بركات رمضان تهل .. صراع الاعدقاء يهبط باسعار الدولار

السبت 26 مارس 2022 06:37 م
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

تترقب الأسواق إهتزاز النظام المصرفى العالمى للعملات الحرة . متأثرة بقرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتن قبل أمس الأول . بقصر تعاملات مشتريات دول الغرب غير الصديقة للنفط , والغاز الروسى على العملة المحلية الروسية " الروبل " بديلا للدولار . الأمر الذى أدى إلى نزول أسعار الدولار الأمريكى , واليورو الأوربى بنسبة تتعدى الـ 5 % فى غضون ساعات من صدور القرار .

ومن المتوقع أن تشهد أسعار العملتين هبوطا متواليا خلال الأيام القادمة . رغم رفض دول الإتحاد الأوربى القرار . بدعوى مخالفته للإتفاقيات , والعقود الدولية الموقعة سلفا مع روسيا . الأمر الذى يحسن من قيمة العملات المحلية للكثير من الدول غير المعترف بتداولها . ويحقق مكاسب " للروبل " الروسى . فى مقابل الدولار , واليورو . 

وكان القرار الروسى المفاجئ وغير المسبوق . قد حشر دول الإتحاد الأوربى فى الزاوية . وأوقعها فى مأذق البحث عن بدائل للنفط والغاز الروسى , لتلافى إنهيار عملاتها , والتى إستقرت عليها تعاملاتهم  , وحركة التجارة الدولية منذ عقود .

ويأتى القرار الروسى فى إطار صراع " الأعدقاء " القطبين الأعداء روسيا وأمريكا على مناطق النفوز فى أوكرانيا . وتستهدف روسيا من قرارها كسر عزلتها الدولية . وفك القيود المفروضة على أصولها و إحتياطاتها من الذهب , والنقد الأجنبى فى البنوك الغربية . إلى جانب الضغط على الدول الأوربية , للتخلص من الهيمنة الأمريكية على قرارها فى مقاطعة روسيا , وتقديم السلاح للجيش الأوكرانى .

وتتجه الصين , وإيران إلى حذو روسيا . بتشجيع المبادلات التجارية على " اليوان " الصينى , ونظام " مير " المصرفى الإيرانى – بإعتبار – القرار الروسى فرصة للهروب من العقوبات الغربية عليهما .

وتشير التقارير , إلى أن الدول الأوربية مجبرة , للتعاطى مع العملة المحلية الروسية , لتغطية إحتياجاتها من الطاقة الروسية , والتى تعتمد عليها بنسبة تصل , إلى 30 % , ولعدم وجود بديل للنفط والغاز الروسى فى الوقت الحالى . ولتمسك دول الخليج " السعودية , والإمارات " , وكذلك الجزائر , وفنزويلا بإتفاق " أوبك بلس " مع روسيا .

وقد يترتب عليه لى زراع أوربا , بإلتزامها " بالروبل " الروسى , وفيما بعد " اليوان " الصينى , إلى التقليل من الإعتماد علي الدولار  – وبالتالى - التخفيف من قبضة النظام المصرفى الدولى , وهيمنته على المعاملات التجارية الدولية . مما يشجيع دول العالم الثالث , إلى الإنحياز للعملات الصاعدة الجديدة , أوالإتفاق على سلة عملات أخرى للتبادل التجارى . بديلة عن الدولار .

ويخشى خبراء صندوق النقد الدولى , أن يؤدى الإقبال على " الروبل " إلى تعزير قيمته , والنزول من هيبة الدولار العملة الأولى فى العالم . وتشجيع الدول إلى فك إرتباط معاملاتهم بالدولار . وإعتبارها عملة إختيارية . وطبقا للتقارير الدولية تقدر قيمة التعاملات التجارية المرتبطة بالدولار بمايعادل 20 ترليون دولار سنويا . وقد يؤدى خروج أوربا , ودول أخرى من عباءة الدولار لتلبية إحتياجاتها – ولو – من باب الضرورة . إلى إستحواز " الروبل " الروسى على جزء من حجم التجارة الدولية . والتى ستكون على حساب قيمة المعاملات التجارية المقدرة بالدولار  . الأمر الذى يضعف من تحكم النظام المصرفى الدولى فى حركة التجارة الدولية .

ووقد شهدت الإيام الماضية إعلان الصين , والهند , وإيران , والجزائر الإنضمام لروسيا , فى الإنصراف الجزئى عن الدولار , بإدخال عملة الروبل ضمن مدفوعاتها . كما دخلت مصر على الخط بقبول العمل بالروبل الروسى . لإستعادة تدفق حركة السياحة الروسية إلى مصر . والتى توقفت بسبب الحرب , والعقوبات الغربية . والتى أضرت بالسوق السياحى المصرى , وإنخافض إيرادات القطاع السياحى من النقد الأجنبى .  وتمثل الساحة الروسية 60 % من إجمالى حركة السياحة الوافدة إلى مصر . وكان من نتائج ذلك إستقبال مصر رحلتين شارتر تقل سائحين روس مساء أمس .

 


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية