دور مراكز البحوث والهندسة الوراثية والشركات الخاصة فى صناعة التقوى

كتب : طلعت الطرابيشى

4 مراحل لإنتاج تقاوى وإستنباط سلالات بصفات وراثية جديدة قبل طرحها للبيع

صناعة التقاوى صناعة مكلفة .. شديدة الخصوصية .. العمود الفقرى للزراعة .. ومفتاح الأمن الغذائى – ولهذا – تعد المرجع والساس لجميع المحاصيل الزراعية  , ومحور الكثير من الصناعات – هكذا – تعرف , وينظر لها فى السياسة الزراعية – بإعتبارها – قاعدة الإنطلاق للكفاية والرفاهية , والتنمية المستدامة .

وبناء على هذه المعطيات تتنافس دول العالم فى حشد طاقاتها التكنولوجية , وإستثماراتها لتوطين هذه الصناعة . بهدف تعظيم قدراتها فى إنتاج أصناف عالية الجودة , وإستنباط سلالات جديدة من التقاوى والبذور , وتطوير وتحسين ماتمتلكه من أصول وراثية .  

الشركات الكبيرة والمنافسة غير المتكافئة

وقد لعبت الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية , والبحوث العلمية التطبيقية , دورا كبيرا فى إحداث نقلة نوعية , للإرتقاء بتقنيات صناعة إنتاج التقاوى , وتعديل الصفات الوراثية للسلالات والأصناف القديمة . من أجل تنويع الإنتاج , وإضافة صفات وراثية جديدة  مقاومة للظروف البيئية من جفاف , وملوحة , ودرجات حرارة  . مما خلق حالة من المنافسة غير المتكافئة بين الدول , وشركات الإنتاج , ودفع بعض الشركات الكبيرة ذات الثقل والنفوز التكنولوجى , إلى فرض السيطرة والإحتكار , والتحكم فى السوق العالمي . والنتيجة وقوع الدول الفقيرة ضحية , وأسيرة لإستيراد التقاوى , وتقنية الصناعة .

وظائف التقاوى

وتقوم صناعة التقاوى على 5 وظائف رئيسية . وذلك حسب دراسة حديثة للدكتور خالد فتحى سالم أستاذ بيوتكنولوجيا المحاصيل بمعهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة مدينة السادات . تتمثل هذه الوظائف فى :

1)   المحافظة على النوع , وإستمرار تعاقب الأجيال .

2)   حفظ المادة الوراثية بماتحمله من صفات ممثلة فى أجزاء الجنين .

3)   وسيلة لتحسين المحاصيل بإستخدام عمليات التهجين , أو الإنتخاب , أو إستخدام الطفرات .

4)   المساعدة فى إنتشار النبات , وإنتقاله من مكان لأخر .

5)   مصدر أساسى لتغذية الإنسان , ولإحتياجات كثير من الصناعات .

وتعتبر التقاوى الجيدة أحد دعائم الإنتاج الزراعى العالى الإنتاجية للمحاصيل الإستراتيجية . والتى تضم المحاصيل الحقلية , والخضر والفاكهة , ونباتات الزينة , والنباتات العطرية والطبية – وهذه – النوعية من التقاوى إذا توافرت لها ظروف النمو الجيدة , تنتج محاصيل عالية الجودة والإنتاجية , وتلبى هدف المنتج , والمستهلك . إلى جانب زيادة فرص التصدير .

البذور والثمار والدرنات

ويندرج تحت مظلة التقاوى العديد من المسميات . نذكر منها بعض الأنواع مثل :

·       بذور حقيقية كما يستخدم فى زراعة محاصيل القطن , والكتان , والفول البلدى , والبرسيم .

·       ثمار " أحادية البذرة " تحتوى على بذرة واحدة نسبة لمحاصيل الحبوب ( القمح – الشعير – الأرز – الذرة ) .

·       ثمار " متعددة البذرة " مثال محصول بنجر السكر .

·       أجزاء خضرية مثل العقل الساقية . كما فى محصول قصب السكر .

·       بصيلات . وتشتق من أسمها زراعات البصل , والثوم .

·        درنات والتى تقوم عليها زراعات البطاطس .

·       الكورمات والتى تستخدم فى زراعة القلقاس .

مواصفات الجودة

ويشترط فى التقاوى الجيدة توافر بعض المواصفات . أن تكون من الأصناف عالية الإنتاجية .. كاملة النضج وتامة التكوين , وغير ضامرة أو مكسورة .. المتوافقة مع السياسة الصنفية .. المناسبة للتربة .. الخالية من الشوائب والمواد الغريبة , والخاملة .. التى تتوافر فيها درجة عالية من النقاء والنظافة .. الخالية من الإصابات الحشرية والمرضية .. المنتظمة والمتناسقة مع بعضها من حيث الشكل , والحجم , واللون .

الفروقات بين تقاوى التربية والأساس والجيل الثالث والرابع

وطبق للدراسة تنحصر مراحل إنتاج التقاوى المعتمدة فى 4 مراحل . تشمل :

المرحلة الأولى : إنتاج تقاوى المربى – وهذا - النوع يتم إنتاجه بواسطة مربى النبات , أو برامج التربية . حيث يبدأ إنتاج البذور المحسنة عن طريق مراكز الأبحاث الخاصة بالجامعات , ووزارة الزراعة , والشركات الخاصة . ويجرى فى هذة المراكز البحثية إنتخاب مجموعة من السلالات مثال القمح , أو الشعير , أو الأرز , وغيرها من المحاصيل بحيث تكون ذات مواصفات جيدة . ثم يتم خضوعها للتجربة . أولا بالزراعة فى مساحات محدودة . وبعد وصولها إلى ( مرحلة التزهير ) . يتم إجراء عمليات ( التهجين التبادلية ) بينها . بهدف الحصول على ( سلالات مبشرة جديدة ) . تجمع بين الصفات الوراثية المحسنة ( للأباء ) الأصول فى صنف واحد . مع إستبعاد الصفات " الرديئة " السيئة .

هذه المحاولة قد تستمر لعدة سنوات . المهم فى النهائية إطئنان المربى " القائم على برامج تربية النبات " الوصول لإستنباط سلالات جديدة مبشرة من المحاصيل تحمل صفات وراثية جديدة .

السلالات المبشرة وبطاقة التعريف باللون الأبيض

المرحلة الثانية : إنتاج تقاوى الأساس . وفى هذه المرحلة يتم زراعة تقاوى المربى ( أى السلالات الجديدة المبشرة ) فى نطاق صغير من مساحة الأرض , وتحت إشراف المربى نفسة – لضمان التققيم والمتابعة الجيدة أولا بأول أثناء موسم الزراعة . ومحصلة تجربة زراعة السلالات المبشرة لتقاوى المربى , إنتاج تقاوى عالية النقاوة بكميات أكبر . يطلق عليها مسمى ( تقاوى الأساس ) . يتم تعبئتها فى أكياس مرفق بها " بطاقة تعريف باللون الأبيض " . مدون بها إسم الصنف , وعبارة " تقاوى الأساس " .

ومن ملامح مرحلة إنتاج تقاوى الأساس . إنتهاء دور مراكز البحوث , وإنتقال تجارب ( إكثار البذور ) على الشركات الخاصة لإنتاج البذور .

مرحلة التسجيل وكتابة بطاقة التعريف باللون البنفسجى

المرحلة الثالثة : إنتاج الجيل الثالث من التقاوى المستنبطة . ويطلق عليها ( التقاوى المسجلة ) – وهذه – المرحلة تقتصر على شركات إنتاج البذور , حيث تتولى إعادة زراعة " تقاوى الأساس " فى مساحات كبيرة . بغرض تكثيف عمليات إكثار البذور , و إزالة مايظهر فى المزارع والحقول من حشائش , أونباتات غريبة يدويا . بغرض المحافظة على نظافة التربة , ولضمان إنتاج تقاوى على درجة عالية من النقاء والجودة .

وبإنتهاء المرحلة الثالثة . يتم تعبئة التقاوى المستنبطة فى أكياس مرفق بها ( بطاقات تعريف باللون البنفسجى ) . ويدون فى بطاقات التعريف إسم الصنف , وعبارة " تقاوى مسجلة .

المرحلة الرابعة : إنتاج التقاوى المعتمدة . وتقوم فيها الشركات بإعادة زراعة تقاوى المرحلة الثالثة المعروفة " بالتقاوى المسجلة " فى مساحات أكبر بغرض الإكثار . وفيها يتم إنتاج الجيل الرابع من التقاوى بكميات كبيرة . وبعد حصادها تجرى عليها عمليات ( الغربلة ) . لإستبعاد الحبوب الكسر – بفعل – الدراس الآلى . ثم تخضع للتعامل بالمبيدات الفطرية .

تقاوى معتمدة للبيع فى الأسواق

وتعتبر المرحلة الرابعة المرحلة الأخيرة , لإنتاج التقاوى المعتمدة والمصرح بتداوله باليع فى الأسواق . حيث تكون التقاوى المستنبطة من خلال التجارب قد تخطت مرحلة التسجيل , ووصلت لمحطة الإعتماد بناء على نتائجها اليقينية المحققة على مستوى الزراعة فى الحقول . ووبإنتهاء إعتماد تقاوى المرحلة الرابعة والأخيرة . تعبأ التقاوى فى أكياس تحمل بطاقات تعريف يدون بها إسم الصنف , وعبارة تقاوى معتمدة " جيل أول " .