اليمن يشهد عودة انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات مقلقة للغاية

السبت 25 يوليو 2020 11:57 ص
شارك الخبر

فاو : عالم الزراعة

يحذّر التحليل الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي أصدرته اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي وشركاء آخرون من أن الصدمات الاقتصادية والنزاع والفيضانات وغزوات الجراد الصحراوي والآن جائحة كوفيد-19 تولّد عاصفة مثالية قد تعكس المكاسب التي تحققت بصعوبة على صعيد الأمن الغذائي في اليمن.

ويتوقع التحليل الذي أُجري في 133 مقاطعة حتى الآن في جنوب اليمن[1] حصول زيادة مقلقة للغاية في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي في مرحلة الأزمة (المرحلة 3 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) ومرحلة الطوارئ (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) بحلول نهاية العام.

وقد تراجع انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام الماضي بفضل زيادة ملحوظة في المساعدات الإنسانية، إنما قد يُلغى كل العمل الجيد بسرعة في ظل التوقعات بشأن ارتفاع عدد السكان الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من مليوني (2) شخص إلى 3.2 مليون شخص خلال الأشهر الستة القادمة.

وقد يمثل هذا زيادةً من 25 في المائة (فبراير/شباط- أبريل/نيسان) إلى 40 في المائة من السكان (في يوليو/تموز-ديسمبر/كانون الأول) الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حتى وإن تمّت المحافظة على المساعدة الغذائية الإنسانية وحصول المعوزين عليها.

محرّكات انعدام الأمن الغذائي الحاد:

·        المحرك الرئيسي هو التدهور الاقتصادي. وتستمر الأزمة الاقتصادية مصحوبة بالتضخم في ظل التراجع دون رادع للعملة المحلية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية ونضوب قريب للاحتياطات من العملات الأجنبية. على سبيل المثال، منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2019 وحتى منتصف يونيو/حزيران 2020، فقدت العملة المحلية (الريال اليمني) في المتوسط 19 في المائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، بما يتجاوز مستويات أزمة عام2018.

·        يبقى النزاع هو المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد.

·        تؤثر جائحة كوفيد-19 على توافر الأغذية والحصول عليها وعلى إمدادات السوق، وكذلك على الفرص المدرّة للدخل والأجور. وقد أفضت التدابير الهامة المتخذة للحدّ من انتشار جائحة كوفيد-19 إلى تأخّر الاستيراد، وظهور حواجز لوجستية واضطراب الأسواق. كما انخفضت التحويلات من اليمنيين في الخارج بحوالي 20فيالمائة، ومن المتوقع أن تواصل تراجعها.

·        وتظهر مناطق جديدة للجراد الصحراوي وتربية دودة الحشد الخريفية نتيجةً لظروف مواتية من الناحية الإيكولوجية، بما في ذلك الأمطار، وتهدد إنتاج الأغذية في اليمن، والإقليم وما بعده.

·        من المتوقع أن يبلغ إنتاج الحبوب هذا العام مثلاً 000 365 طن متري- أي أقل من نصف المستويات التي كانت سائدة قبل اندلاع الحرب.

·        وقد خلّفت الفيضانات المفاجئة أصلاً آثارًا مدمّرة في بعض المناطق، ومن المتوقع أن تضرب الأعاصير معظم المقاطعات على طول الساحل العربي في الأشهر القادمة.


وقالت السيدة
Lise Grande، منسقة الشؤون الإنسانية لليمن: "يفيدنا التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بأن اليمن يقف من جديد على حافة أزمة كبرى على صعيد أمنه الغذائي. وقبل ثمانية عشر شهرًا من الآن، حين واجهنا حالةً مماثلة، تلقينا تمويلاً سخيًا. وعملنا على ترشيد استخدام الموارد التي عُهدت إلينا، وعزّزنا المساعدة بشكل ملحوظ في المقاطعات حيث كان الأشخاص يعانون من أعلى مستويات الجوع والخطر. وحقّقنا نتائج مذهلة؛ حيث أننا منعنا حصول المجاعة. وما لم نتلقّ التمويل الذي نحتاجه اليوم، لن نتمكن من تكرار الأمر عينه هذه المرة".

أمّا السيد حسين غادين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في اليمن فقد قال "لقد مرّ اليمنيون بأوقات عصيبة جدًا وأثبتوا قدرتهم على الصمود. غير أنهم يواجهون الآن العديد من الصعوبات والتهديدات في الوقت ذاته- من جائحة كوفيد-19 إلى غزوات الجراد الصحراوي. فالمزارعون والأسر من أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يعتمدون على الزراعة في سبل عيشهم يحتاجون إلى دعمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وقال السيد
Laurent Bukera، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن: "يواجه اليمن أزمةً على جبهات متعددة. ويجدر بنا أن نتحرك الآن. ففي عام 2019، وبفضل توسيع نطاق العمليات، تمكن برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه من عكس التدهور الحاصل في المناطق الأكثر تضررًا في اليمن. إنما عادت إشارات التحذير إلى الظهور، وإذا ما أضيفت جائحة فيروس كورونا المستجد، قد يتفاقم الوضع إلى حدّ كبير في حال تأخر اتخاذ الإجراءات الإنسانية".

وصرّحت السيدة
Sherin Varkey، ممثلة اليونيسف بالنيابة في اليمن قائلةً:" إن مزيجًا خطيرًا من النزاع، والضائقة الاقتصادية، وندرة الأغذية والنظام الصحي المتهاوي دفع ملايين الأشخاص في اليمن إلى شفير الهاوية، وقد تؤدي جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم هذا الوضع. بالفعل، إن عددًا متزايدًا من الأطفال الصغار معرّضون لسوء التغذية الشديدة بما يتطلّب معالجة طارئة. لذا، يتسم الدعم المتزايد والمستدام بأهمية حيوية إذا ما أردنا إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال".

ما الذي يجب أن نفعله الآن؟

تتضمن التوصيات الصادرة عن تحليل التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بشأن الإجراءات الطارئة الواجب اتخاذها ما يلي:

·        ضمان تقديم المساعدة الإنسانية بشكل متواصل ومن دون عوائق لإنقاذ حياة السكان الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك النازحين، وحماية سبل عيشهم؛

·        وإعادة تأهيل البنى التحتية للمياه التي تضرّرت بفعل الفيضانات، والتقليل إلى الحدّ الأدنى من آثار الفيضانات المقبلة على نظم المياه والريّ؛

·        ودعم المزارعين الذين خسروا محاصيلهم ومراعيهم بسبب الآفات والصدمات المناخية (تفشي الجراد ودودة الحشد الخريفية والفيضانات)؛

·        وتشجيع الممارسات التغذوية الجيدة على مستوى الأسرة من خلال أنشطة مثل البستنة المنزلية والتوعية التثقيفية على سلامة الأغذية والمياه؛

·        وتعزيز نظم الإنذار المبكر والرصد العام للأمن الغذائي من أجل التخفيف من الآثار السلبية للصدمات وإتاحة استجابة سريعة ومنسقة


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

الزراعة تطلق 150 منفذا متنقلا في 6 محافظات

الزراعة تطلق 150 منفذا متنقلا في 6 محافظات

شهد هذا الأسبوع إطلاق أكثر من ١٥٠ سيارة بالتتابع في ٦ محافظات: البحيرة، الفيوم، الإسكندرية، الدقهلية، كفر الشيخ، والمنوفية، فضلا عن عدد من الميادين بمحافظات القاهرة الكبرى، فضلا ع..

القائمة البريدية