فاو تطالب الجهات المانحة بمضاعفة استثماراتها للقضاء على الجوع

الخميس 15 أكتوبر 2020 02:57 م
شارك الخبر

فاو : عالم الزراعة

اعتبر تحالف بين مجموعات للبحوث في إطار إطلاقه دعوةً إلى العمل قبل انعقاد يوم الأغذية العالمي، أنه إذا ضاعف المانحون استثماراتهم وأنفقوا الأموال بحكمة فسيتمكنون من المساعدة في وضع حد للجوع بحلول عام 2030. فيتعيّن على الجهات المانحة أن تنفق أموالًا تبلغ قيمتها في المتوسط 14 مليار دولار أمريكي في السنة، من الآن وحتى عام 2030 أي ما يقرب من ضعف ما تنفقه حاليًا، على المساعدات في مجال الأمن الغذائي والتغذية، وذلك بحسب بحث جديد أجراه مركز أبحاث التنمية (ZEFوجامعة كورنيل، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والمعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية والمعهد الدولي للتنمية المستدامة.

وقال Maximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين لدى منظمة الأغذية والزراعة في هذا الشأن: "إنّ العالم ينتج ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجات الجميع. لذا فمن غير المقبول أن يبلغ عدد ناقصي التغذية 690 مليون شخص، وأن يحرم مليارا (2) شخص من القدرة على الوصول بصورة منتظمة إلى كميات كافية من الغذاء المأمون والمغذي، وألا يتمكن 3 مليارات شخص من تحمل كلفة الأنماط الغذائية الصحية. وإذا ما ضاعفت البلدان الغنية التزاماتها بالمساعدات، وأعانت الدول الفقيرة على ترتيب أولويات التدخلات الفعّالة من حيث التكلفة في مجالات البحث والتطوير والتكنولوجيا والابتكار والتعليم والحماية الاجتماعية وتيسير التجارة، وتحديد أهداف تلك التدخلات على النحو المناسب وتعزيزها، فسنتمكن من القضاء على الجوع بحلول عام 2030".

وتمثل الدعوة إلى العمل تضافر مشروعين اثنين هما: Ceres2030: Sustainable Solutions to End Hunger للحلول المستدامة للقضاء على الجوع بقيادة جامعة كورنيل والمعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من جهة، والبحوث المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومركز بحوث التنمية (ZEF) من جهة أخرى. وستقدم مجموعتا النتائج خلال فعالية ستعقد بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول تستضيفها الحكومة الألمانية، حيث يتوقع أن يقوم المانحون بالتعهد بتقديم أموال للبرنامج العالمي للزراعة والأمن الغذائي.

وقد استخدم كل من مشروع Ceres2030 ومشروع التعاون بين المنظمة ومركز بحوث التنمية (ZEF) منهجيتين مختلفتين ولكنهما توصلا إلى الاستنتاج نفسه ومفاده أن الجهات المانحة لا بد من أن تضاعف إنفاقها. وقد بنى برنامج Ceres2030 نموذجًا اقتصاديًا حسابيًا للتوازن العام من أجل تقدير أفضل طريقة لوضع حد للجوع على نحو مستدام، بما يتماشى مع الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وقال David Laborde، أستاذ باحث أول لدى المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية: "اكتشفنا أنه لو ضاعفت الجهات المانحة مساعداتها بالاقتران مع قيام البلدان الأفقر بزيادة الإنفاق من ميزانياتها، فسوف نتمكن بحلول نهاية هذا العقد من وضع حد للجوع ومضاعفة مدخول 545 مليونًا من صغار المزارعين والحد من الانبعاثات الزراعية بما يتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ".

وقال Joachim von Braun، مدير مركز بحوث التنمية (ZEF) ورئيس المجموعة العلمية التي تسدي المشورة للأمم المتحدة بشأن الدورة المقبلة لمؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية: "تشير دراستنا إلى وجوب توفير مبلغ يتراوح بين 39 و50 مليار دولار أمريكي إضافي في السنة لوضع حد للجوع بحلول عام 2030 بموجب الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة. ولكي يتحقق الوعد الذي قطعته بلدان مجموعة الدول السبع في إيلماو عام 2015 بانتشال 500 مليون شخص من براثن الجوع، يتعين على الجهات المانحة أن تنفق ما بين 11 و14 مليار دولار أمريكي إضافي في السنة، وهو ما يعادل تقريبًا ضعف إنفاقها الحالي على المساعدات في مجال الأمن الغذائي. وينبغي لهذا الاستثمار أن يساهم في التنمية والاستدامة في الأمد البعيد".

كما قام مشروع Ceres2030 بتطوير أداة جديدة رائدة في مجال التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي، وصفت في وثيقة بحثية منشورة في صحيفة Nature Machine Intelligence"، وقد استخدمها فريق شاب تقوده سيّدات يتألف من أكثر من 70 باحثًا من 23 بلدًا للإجابة على ثمانية أسئلة بحثية تغطي مجالات مثل ندرة المياه والعمالة في المستقبل. ونُشرت النتائج في مجموعة جديدة مؤلفة من ثماني مقالات خضعت لاستعراض الأقران ترد في Nature Research وتبيّن أفضل السبل التي يمكن للحكومات بواسطتها أن تحدد أهداف إنفاقها لغاية إنهاء الجوع، فيما تزيد أيضًا من مدخول المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وتخفف من وطأة تأثير قطاع الزراعة في البيئة.

وقال Jaron Porciello وهو مدير مساعد في جامعة كورنيل: "استخدمنا أداتنا الجديدة للذكاء الاصطناعي من أجل تحليل نصف مليون مقالة صدرت خلال السنوات العشرين الماضية. وقد ساعدتنا الأداة في تحديد المقالات العشرة آلاف الأكثر صلة بالموضوع، والتي استطعنا من خلالها استخلاص استنتاجات قيّمة بشأن السبل الناجعة لوضع حد للجوع. ومن الممكن تكرار تطبيق هذا النهج لبناء قاعدة من الأدلة العلمية للعديد من المشاكل الأكثر تعقيدًا بشأن السياسات على مستوى العالم. ونحن نحضّ الحكومات على استخدام النتائج التي توصلنا إليها لضمان أن يكون إنفاقها على المساعدات فعالًا قدر الإمكان".

وتوصي دراسة Ceres2030، وكذلك الدراسة المشتركة بين المنظمة ومركز بحوث التنمية (ZEF)، بتدخلات تستند إلى الأدلة ومصممة لدعم أحدها الآخر، بما فيها الاستثمار في البحث والتطوير الزراعيين، ودعم برامج الحماية الاجتماعية التي توفر الغذاء أو النقد لمتلقي المعونة، ودفع عملية الإدماج قدمًا، مثلًا من خلال تحسين محو الأمية لدى الإناث وتوفير التدريب للشباب في الأرياف. وينبغي أن يركّز الإنفاق على الأمكنة التي هي بأمس الحاجة إليه - أي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في المقام الأول، وجنوب آسيا أيضًا.

وتقول Carin Smaller مديرة قسم الزراعة والتجارة والاستثمارات في المعهد الدولي للتنمية المستدامة: "هذه دعوة إلى العمل. فإذا ضاعفت الدول الغنية التزاماتها في مجال المساعدات في ما يتصل بالأمن الغذائي والتغذية، ستصبح نهاية الجوع في متناول أيدينا. ومع تبقي عشرة أعوام فقط قبل انقضاء مهلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، نحن بحاجة إلى جهود منسقة ومتضافرة - قائمة على الأدلة ومدفوعة بالتمويل الكافي. وقد زوّدت منظماتنا الخمس المانحين بالأدلة التي يحتاجون إليها لإنهاء الجوع بشكل مستدام. أما الآن فقد حان الوقت للعمل".

 


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية