الاقصر : خبير امراض يؤكد ان التغيرات المناخية تقلل من مناعة النباتات

الثلاثاء 17 مايو 2022 08:21 ص
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

فى أمسية حوارية على ضفاف نهر النيل الخالد أمس الإثنين بالأقصر . تصدرت قضية الساعة .. الزراعة والتغيرات المناخية الموضوع الرئيسى للحوار . حيث عقدت شركة " عالم الزراعة المنظمة لمعرض الوادى لتقنيات الزراعة الحديثة , وبرعاية " السلام الدولية للإستثمار الزراعى " على مدى ساعتين ندوة عن هموم المزارعين وتجار الأسمدة والمبيدات تحت عنوان تأثير التغيرات المناخية على الزراعة وسوق . أعقبها حوار مفتوح . شارك فيها خبراء الزراعة , وصناعة الأسمدة فى مصر وألمانيا , وممثلى كبرى الشركات العالمية والمصرية العاملة فى إنتاج وتجارة مستلزمات الإنتاج الزراعى .

كما أثارة الندوة بعض الموضوعات الجانبية التى تشغل المزارعين . ومنها أزمة الأسمدة العالمية وإرتفاع أسعارها . وجأ أهمية الندوة مستوى القيمة العلمية للمحاضرين والخبراء المشاركين فيها . إلى جانب توقيتها . حيث جاء إنعقادها مساء الليلة السابقة لإفتتاح الدورة الـ 13 لمعرض " الوادى لتقنيات الزراعة " . والذى تنظمه " عالم الزراعة " .

" برامج تربية النبات "

بدأ الندوة بكلمة للدكتور محمد محمود الأستاذ بمركز بحوث البساتين , ورئيس لجنة اللفنية للمخصبات , بإستعراض أضرار وإنعكاسات التغيرات المناخية على مختلف المحاصيل الزراعية . واشار إلى ضرورة الإعتماد على الدراسات العلمية , وتقارير منظمة الأغذية والزراعة الدولية " الفاو " فى التنبوء بالتغيرات المناخية قبل المواسم الزراعية . وقيام المزارعين فى حالة وجود مؤشرات بإرتفاع درجة الحرارة . بإستخدام سليكات البوتاسيوم , والأحماض الأمينية قبل البدء بعمليات تسميد الزراعات . كإجراء إحتياطى . بهدف التخفيف من تأثير التقلبات المناخية . مع الإهتمام بالزراعات التى تتحمل التغيرات المناخية .

وطالب بالإهتمام ببرامج تربية النبات لمواجهة حالات الجفاف , والملوحة , والتغيرات المناخية .

" الإستخدام الأمثل "

وحذر الدكتور محمد محمود من تأثر الزراعة من أزمة الأسمدة . وعلى المزارعين مراعاة الإستخدام الأمثل للأسمدة . من خلال تحرى مصادر الأسمدة بأن تكون معلومة المنشأ , ومن إنتاج " برندات " شركات لها علامات تجارية لضمان النوعية والجودة , وتقليل الجرعات . أو البحث عن بدائل . خاصة وأنها أزمة عالمية , وقد تستمر لفترة أطول بسبب الحرب الروسيا الأوكرانيا . وللتدليل على حجم أزمة الأسمدة على مستوى الأسوق العالمية . ذكر بعض الأرقام والإحصائيات على سبيل المثال .

·       20 % نسبة إنخفاض صادرات روسيا للسوق العالمى من الأمونيا .

·       14 % نسبة الإنخفاض فى صادرات روسيا للسوق العالمى من اليوريا .

·       40 % نسبة افنخفاض فى صادرات روسيا وأوكرانيا من البوتاسيوم .

·       تراجع الصادرات الروسية من السمدة إلى مايتراوح بين 13 % , إلى 20 % .

" كورونا – والحرب الروسية "

 وأكد مستر " لوتا باكسا " خبير الزراعة الألمانى وممثل شركة " بلانتا " كبرى شركات الأسمدة الألمانية العالمية . أن التغيرات المناخية لها تأثير على سكان الكرة الأرضية , وعلى  جميع الأنشطة والقطاعات الحيوية . وبصفة خاصة قطاعى الصناعة والزراعة .

وبالنسبة لأزمة الأسمدة وإرتفاع أسعارها . أشار إلى , أن أزمة " كورونا " كانت شديدة التاثير على سوق الأسمدة العالمية بسبب حالة الإغلاق . وظهر ذلك

1)   تراجع نسبة إنتاج السمدة , إلى أقل من 30 % من إجمالى الإنتاج العالمى .

2)   توقف كثير من الدول والشركات تصدير إنتاجها , وإيداعه فى مخازنها لتلبية إحتياجات مزارعيها . بسبب عدم توافر الأمونيا الداخلة فى صناعة الأسمدة , ولإغلاق الدول لحدودها أثناء فترة الأزمة , وإرتفاع تكاليف شركات الشحن البحرى .

3)   إستمرار أزمة إنتاج الأسمدة بسبب إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية , ووقف طرفى الحرب صادراتهم من الأسمدة . مما قلل المعروض بالسوق العالمى .

4)    خفض الصين لإنتاجها من الأسمدة , إلى 20 % فقط . بسبب إلتزامها بإتفاقية الإنبعاث الحرارى – بإعتبار – الأسمدة من الصناعات الملوثة للبيئة , والتى تحمل نسب كبيرة من ثانى أكسيد الكربون .

5)   وقف الصين لصادراتها من الأمونيا المهمة لإنتاج الأسمدة – وبالتالى – توقف كثير من الشركات عن التصنيع .

6)   توقف روسيا عن تصدير الأمونيا , وكولوريد البوتاسيوم .

7)   إرتفاع أسعار الطاقة . تسبب فى لجوء الشركات المنتجة للأسمدة إلى تقليل خطوط إنتاجها فى محاولى لتقليل خسائرها . لأن الأسمدة من الصناعات اللأكثر إستهلكا للطاقة .

كل هذه الأسباب مجتمعة ساهمت فى نقص المعروض بالأسواق . مما أدى إى حدوث إرتفاع فى أسعار الأسمدة .

" مصر أم الدنيا "

وفاجأ الخبير الألمانى مستر " لوتا " المشاركين فى الندوة , بأنه على الرغم من الصورة السلبية لأزمة الأسمدة العالمية . فإن السوق المصرى يعد – إستثناء – لفهى تمتلك إحتياطيات كبيرة من الغاز خام الفوسفات , ومن بين الدول المنتجة للأسمدة . وردد فى ختام كلمته تحيا مصر أم الدنيا .

" حامض الفوسفوريك "

وإتفق الدكتور عبد الله مختار نائب رئيس لجنة المخصبات , مع الخبير الألمانى , بأن مصر فى موقف أمن بالنسبة لإنتاج الأسمدة . وأشار إلى أن الأسمدة الأزوتية متوفرة فى مصر , وحامض الفوسفوريك المصرى يعد من أفضل انواع الخامات فى العالم . وأوصى الشركات المستوردة للأسمدة بتقليل الإعتماد على الخارج . والإكتفاء بإستيراد الأسمدة المتخصصة التى لاتنتج فى مصر .

وأضاف , بأن القطاع الخاص المصرى مطالب , بإستثمار فرصة الأزمة , للدخول فى شراكات لزيادة إنتاج إحتياجاتنا من الأسمدة , والتصدير . وقد تم عمل تيسيرات كثيره فى إجراءات تسجيل المركبات الجديدة , وأيضا حل مشاكل الإستيراد .

" مركبات مجهولة المصدر "

وشدد الدكتور مصطفى عبد الستار أمين لجنة المبيدات والآفات الزراعية , إلى تأثير التغيرات المناخية على الزراعة . وخاصة فيما يتعلق بمركبات مكافحة الأمراض والفات الزراعية . وتتركز مشكلة التغيرات المناخية فى سؤ إستخدام المبيدات فى عمليات المكافحة .

وقال , إن سؤ إستخدام المبيدات الطبيعية , أو الكيميائية فى ظل التقلبات المناخية , لها تأثير كبير على النظام الحيوى للأفات الحشرية . كما أن زيادة كميات , أو جرعات المكافحة , أو مركبات مجهولة المصدر يكون لها تأثير ضار على النبات , وعلى صحة الإنسان . ولهذا تم تدريب عدد كبير من الشباب للعمل مطبقين للمبيدات . للمساعدة فى التوعية بمخاطر الإستخدام السئ للمبيدات .

" دودة الحشد "

وإستعرض الدكتور محمد صلاح الدين فليفل مدير معهد أمراض النبات السابق , تاثيرات التغيرات المناخية على النبات . وأوضح بأنها شديدة الإرتباط بامراض النبات , وفى إنتقال كثير من الأفات والأمراض من الخارج , إلى مصر وتوطنها فيها . ومنها " دودة الحشد " , والتى إنتقلت من أمريكا إلى أفريقيا ومنها غلى صعيد مصر , إلى محافظات الوجه البحرى . كما حصر بعض التأثيرات فى :

1.   إرتفاع درجة الحرارة يقلل من مناعة بعض النباتات , وفى دورة حياة بعض الحشرات

2.   إرتفاع درجة الحرارة . يتسبب فى إرتفاع ثانى أكسيد الكربون بنسب كبيرة . مما يزيد من إصابة النبات .

3.   التغير المناخى يساعد فى ظهور أفات حشرية , وإنتشارها . وفى زيادة تأثير المبيدات على المحاصيل الزراعية .


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية