2019، بينما سينخفض إنتاج الأرز إلى ما دون مستواه العام السابق. أما من ناحية الاستهلاك، فمن المتوقع أن يواكب معدل استهلاك الفرد الواحد للحبوب الثلاث معدل النمو السكاني، إن لم يتجاوزه.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يتراجع الإنتاج العالمي للبذور الزيتية للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى توقعات بتراجعٍ في مزارع فول الصويا وانخفاض عوائد المحاصيل في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك انخفاض التوقعات بشأن إنتاج بذور اللفت في كندا والاتحاد الأوروبي.
كما تتوقع الفاو أيضاً انخفاض الإنتاج العالمي للسكر بنسبة 2.8 بالمائة في العام المقبل، حتى مع زيادة الاستهلاك العالمي.

ومن المتوقع أن يزداد إنتاج الألبان بنسبة 1.4 في المائة، حيث يمثل ازدياد حجم القطعان المنتجة للألبان في الهند وباكستان حوالي 90 في المائة من الزيادة الكلية في الحجم.

من المتوقع أن يظل الإنتاج العالمي من الأسماك على حاله منذ عام 2018، مع انخفاض بنسبة 3.4 بالمائة في مصائد الأسماك الطبيعية وزيادة بنسبة 3.9 بالمائة في حصاد تربية الأحياء المائية. ومن المتوقع انخفاض تجارة الأسماك، على الرغم من التوقعات بزيادة الواردات إلى الصين بشكل كبير.

تهديد للموز

تقيّم الدراسة الاستشرافية للأغذية أيضاً المخاطر السوقية ومخاطر السوق الافتراضية لمرض "الذبول الفطري TR4" على سوق الإنتاج العالمي للموز وموز الجنة البالغ قيمتها 45 مليار دولار أمريكي. ويهدف التحليل إلى توفير مؤشرات تفيد في اتخاذ قرارات سياساتية رشيدة أكثر مما يهدف إلى تقديم التوقعات.

ومع افتراضات محافظة، بما في ذلك الافتراض بأن الفطريات لا تنتشر خارج كولومبيا في أمريكا اللاتينية، من المحتمل أن يُلحق الانتشار التدريجي لمرض الذبول الفطري TR4 أكبر قدر من الضرر في آسيا، وسيترتب على ذلك انخفاض بنسبة 2.0 بالمائة في الإنتاج العالمي، وخسارة 240 ألف وظيفة مباشرة، والتسبب بارتفاع بنسبة 9.2 بالمائة في السعر المرجعي العالمي للموز بحلول عام 2028.

ويعيد انتشار مرض الذبول الفطري TR4 إلى الذاكرة شبح الأضرار التي أحدثها مرض الذبول الفطري السابق الذي تسبب بالقضاء على صنف الموز "جروس مايكل" في الخمسينيات، مسبباً خسائر تجارية تقدر بمليارات الدولارات مما أدى إلى استبداله بالموز من صنف Cavendish.

وتتسبب فطريات ذبول الفيوزاريوم بشكل خاص بأضرار شديدة لأنها تظل في التربة لعقود من الزمن، مما يؤدي إلى هجر المزارع وزيادة الضغط لتوسعة زراعة الموز في أراض جديدة لم تتأثر بالمرض.

وتعد سلالة فطر TR4 ذات مخاطر مرتفعة بشكل استثنائي لأنها تؤثر على أصناف الموز، بما في ذلك الموز من صنف Cavendish، والتي تمثل جزءاً كبيراً من تجارة الفاكهة العالمية سريعة النمو ولكن ليس من الاستهلاك المحلي. ويمكن أن يوفر الموز ما يصل إلى 25 بالمائة من السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الجسم يومياً في المناطق الريفية في بعض البلدان، مثل أنغولا ورواندا.

وقال سابين التندورف، المحلل الخاص بالفواكه الاستوائية لدى الفاو، أن التداعيات المحتملة واسعة النطاق لانتشار مرض الذبول الفطري TR4 يتطلب "يقظة عالية" في مواقع الإنتاج في جميع أنحاء العالم والاستثمار في الأبحاث من قبل البلدان المصدرة والبلدان المتقدمة التي تستورد نحو 100 مليار حبة موز يتم أكلها سنوياً، بشأن الوقاية من المرض وتخفيف حدته.

 


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية