اجراءات جديدة للفاو من اجل اصلاح وكالة الامم المتحدة

فاو : عالم الزراعة

وافق مجلس منظمة الأغذية والزراعة اليوم على سلسلة إجراءات اقترحها السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، لتحديث وكالة الأمم المتحدة وجعلها أكثر كفاءة وفعالية. وقد عقد المجلس الذي يضمّ 49 بلدًا عضوًا وهو الجهاز التنفيذي لمؤتمر المنظمة، دورته بصورة افتراضية للمرة الأولى في تاريخ المنظمة بسبب تفشي جائحة كوفيد-19.

 وفي تقريره النهائي، "أيّد [مجلس المنظمة] رؤية المدير العام بشأن منظمة ملائمة للغرض المنشود منها وتتسم بالحداثة والشمولية وقادرة على التكيف مع المحافظة على قدراتها الفنية، خاصة بفضل هيكل معياري ومرن بقدر أكبر بغرض ضمان الفعالية والكفاءة والتعاون بين مختلف القطاعات."

ومنذ أن تولى السيد شو دونيو منصبه في الأول من أغسطس/آب 2019، سعى جاهدًا في سبيل جعل المنظمة أكثر قدرة على التكيّف وعلى الاستجابة وخاضعة للمساءلة، فضلاً عن زيادة قدرتها على دعم الأعضاء فيها من أجل مواجهة التحديات المتصلة بالأغذية والزراعة.

 واعتبر المدير العام أنّ الموافقة على الإجراءات الجديدة "هي إشارة قوية على ثقتكم في ما أبذله من جهود من أجل ترجمة رؤيتنا المشتركة بشأن منظمة جديدة ديناميكية وشاملة وموجهة نحو تحقيق النتائج، إلى واقع فعلي".

وتمثلت نقطة أساسية من الإجراءات المعتمدة في استحداث هيكل تنظيمي أكثر مرونة بما يضمن القدرة على التكيف والتعاون الأمثل بين مختلف القطاعات والاستجابة على نحو أفضل للاحتياجات والأولويات المستجدة.

 ويضمّ الهيكل الجديد فريق قيادة رئيسي موجود في صميم المنظمة. وسيحظى المدير العام، بفضل هذا الترتيب الجديد، بدعم مباشر من نواب المدير العام الثلاثة ورئيس الخبراء الاقتصاديين ورئيس العلماء ومدير الديوان.

وسيكون مديرو الشُعب والمراكز والمكاتب، بوصفهم خبراء كلٌّ في مجال اختصاصه، مسؤولين مباشرة أمام فريق القيادة الرئيسي، مما سيعزز التوافق والتآزر على المستوى الداخلي وسيحدّ قدر الإمكان من البيروقراطية.

 وقال المدير العام "آمل أن تروا في وقت قريب أولى نتائج كسرنا للتقوقعات وتكثيف عملنا الجماعي كفريق وتوطيد تعاوننا مع الوكالات الشريكة" مسلّطًا الضوء على أنه "من خلال تحسين أساليب العمل وإرساء الشفافية والمساءلة، ستزيد المنظمة وستحسّن ما تنجزه لصالح الضعفاء ولصالح الأعضاء في المنظمة والمزارعين والمستهلكين."

ومن الإجراءات الهامة الأخرى التي وافق عليها المجلس إنشاء مكتب جديد لأهداف التنمية المستدامة بغرض تعزيز عمل المنظمة وتنسيقه على نحو أفضل بما يتواءم وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، إلى جانب تعزيز مراكز التعاون لدى المنظمة مع منظمات دولية أخرى ومع المؤسسات المالية الدولية.

 الاستجابة لكوفيد-19

شدد المدير العام في ملاحظاته الختامية على أنّ جهود المنظمة ستبقى منصبّة على مساندة الأعضاء للتخفيف من وطأة تأثيرات جائحة كوفيد-19 على الأمن الغذائي والنظم الغذائية.

فاعتبر السيد شو أنه "يجب ألا تتوقف جهودنا عند هذا الحدّ: الآن وقد تعلمنا كيف نتعايش مع الفيروس، يجدر بنا التركيز على مرحلة التعافي".

وفي 14 يوليو/تموز، خلال حدث رفيع المستوى، ستطلق المنظمة "برنامج استجابة" جديد في مواجهة كوفيد-19 انطلاقًا من مجالات عمل سبعة اعتُبرت من الأولويات. وأكدّ أنّ "إعادة البناء على نحو أفضل هي تحدًّ المنظمة مستعدة لرفعه."

 وقد سعت المنظمة منذ تفشي الجائحة إلى إشراك الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني في عملية تنسيق الاستجابات وتعزيزها.

وكان المدير العام قد شارك في اجتماع قادة بلدان مجموعة العشرين وفي مجلس الأمن في الأمم المتحدة حول الأمن الغذائي وفي اجتماع وزراء الزراعة في بلدان مجموعة العشرين، حيث دعاهم إلى اتخاذ إجراءات تكفل استمرارية أداء سلاسل الإمدادات الغذائية على نحو جيّد. وشارك السيد شو أيضًا في اجتماعات عقدها أمين عام الأمم المتحدة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمنتدى الاقتصادي العالمي.

وعقدت المنظمة كذلك عددًا من الاجتماعات بصورة افتراضية مع وزراء من أقاليم مختلفة حرصًا على أن تعتبر البلدان الأغذية والزراعة خدمات أساسية خلال فترات الإغلاق التام.

وعلاوة على ذلك، أصدرت المنظمة 41 إحاطة عن السياسات و8 مطبوعات تتضمن عمليات تقييم كميّة ونوعيّة لأثر الجائحة على سلاسل الإمدادات الغذائية وعلى تجارة الأغذية وأسواقها وعلى صغار المنتجين وانعدام الأمن الغذائي وحماية الفئات الأشدّ ضعفًا ونظم الإحصاء، بالإضافة إلى النظم الغذائية الآمنة والقادرة على الصمود والمستدامة.

وأبرز المدير العام أيضًا فائدة مبادرة العمل يدًا بيد في التصدي لهذه الجائحة على اعتبار أنها "توفر هيكلاً جاهزًا للتنسيق من أجل استجابة متكاملة لكوفيد-19 بما يضمن الأمن الغذائي والتغذوي."