العباسى : واقع جديد تشهده زراعة النخيل فى مصر

الإثنين 20 مارس 2023 03:52 م
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

·        بصمة معمل أبحاث النخيل فى تصدر مصر قائمة الدول المنتجة للتمور فى العالم

·        مصر الأولى عالميا فى إنتاج التمور بحجم 1,8 ملين طن سنويا و22 مليون نخلة

·        مشاكل التسويق والتخزين والتعبئة والتغليف وراء ضعف التصدير للسوق الخارجى

 

واقع جديد تشهده زراعة النخيل فى مصر حاليا .. طفرة غير مسبوقة فى الزراعة والإنتاج  . حيث الإقبال الكبير على الزراعة , وزيادة مضطردة فى عدد المزارع . وتوالى إضافة مساحات جديدة من الأراضى الزراعية كل يوم على مستوى محافظات مصر . الأمر الذى ينعكس فى حجم إنتاج التمور .

رقم ( 1 ) فى إنتاج التمور

وبلغة الأرقام تحتل مصر فى ظل حالة الإنتعاش التى تشهدها زراعة النخيل حاليا , الترتيب الأول عالميا فى إنتاج التمور . حيث تتصدر قائمة أكبر 10 دول منتجة للتمور . وتضم قائمة الدول العشر حسب الترتيب  مصر , والسعودية , وإيران , والجزائر , والعراق , والسودان , وباكستان , وعمان . إلى جانب الإمارات , وتونس .

" توشكى " تستحوز على نصيب الأسد فى مزارع النخيل

وعلى مستوى مصر , تتتوزع زراعات النخيل على 9 محافظات . تستحوز النسبة الأكبر من مزارع نخيل البلح محافظة أسوان تليها الوادى الجديد . ثم الواحات البحرية بالجيزة , والبحيرة , ودمياط , والشرقية . إلى جانب سيوه بمحافظة مرس مطروح , ومحافظتى سيناء , والفيوم . بمايعادل 22 مليون نخلة . يمثلون إجمالى أشجار النخيل فى مصر حاليا . منها 15 مليون نخلة مثمرة , والباقى  نخيل غير مثمر . وهو عبارة عن " فسائل " أشجار نخل صغيرة " شتلات " فى طريقها للزراعة ,  تمهيدا للدخول فى مرحلة الإنتاج   . وتعد منطقة توشكى بمحافظة أسوان أكبر مزرعة نخيل فى العالم بمساحة 60 ألف فدان . مقدر أن يصل عدد النخيل بها 2,3 مليون نخلة . تم حاليا الإنتها من زراعة 1,5 مليون نخلة فى مساحة 23 ألف فدان . ويجرى حاليا العمل على إستكمال عمليات الزراعة   .

1,8 مليون طن حجم إنتاج التمور سنويا  

يقدر حجم إنتاج مصر السنوى من التمور " خراج الـ 15 مليون نخلة فقط مثمرة " بحوالى  1,8 مليون طنا . تتباين أنواع التمور . مابين تمور جافة , وتمور نصف جافة . وطبقا للتقارير الدولية يتجاوز عدد أصناف التمور المنتجة على مستوى العالم رقم الـ 3000 صنف . الأسماء الشائعة والأكثر تداولا منها , لاتتعدى نسبة الـ 10 %  . ومن بين قائمة أصناف التمور شبه المعروفة , والأكثر شيوعا فى مصر يوجد 30 صنفا . نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ( السمانى – الزغلول – الحيانى – الأمهات – بنت عيشه – عرابى – حجازى أبيض – حجازى أحمر – طقطق ) . إلى جانب التمور النصف جافة ومنها أصناف ( المجدول , والعمرى , والعجلان , والسيوى ويطلق عليه الصعيدى , والكولمة , والجرجودا . وتشمل أصناف التمور الجافة فى : ( السكوتى , وبرتمودا , وجندله , وملكابى , وسلطانى , وشامية , وفريحى , وتمر الوادى , والبرحى ) .

9 فروع ومعمل لزراعة الأنسجة وأراضى للتجارب والإكثار الخضرى

ويضم المعمل المركزى لأبحاث النخيل بمركز البحوث الزراعية مساحات أراضى زراعية داخل مركز البحوث , وبعض المحافظات لإجراء التجارب الحقلية , ولبرامج التربية , وتحسين السلالات , وللإكثار الخضرى " إنتاج فسائل " . إلى عمليات المكافحة للأفات الزراعية , ومعمل لزراعة الأنسجة , وبنك لحفظ الجينات . كما يمتلك 9 فروع تابعة للمعمل مجهزة بأحدث الإمكانيات الفنية والتقنيات التكنولوجية موزعة على عدد من المحافظات  . حتى تكون بالقرب من المزارع , لتقديم خدماتها للمزارعين فى مراقبة جودة التقاوى , ومتابعة عمليات الزراعة , ووالتوعية بأنسب وسائل مكافحة الأفات الزراعية . وتشمل فروع المعامل محافظات أسوان , والمنيا , ومدن الداخلة , والخارجة , والواحات البحرية بالجيزة , وسيوة بمطروح , والشرقية , والغربية , والدقهلية .

دور معمل أبحاث النخيل  فى خدمة المزارعين

ويعتبر المعمل المركزى للنخيل بمركز البحوث الزراعية بقيادة الدكتور عز الدين العباسى مدير المعمل , عاملا أساسيا فى حالة الإزدهار التى تشهدها مزارع النخيل . لما يقدمه المعمل من أبحاث , وتقنيات فى مجال زراعة الأنسجة , للحفاظ على السلالات , ولمكافحة الأمراض والأفات الزراعية . وبصفة خاصة " سوسة النخيل , وحشرة الحمرة " . إلى جانب تحسين الإنتاج , وزيادة الإنتاجية . كما يتولى المعمل المركزى خدمة المزارعين , وأصحاب المزارع من خلال تكثيف تنظيم برامجه التريبية الدورية للتوعية بالأساليب الحديثة فى الزراعة , والوقاية . حيث يقوم بتنظيم برامج إرشادية , وورش حقلية , وبرامج للدعم الفنى .

مشاكل مزارع النخيل فى مصر

ورغم هذه الإيجابيات والنجاحات فى زراعة النخيل , والطفرة الإنتاجية , إلا أن الصورة العامة , لا تساعد على التفائل . حيث أن " الشيطان يكمن فى التفاصيل " وتتمثل بعض التفاصيل غير المريحة للعاملين والمستثمرين فى هذا المجال , فى غياب الكثير من المحفزات المشجعة على حصد ثمار النجاح , والجهد المبذول . لاتلقى إهتماما كافيا , وبنفس القدر . فمشاكل مزارعى النخيل تكبر يوما بعد أخر دون حل .

وتنحصر مشاكل زراعة النخيل فى :

·        إتباع الوسائل البدائية , والتقليدية فى الحصاد , وضعف عمليات الجنى , والتداول , والتخزين . مما يتسبب فى إنخفاض القيمة التسويقية للتمور .

·        عدم توافر الثلاجات والمخازن المبردة لوازم حفظ التمور من التلف .

·        إهدار 30 % سنويا من إنتاجنا من التمور . نتيجة تعرض التمور للتلف والإصابة بحشرتى ( لافستيا , والتريكوجراما ) الناتجة عن سؤ التخزين .

·        إفتقاد الكوادر الفنية المؤهلة لمكافحة أمراض وأفات النخيل , والتوعية بعمليات النقل , والتخزين السليمة .

·        تعثر فرص تسويق الإنتاج . والإعتماد على تصريف كامل الإنتاج على السوق المحلى . فلا توجد فرص كافية للتصدير . وحجم الطلب الخارجى شبه معدوم . أوقل ضعيف ضعيف . وبالتالى عائد الزراعة وتكاليف الإنتاج غير متكافئ , ولا يتوازى مع حجم الإنتاج .

·        غياب الإستثمار فى إقامة صناعات غذائية مكملة للإنتاج . من صناعات فى مجال التعئة والتغليف الجيدة , , وصناعة دبس , ومربات التمور , ولإنتاج السكر السائل , أو مسحوق البلح

·        عدم الإستفادة من مخلفات التمور , وأشجار النخيل , فى إنتاج " الكومبوست " الأعلاف النباتية , الحيوانية. وأيضا صناعة الأخشاب . خاصة أخشاب (  MDF) . وإنتاج الورق , والفحم .

·        عدم الإستفادة من نوى , وألياف التمور , وجرايد النخيل فى صناعة زيوت التمر العلاجية والغذائية , وصناعة الحبال , ومواد حشو الأثاث , وسلال وأوعية نقل الفواكه , والخضروات , والأثاث المنزلى الخفيف ( المناضدد , وكراسى البامبو ) , والقفف , والقبعات الشعبية .

·        حجم صادرات مصر من التمور سنويا لايتعدى 80 ألف طن . من حجم إنتاج يتجاوز رقم المليون و800 ألف طنا سنويا .

·        إنخفاض أسعار تصدير التمور المصرية . بسبب إنخفاض مستوى جودة عمليات التعبئة والتغليف .

·        تونس التى لايتعدى إنتاجها ثلث إنتاج مصر من التمور . تصدر مايعادل 255 ألف طنا من التمور سنويا .

·        أسعار صادرات التمور المصرية فى حدود 1000 دولار للطن . فى حين يصل سعر صادرات تونس من المور 3000 دولار للطن . أى 3 أضعاف الأسعار المصرية .

ويرجع السبب الرئيسى , فى تدنى فرص التصدير , وعدم إقبال الأسواق الخارجية على الإنتاج المصرى . لعدم تفضيلهم التمور " الفرش " , وإقبالهم على التمور المجففة , والنصف جافة , والتمور الداخلة فى صناعات تحويلية , وتتوافر فيها التعبئة والتغليف الجيد .

وماذا بعد

ويطالب الدكتور " عز " , القيادة السياسية بتبنى يوم للتمور , للإحتفاء بمزارعى ومنتجى التمور , لدفع الدولة , والبنوك لمنح حوافز , وتسهيلات للمستثمرين والمنتجين , والدخول فى شراكات لإقامة صناعات تكميلية , لخدمة مزارع النخيل , وقيام جهاز التمثيل التجارى , والملحقين التجاريين فى سفارتنا بالخارج بدورهم . بهدف فتح أسواق خارجية أمام التمور المصرية . لحل مشكلة التسويق , وللمساعدة فى تصريف إنتاجنا الضخم من التمور . ولتعظيم العائد لصالح الدولة , والمزارعين . 


أضف تعليق


  • هبة النجار الأحد 12 نوفمبر 2023 09:26 ص

    كلام اكثر من رائع و هذا ما نتمناه و اكثر تحياتى.

أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية