عبد الحكيم : مصر تحتل المرتبة الثانية عالميا فى الزراعات المحمية

الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 04:06 م
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

المحميات الزراعية .. والبيوت الزراعية .. ووحدة المساحة .. والزراعة غير التقليدية  . مرادفات لمسمى واحد يعرف " بالصوب الزراعية " .أسلوب غير مالوف للفلاح المصرى . جديد .. دخيل فى الثقافة الزراعية المتوارثة عبر الأجيال .

فكرة حديثة وافدة علينا . وإن دخلت وجربت على نطاق محدود فى الثمانينات فى عهد وزير الزراعة الأسبق الدكتور يوسف والى شيخ وزراء الزراعة . حيث تم تجربتها فى أرض قريبة من نادى الزراعيين بالدقى , ومركز البحوث الزراعية . ثم أماكن متفرقة من مصر . وبعض مزارع طريق مصر اسكندرية الصحراوى .

كانت تجربة متواضعة . وإن حققت نتائج مبشرة فى بعض الزراعات مثل الطماطم , والخيار , والكانتلوب , و... . ولكنها بقيت على حالها رهن التجريب . فلم تنتشر , أو تأخذ حيزا أكبر . وظلت – هكذا – حتى وقت قريب . والسبب قد يرجع إلى , عدم توافر الإرادة السياسية . وشح المعلومات , والتكلفة العالية , وعدم توافر الكوادر الفنية والعلمية اللا زمة لتعميم التجربة , والرد على مايثار فى حينها من ملاحظات أو شكوك . إلى جانب غياب المغامرين المتطوعين لدعم التجربة . وتحمل نتائجها . والتسليم بمبدأ " اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش " .

" الإرادة السياسية "

ولكن مع توافر الإرادة السياسيىة الجادة , لإتخاذ القرار . وتهيئة البيئة للإنطلاق . تم تحويل فكرة الصوب من مجرد تجربة , إلى أمر واقع .. ( وهذا هو المطلوب إثباته ) . ففى شهر يونيه 2016 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى تبنيه للفكرة , وتنفيذها كمشروع قومى تحت رعايته .

وتم بسرعة تكليف رئيس الوزراء , ووزير الزراعة – بإعتباره - الجهة المعنية , بإعداد ملف كامل عن الصوب الزراعية . وجمع كل ماهو متاح من دراسات ومعلومات , وتجارب , وعرضه علي الرئيس .

و بنفس السرعة تم عمل المطلوب . إلى جانب ترشيح بعض الشركات الزراعية المصرية المتخصصة فى هذا المجال للإستعانة بها . ومنها على سبيل المثال " شركة تكنوجرين للمشروعات الزراعية " . وبدورها رشحت  مستشارها العلمى والأستاذ المساعد بمركز البحوث الزراعية الدكتور ياسر عبد الحكيم لكونه من المهتمين بالصوب , وصاحب دراسة فيها , للمشورة وتقديم الدعم الفنى للجهة المنوط بها التنفيذ .

وبناء على هذه المعطيات . تم فى مارس 2017 , تشكيل الشركة الوطنية للزراعات المحمية إحدى الشركات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية , لتولى إدارة المشروع القومى للصوب الزراعية , والإشراف على تنفيذه .

ويرى الدكتور ياسر عبد الحكيم المستشار العلمى لمشروع الصوب الزراعية ,  أن المشروع يعد من المشروعات القومية الهامة للإقتصاد القومى  , والتى تحقق التنمية المستدامة .

" المؤثرات الخارجية "

تتميز الصوب الزراعية عن الزراعة المكشوفة , أو التقليدية بالعديد من  المزايا . يمكن إيجازها فى :

1.     التحكم فى العوامل البيئية والمناخية مثل درجة الحرارة , ومستويات الإضاءة , والرطوبة , والتهوية .

2.     الزراعة طول العام لمحاصيل الخضر , وبعض محاصيل الفاكهة . خاصة , أن الزراعة فى الصوب غير مقصورة على وقت معين لكن يمكن الزراعة فى غير مواسمها .

3.     وسيلة أمنة لحماية الزراعة من  الظروف المناخية غير الملائمة .

4.     تقلل من أخطار الإصابة بالآفات .

5.     تساعد فى مضاعفة الإنتاجية . وضبط أسعار الخضر . نتيجة توافر المعروض بالأسواق على مدار العام .

6.     يتم من خلالها تبكير فى مواعيد الزراعة لعدد من المحاصيل , بفترة  تصل إلى أسبوعين . قبل مواعيدها الطبيعية كمحصول العنب .

7.     توفر فى إستهلاك مياه الرى . حيث تستهلك مابين 60 , إلى 70 % من إستهلاك  المياه مقارنة بإستهلاك الزراعة التقليدية . 

8.     تضمن إنتاج محاصيل زراعية خالية من الملوثات والمتبقيات . وبالتالى الحصول على غذاء صحى آمن , وتتيح فرص أفضل للتصدير .

9.     تساهم فى إقامة مجتمعات تنموية زراعية متكاملة .

الاستغلال الامثل لمساحة الأراضى المنزرعة , عن طريق التوسع الرأسى فى الزراعة للتغلب على محدودية مساحة الأراضى المتاحة .

" ترويض الصوب الزراعية "

يدلل " الدكتور عبد الحكيم " على مزايا الصوب الزراعية . فى أنها  تتيح مساحة حركة أكبر للتدخل البشرى  ,  مقارنة بالزراعة التقليدية . ففى الزراعة التقليدية , أى ( المكشوفة  يقتصر دور المزارع , والعناصر المساعدة لتغذية النباتات من بذور وأسمدة  على نسبة 8 % فقط تقريبا فى الزراعة بشكل عام . وتكون النسبة الأكبر , وهى 92 % من مسئولية العوامل الخارجية المحيطة بالزراعة . من ظروف مناخية . و مواسم  محددة للزراعة . حيث تتحكم  العوامل البيئية من تربة وبكتيريا , و حشرات نافعة , ومياه فى الزراعة . وأيضا الظروف المناخية من شدة حرارة , أو صقيع .  ومستويات الضوء ( أشعة الشمس )  والرطوبة , وعوامل التهوية فى نمو وإنضاج المحاصيل عن طريق التمثيل الضوئى . المعروف ( بالكلورفيل ) حيث يتم من خلال عملية كيميائية معقدة إنتاج ( سكر الجلوكوز ) . عن طريق تفاعل ثانى أكسيد الكربون من الممتص من الجو , والماء . ويظهر فى صورة إخضرار لأوراق النبات .   

فى حين تزيد مساحة التدخل , أو التحكم البشرى فى الزراعة من خلال الصوب الزراعية  عن نسبة الـ 8 % . حيث تتيح الصوب الزراعية , إى حد ما تطويع العوامل البيئية والظروف المناخية للطقس . بما يخدم الزراعات فى غير مواسمها . وذلك بإستخدام (شبك التظليل ) فى الصوب بأحجام وسمك معين , وتغطيته بطبقات معينة من البلاستيك . للتحكم فى خفض درجة الحرارة فى الصيف  . أو رفع درجة الحرارة فى الشتاء , وكذلك بالنسبة لدرجة الرطوبة . والتحكم فى كمية الضوء ( أشعة الشمس ) داخل الصوب , وعمليات التهوية التى تحتاجها الزراعة . مثل التخفيف من سمك شبك تظليل الصوب . وهذه الإمكانيات غير متاحة فى الزراعة التقليدية .

ولذلك يمكن زراعة محاصيل شتوية فى فصل الصيف . والعكس فى فصل الشتاء .

" أنواع الصوب "

ومع إتجاه دول العالم المتصاعد نحو الزراعات المحمية . يوجد تنوع كبير فى أنواع وإستخدامات الصوب الزراعية . وهذا التنوع يتيح عرض اكثر من بديل فى الأسواق . لإعطاء حرية فى إختيار الأفضل بين البدائل من حيث السعر , والكفاءة , والمقاسات , ونوع الزراعات . ويصل عدد انواع الصوب المتاحة حاليا , إلى 10 أنواع أهمها :

الصوب الزجاجية , والمنعزلة , والبلاستيكية , والصوب الخشبية , ومتعددة الإمتدادات . وصوب القماش . وتعد الصوب البلاستيكية الأفضل لإستخدامات كثير من الدول .

" الموقع الجغرافى "

وقد روعى العديد من المعايير , والقواعد فى إختيار المناطق المخصصة لإنشاء الصوب الزراعية فيها . منها إستثمار الميزة النسبية للموقع الجغرافى والمناخ , وتوافر الأيدى العاملة فى مهنة الزراعة , وقرب الصوب من موانئ التصدير . لتسهيل عمليات النقل والشحن . وتقدر تكلفة المرحلة الأولى للصوب بنحو 40 مليار جنيه .

 

" الفدان بـ 10 أمثال "

وتحتل مصر حاليا موقعا متقدما بين الدول المستخدمة , والمصنعة للصوب الزراعية . بعد إستهدافها إنشاء الـ 100000 صوبة زراعية .  وقد تم فى المرحلة الأولى إنشاء 34 ألف صوبة  , لزراعة الخضر والفاكهة . موزعة على عدد من المحافظات فى إطار مشروع زراعة 1,5 مليون فدان . وطبقا للتقديرات فإن زراعة الفدان الواحد فى الصوب , يعطى إنتاج يعادل 10 أفدنة فى الزراعة التقليدية . وصوب المرحلة الأولى التى تم الإنتهاء من تنفيذها هى :

1300 صوبة على مساحة 10000 فدان , فى مدينة الحمام بمحافظة مطروح ضمن قطاع  قاعدة محمد نجيب . و600 صوبة على 3000 فدان فى مدينة العاشر من رمضان محافظة القاهرة . و 2354 صوبة علي مساحة 12500 فدان فى منطقة أبو سلطان بمحافظة الإسماعيلية . و 3000 صوبة على مساحة 14500 فدان فى منطقة اللاهون محافظة الفيوم . إلى جانب قرية الأمل فى محافظة جنوب سيناء , ومحافظة الوادى الجديد ويجرى حاليا إستكمال المشروع بتنفيذ المرحلة الثانية منه . وتشمل إنشاء 10000 صوبة فى غرب المنيا , و20000 صوبة بسناء , و30 ألف صوبة بمنطقة المراشدة بالأقصر , و 10000 صوبة بمنطقة حلايب وشلاتين بنحافظة البحر الأحمر  .

" مصر الثانية على العالم "

ومن المقرر أن تصبح مصر الأولى علي مستوى العالم فى زراعات الصوب من بين أهم الدول المستخدمة للصوب الزراعية فى إنتاج الخضر فى العالم . بعد الإنتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع  الـ 100 ألف صوبة . وتحتل مصر حاليا المركز الثانى  بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصوب بنحو 34 ألف صوبة . بعد أسبانيا التى تتصدر المركز الأول بحوالى 90 ألف صوبة , تلي مصر فى المركز الثالث المغرب بـ 20 ألف صوبة ثم إيطاليا , وكينيا , وإسرائيل . هذا بخلاف وجود صوب مقامة على 10 آلاف فدان منذ الثمانينات . سيتم إضافتها لأراضى مشروع الصوب .  


أضف تعليق


  • محمد سمير الخميس 24 نوفمبر 2022 05:46 م

    تحيا مصر عاشت حره مستقله

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية