د. رضا محمد على مدير معهد المحاصيل الحقلية لـ ' عالم الزراعة

الإثنين 7 مارس 2022 01:17 م
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

تجارب أقماح " مصر 4 , وبنى سويف 8 " الجديدة تستهدف إنتاج 24 إردبا للفدان

التكنولوجية الحيوية والهندسة الوراثية ضرورة لإستنباط أصناف عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض               

بعيدا عن صخب " البهرجة " , " وبروباجندا " الدعايات الإعلامية والإعلانية . معهد البحوث الحقلية صرح مصرى زراعى بحثى جامع .. بوابة المحاصيل الزراعية الإستراتيجية .. خط دفاع الأمن الغذائى  – هكذا – يطلق عليه , ويعرف بين أوساط العاملين , والباحثين فى القطاع الزراعى .

حركة نشاط لاتهدأ . منذ بدء عمله قبل 119 سنة بإسم قسم تربية النبات . ثم قسم الزراعة مرورا بمراقبة البحوث الحقلية . حتى إستقر كمعهد له شخصيته الإعتبارية فى عام 1973 جزئا أصيلا بمركز البحوث الزراعية .

يضم المعهد 16 قسما متخصصا فى أبحاث محاصيل الزراعة الحقلية الرئيسية . تشمل أقسام بحوث الأصول الوراثية , والأرز , والقمح , والشعير , البقوليات , والذرة الرفيعة , والشامية , والبصل . إلى جانب بحوث محاصيل الألياف , والعلف , الزيتية . كما تضم بحوث دراسة الخلية , والتكثيف المحصولى , ووتكنولوجيا الأرز , وتكنولوجيا البذور , وفسيولوجيا المحاصيل .

" إستنباط 300 صنف قمح جديد "

ساهم من خلال التجارب البحثية , والحقلية فى إستنباط وتسجيل 300 صنف وهجين من مختلف المحاصيل الزراعية , وفى الطريق لإضافة 100 صنف وهجين مبشر تحت التسجيل . وإستنباط أصناف بصل ذات مواصفات تخزينية وتصديرية , وأصناف جيدة من الفول السودانى . فضلا عن نشر وتعميم زراعة أصناف القمح عالية الإنتاجية , والمقاومة للأصداء . وبصفة خاصة " الصدأ الأصفر " . وكذلك زراعة أصناف من فول الصويا المقاومة " لدودة ورق القطن " , والفول البلدى المقاوم لأمراض المجموع الخضرى " تبقعات الأوراق والصدأ " . والمحتملة "للهلوك " .

كما شهد إستنباط أصناف من البرسيم المصرى عالى الإنتاجية . تمهيدا لإحلاله محل الأصناف القديمة . لزيادة الإنتاج الكلى من البرسيم على نفس المساحة المنزرعة الحالية .

ونستعرض من خلال ملف معهد البحوث الحقلية نشاط قسم أبحاث القمح . والذى يعد أحد أهم محاصيل الحبوب الغذائية . لأهميتة فى إنتاج الحبوب والذى يستخدم فى صناعة " رغيف العيش " . إلى جانب صناعة المكرونة وكثير من المخبوزات . كما يتم إستخدام مخلفات القمح بعد الحصاد " القش " أو مايطلق عليه " التبن " فى إنتاج العلف أو " العليقة " كغذاء للثروة الحيوانية .

" التكنولوجية الحيوية وزراعة الأنسجة "

ويشير الدكتور رضا محمد على مدير معهد المحاصيل الحقلية , إلى أن التكنولجيا الحيوية , وزراعة الأنسجة تعد من أولويات إستخدامات قسم القمح حاليا , لإستنباط أصناف محسنة , وخلق تراكيب وراثية جديدة فى برامج التهجين , ومقاومة الأمراض من خلال إستخدام الهندسة الزراثية ( المعلومات الجزيئية ) . بهدف إستخدامها كآباء , أو مصادر لمقاومة الأمراض , وإجهادات التربة , والتغيرات المناخية مثل " الملوحة , ودرجة الحرارة , والجفاف " , للوصول إلى مواصفات أكثر جودة , وإنتاجية بالتوسع الرأسى فى حدة المساحة .

" 24 إردب للفدان "

ويستهدف علماء وباحثى قسم القمح الوصول بإنتاجية القمح , إلى 30 إردبا للفدان بإستخدام أصناف القمح الجديدة التى تم تسجيلها العام الحالى . مقابل 19,2 إردب للفدان حاليا . بنسبة زيادة تصل إلى 15 % . ويبلغ متوسط الحقول الإرشادية حاليا أكثر من 24 إردبا للفدان . وتم

وتتمثل الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية , فى صنفين أحدهما ( مصر 4 ) قمح خبز , والأخر من أقماح المكرونة صنف ( بنى سويف 8 ) . وكان قد سبق تسجيل ثلاثة أصناف عام 2019 ( مصر 3 , وسخا 95 ) قمح الخبز , و قمح المكرونة صنف ( بنى سويف 7 ) كان متوسط إنتاجيتهم 19,2 إردب للفدان .

وبهذه الأصناف الجديدة . يصل إجمالى عدد الأصناف التى يتم زراعتها على المستوى التجارى فى مصر , إلى 20 صنفا . يخص أصناف قمح الخبز 14 صنفا , وقمح المكرونة ( الديورم ) 6 أصناف .

وتعطى الأصناف المسجلة أخيرا الأمل فى الإقتراب من تعظيم معدلات الإنتاجية . الأمر الذى يساهم فى كسر حلقة الإعتماد على تغطية إحتياجاتنا من خلال الإستيراد , وتحقيق الإكتفاء الذاتى من المحصول الإستراتيجى المكون الرئيسى والأساسى فى الوجبات الغذائية . وتتميز بتنوعها , وتكيفها مع ظروف التغيرات المناخية , وتجنب الإصابات العالية " بالصداء " . إلى جانب القدرة على مقاومة أى سلالة مرضية جديدة . بما يتماشي مع سياسة قسم بحوث القمح في إلغاء الأصناف التي تنكسر مقاومتها الوراثية لمرض واحد , أو أكثر . ولذلك يتم إلإعتماد فى الزراعة على الأ صناف المقاومة للأمراض , وإتاحة أكثر من بديل أمام المزارعين لإختيار مايناسبهم ويحقق الهدف .

" التعاون مع مؤسسات دولية "

ولضمان تحقيق هذه الأهداف . يواصل قسم بحوث القمح التنسيق والتعاون المستمر مع مربى القمح , ومراكز البحوث الدولية . وفى مقدمتها مركز بحوث تنمية القمح , والذرة الشامية والمعروف بإسم السميت ( CIMMYT ) , والمركز الدولى لبحوث الأراضى الجافة الإيكاردا (  ICARDA) , والمركز العربى للتنمية الزراعية للأراضى القاحلة والجافة الأكساد ( ACSAD ) , ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو ( FAO ) .

" أصناف قمح مبكرة النضج "

ولتحسين جودة محصول القمح . يعمل القسم من خلال برامج التربية والتجارب الحقلية , إستنباط أصناف مبكرة النضج تجمع بين معدلات الإنتاجية , والكفاءة فى مقاومة أمراض , وتحمل الإجهادات الحيوية والبيئية . وقد روعى فى أصناف قمح الخبز , والمكرونة الجديدة موائمتها لمعايير ومواصفات الجودة , ورغبات المزارعين , وأذواق المستهلكين , ومطاحن الدقيق , وصناعات " رغيف الخبز " .

" إجراءات مكافحة الأمراض "

يأتى فى مقدمة الأمراض التى تصيب القمح " الصدأ " بأنواعه الثلاثة " الأصفر , والبرتقالى , والأسود " . ويعتبر الصدأ الأصفر من الأنواع الأكثر إنتشارا فى محصول القمح . إلى جانب "حشرة المن " من الآفات الزراعية . ومع النجاح فى تقديم للمزارعين أصناف مقاومة للأمراض . يمكن للمزارعين إستخدام للمكافحة مبيدات " التلت , وسومى 8 , والفنجشو " تحسبا لظهور أى سلالات مرضية جديدة , ولضمان إنتاج محصول أكثر أمنا , وخالى من أى أمراض . وقد ساهمت الإحلال والتبديل بالأصناف الجديدة , إلى تحسين مستوى الإنتاج , وزيادة الإنتاجية خلال العامين الأخيرين .

" 10 مليون طن حجم الإنتاج "

وتبلغ المساحة المنزرعة من محصول القمح خلال عام ( 2021 – 2022 ) 3,6 مليون فدان , بزيادة 240 ألف فدان عن عام الماضى . يصل حجم الإنتاج إلى 10 مليون طن حبوب القمح . بمتوسط إنتاجية 19,2 إردب للفدان بزيادة 1,2 أردب . ورغم زيادة المساحة , وزيادة الإنتاج لم نقترب بعد من المستهدف لتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح . فمازالت هناك فجوة كبيرة بين الإنتاج , والإستهلاك . تقدر بنحو 55 % . يتم تغطيتها عن طريق الإستيراد .

وطبقا للبيانات والإحصاءات المتاحة , تعد مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم . ومن المتوقع أن يصل حجم إستيرادنا من القمح خلال العام الحالى 2022 مايعادل 8 مليون طن . حيث يقدر حم الإستهلاك بحوالى 18 مليون طن سنويا .


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية