موسم كارثى " لملك الفواكه " بسبب الرياح والطقس الحار

الأحد 4 يونيو 2023 01:32 م
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

60 % فقط حجم الإنتاح لإصابته " بالعفن الهبابى " وسقوط الثمار قبل الحصاد

" ملك الفواكه " عليه العوض ومنه العوض .. أصابته عين السنه دى .. اللى كان بيضرب بيه المثل .. متوج على عرشه . " ياميت خساره " سقط من على شجره بدرى بدرى بسبب الحر , والرياح الشديدة اليومين اللى فاتو .

كارثه وحلت على " المانجه " .. الفاكهة الأستوائية الشعبيه المحبوبه .. المحصول التالت فى مصر بعد " الموالح " , و " العنب " , واللى بتتربع فيه مصر المركز  العاشر على العالم .   

المحصول اللى كان السنه اللى فاتت 2022 منور فى السوق , وجايب أحسن إنتاج , والفلاحين طايرين بيه السما , وحققوا منه مكاسب . السنه دى فى خطر مش جايب مصاريفه . إنتاجه قل كتير . بسبب الجو .. وإنتشار " العفن الهبابى " .

كارثة " السقط " فى المانجه

من الأخر .. المانجه إضربت قبل موسم حصادها . سقط من المحصول مانجه كتير . و" السقط " كلمة غير متداوله , ويجهلها رجل الشارع العادى . وهى مصطلح معروف عند المزارعين , وخبرا " المحاصيل الستانيه " . وتعنى  إن ثمر المانجه وقع من على الشجر قبل " نضجه " .. قبل مايستوى ويكتمل نموه . ومعنى " المانجه السقط " ببساطه , مابقتش فاكهه اللى إحنا عارفينها . تصلح للتخليل . وتتاكل مخلل جنب الأكل زى السلطه . يعنى موت وخراب ديار على أصحاب مزارع المانجه . 

والحكايه ومافيها :

المانجه بتعتبر من أهم وأغنى وألذ أنواع فواكه الصيف . علشان كده من حب الناس فيها بيدلعوها بوصف " الملكة " على جميع فواكه المحاصيل البستانية .  وبيصل عدد مساحات الأراض المنزرعه بالمانجه على مستوى البلاد أكتر من 310 ألف فدان . بتنفرد محافظة الإسماعيلية لوحدها بتلت مساحة الأراضى . ييجى بعدها فى زراعة شجر المانجه محافظة الشرقيه , والبحيره " أدكو ورشيد " , والمنوفيه , والفيوم . وبعدين النوباريه , وأسوان , وبعض محافظات الصعيد .

الأصناف الأجنبية تكتسح المصرى

ومن بين 300 نوع مانجه فى العالم , بنزرع فى مصر 50 نوع . منها 20 نوع محلى " . أهمها , وأغلاها  ( العويس , والفص ) . وطبعا غير المانجه ( الفونس , والسناره , والسكرى , والذبديه , والهندى , والتيمور , وقلب التور , والمبروكه  . وأشهر الأنواع الأجنبيه اللى بنزرعها فى مصر ( الكيت , و الكريمسون , والياسمينه , والكيرمز , والتومى , وهايدى , وبالمر .

العويس 2,5 طن فقط إنتاج الفدان

والملاحظه الغريبه . إن المانجه المصريه اللى إحنا شطار فى زراعتها , وخبرتنا طويله فيها , وبتتميز بالحلاوه , وغنيه بالسكريات , ومتعود عليها المصريين . المزارعين بدأو يهجروها , والإقبال بيزيد على زراعة الأنواع الأجنبية . لدرجة أن 60 % من المزارع بتزرع الأصناف الأجنبيه , لإنتاجيتها العاليه , ومقاومتها للظروف الطبيعيه عكس أنواع المانجه المصرى اللى مابيزدش إنتاج الفدان مابين 4,1 طن , و4,3 طن . وكله كوم , والمانجه العويس الحكايه فخر الأصناف المصريه كوم تانى . بتنتج يادوب 2,5 طن بالكتير فى الفدان . فى الوقت اللى بيزيد إنتاج الأنواع الأجنبيه بين 8 طن , و12 طن فى الفدان .

1,3 مليون طن إجمالى الإنتاج

وحسب التقارير بتنتج مصر مليون و300 ألف طن من محصول المانجه . وده أقصى إنتاج فى حالة ظروف الزراعه الطبيعيه . وأحسن إنتاج للمحصول كان السنه اللى فاتت 2022 . وحقق فيها المزارعين , وأصحاب المزارع خير كتير . وأسعار السوق كانت مقوله .. مازدتش كتير .

ظاهرة " السكون " والتمثيل الضوئى

وعلى العكس كل المتناقضات والغرائب إتجمعت فى موسم السنه دى . الأحوال الجوية أثرت بشكل كبير على الزراعه والإنتاج .. فصل الصيف إتأخر .. وفترة الصقيع طولت شويه . الفترة اللى كان فيها ثمار المانجه فى حالة " سكون " , وفى حاجه " للتمثيل الضوئى " الضوء , والجو المعتدل . ولكن إجتاحت البلاد , والمزارع قبل موسم الحصاد أجواء شديدة الحرارة , ورياح أشد سخونة مع بداية شهر 5 يونيه .  فى حين موسم الحصاد بيبدأ من النص التانى من شهر يونيه , وحتى شهر سبتمبر . ولسؤ الحظ سببت الموجه الحاره ضرر كبير لأشجار المانجو . ومنها سقوط عدد كبير من ثمر المانجو على الأرض قبل تزهيره , أو نضجه . وساعدت الرياح الشديده , وعدم وجود مصدات رياح , وحواجز حماية , إلى حمل الهواء , والرياح  بعض الحشرات , والأفات الزراعيه , والندوات , والأمراض المنتشره فى الزراعات المختلفة , وإنتقالها إلى أشجار مزارع المانجه . ومنها ذبابة الفاكهه , والبياض الدقيقى . إلى إنخفاض مناعة النبات

30 % نسبة المزارع النموزجية

ويتوقع الدكتور عماد الباسل الباحث بمعهد المحاصيل البستانية , إنخفاض إنتاج محصول المانجه هذا العام إلى 60 % من حجم الإنتاج الكلى . بسبب التغيرات المناخيه , والإصابه بالعفن الهبابى . ويرى أن 30 % فقط من الأراضى المنزرعه بأشجار المانجه أمنه من الإصابه بالعفن الهبابى , ومن الموجه الحارة والرياح . وهذه النسبة تمثل مزارع المانجه النموزجية فى مصر . وتتوافر فيها الإستعدادات اللازمة من مصدات رياح , ووسائل حمايه , ومراعاتها لمقننات الرى , وأساليب المكافحة الحيوية .

البياض الدقيقى .. والألتر كلوز

وفى رأيه , أخطر الأمراض والأفات التى تصيب محصول المانجو ( البياض الدقيقى , والألتر كلوز ) وهى متشره من سنوات , والتربس , والحشرات القشرية ) . وتسبب الشرات القشرية فى ظهور مادة عسلية على الورق . ممايؤدى إلى الإصابة " بالعفن الهبابى " . وينصح برش شجر المانجو بسليكات البوتاسيوم , ومتابعة عمليات الرى للتخفيف من التأثر بالطقس الحار .

وبإستبعاد تأثيرات التغيرات المناخيه هناك أسباب وراء خفض إنتاج محصول المانجه منها :

·       تقادم عمر شجر المانجه يقلل من حجم الإنتاج سنه بعد أخرى  .

·       عدم إزالة الحشائش , ومخلفات الزراعة من نواتج تقليم أشجار المانجه , والتخلص منها بطريقه أمنه . يتسبب إنتشار الحشرات , والفطريات , ويادة فرص الإصابة بالأمراض . والنتيجه إنخفاض الإنتاج , بسبب عدم قدرة الثمار على إكتمال عمليات التزهير والبناء الضوئى , وسقوطها قبل نضجها

·       عدم الإعتدال فى الرى والتسميد يعرض المحصول للتلف والموت .

·       غياب وسائل الحماية .

·       التراخى فى إطلاق المفترسات للمكافحة الحيوية , وتجاهل ظهور" العفن البنى " , وعدم رشه بالصابون الزراعى .

 


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية