أسباب ظاهرة جنووووون " البصل " فى الأسوق لأول مره فى مصر

الخميس 21 سبتمبر 2023 03:33 م
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

إرتفاع الحرارة والرياح دفعت المزارعين لهجرة زراعة البصل إلى محاصيل بديله

 البصل عليه العوض ومنه العوض .. إتشقلب حاله .. إتجنن زي " القوطه " والطماطم , و" البندوره " على رأى أهل الشام . البصل العادى بتاعنا الأبيض , والأحمر الناشف , اللى بنطبخ بيه , وبناكله نى , ومشوى , واللى بنزرعه من أيام  الفرعنه , ومابنستوردوش . واللى كان من سنتين إتنين بس , برخص التراب – مرطرط – فى السوق , ومش لاقى حد يشتريه . إتغير حاله , وبيتنمرد علينا . لأ وأيهههه سعاره ضارب فى العليوى  . " هانت عليك العشره " !

شماعة الدولار

الناس عقلها شت , وبتضرب كف بكف - حتى - البصل  بتاع الناس الغلابه " معدومى الدخل " . هو كمان عدى  " وخد الناقه وشرخ " . خلاص بقى سلعه مهمه .. عمله نادره فى السوق زى حاجات كتير بتتغير . بس ياترى هايشيلو " الدولار " السبب فى نقص البصل , وزيادة أسعاره . ولا هايقولو جشع التجار , ولا فى شماعات تانيه السبب ؟ الناس هاتلاقيها من أيه ولا أيه .

بعيد عن التهوين , و التهويل فى الأزمة  , وأسبابها . المهم إن كل خبرا الزراعه , والمسئولين بيعترفو السوق بوجود مشاكل كبيره فى محصول البصل السنه دى . وإن زراعة البصل لها مشاكل , وخلفيات من أكتر من 3 سنين . لكنها زادت بشكل كبير السنه دى . وإن الدولار برئ برئ . لأن البصل - ببساطه - مش من ضمن المحاصيل , والسلع اللى بنستوردها . لأ ومش بس كده . ده إحنا أساتذه , وخبرا  فى زراعتها من ألاف السنين .

مصر من أفضل 10 دول منتجه ومصدره للبصل

وعلى رأى الدكتور عبد المجيد مبروك أبو دهب أستاذ المحاصيل الحقليه , مصر بتعتبر من أفضل 10 دول منتجه ومصدره للبصل فى العالم . بعد الصين , والهند , وامريكا , والمكسيك , وهولندا . ورغم أن هولندا من بين الدول الكبيره المنتجه للبصل , بتقدر البصل الأبيض المصرى " المجفف " . وبتستورده مننا بكميات  كل سنه . وطبعا لجودته العاليه مش لسواد عيون المصريين .

لكن الشئ اللى مالوش تفسير , إزاى سعر كيلو البصل يبقى أغلى , أو يتساوى بسعر " المانجه " تاج مملكة الفاكهه " على سن ورمح " زى مابيقولو . رغم أن زراعته أرخص , وإحتياجته فى الزراعه , أقل بكتير من المانجه . وطول السنين اللى فاتت كان كيلو البصل مابيزدش عن ( 5 , أو 6 جنيه ) . وكانت ست البيت بتشترى الـ 5 كيلو , اللى بيكفيها خزين البيت لمدة أسبوع , أو أكتر . يدوب بـ 25 جنيه بس . النهارده بتشترى الكيلو الواحد بـ 30 جنيه . زى مابتشترى المانجه أغلى فاكهه . وخزين البيت وصل لـ 150 جنيه . يعنى البصل خلاص إتجنن زى القوطه . وعدوى جنان القوطه والبصل خدو فى سكتهم , الخيار , والرز , وكل أصناف الخضار , غير حاجات كتير تانيه . وبلاش نتكلم عن الزيت لأننا بنستورده , وأسعاره بقت  " نار ياحبيبى نار " .

3 أسباب للظاهرة

ويلخص الدكتور عبد المجيد مشاكل إرتفاع أسعار البصل فى 3 أسباب .

1)   أحوال المناخ غير المستقره :

من طقوس زراعة البصل الجو البارد . لدرجة إنه بيتحمل " الصقيع " . والجو المعتدل بيساعده على النمو , اللى بتكون فيه درجة حراره بين ( 18 , و 20 درجة ) . والأحوال المناخيه غير المستقره , واللى بنختصرها " بالتغيرات المناخيه " بتعتبر العدو رقم ( 1 ) للمحصول – ولأن – البصل بطبيعته نبات  ضعف بيتأثر بشكل كبير بدرجات الحرارة العاليه . وعلى عكس طقوسه وقع فى المحظور . وكل زراعات البصل وقعت خلال الـ 3 سنين الأخيره فى خية الظروف المناخيه غير المستقره , واللى تعرضت فيها البلاد لإرتفاع كبير فى درجة الحراره . تعدت درجة الحراره الـ 30 , و40 درجه . ده غير الرياح , والزعابيب , والعواصف الشديده , اللى كان ليها من الحب جانب فى التأثير على النبات . وكانت من شدتها بتقلع – أتخنها - شجره . إشحال عشب نبات البصل الضعيف . فسببت سخونة الجو والرياح أضرار لمساحات كبيرة للزراعات  .

2)   قلة أراضى الزراعه  :

 مساحات أراضى زراعة البصل كانت بتزيد على 230 ألف فدان , ومع موجة التغيرات المناخيه الشديده خلال الـ 3 سنين الأخيره , حصل إنخفاض كبير فى إنتاج المحصول . وكان من نتيجة تقليل الإنتاج , زيادة خساير المزارعين سنه , ورا سنه . وده دفع عدد كبير من المزارعين لهجرة زراعة البصل , وتحويل مساحات من أراضيهم لزراعات تانيه بديله عن البصل . زراعات تتناسب مع تقلبات الجو , و تحافظ على إنتاجية محاصيلهم . وده أدى لتقليل أراضى  زراعة البصل إلى 200 ألف فدان , أو 210 ألف فدان . 

وطبعا خفض مساحات أراضى البصل , ونقص كميات البصل , كان لها دور كبير فى إرتفاع جنونى فى أسعار البصل  . لأن ببساطه كان طلبات الناس , أكتر بكتير عن كميات البصل المعروضه للبيع بالسوق . , والفرق ده  كشف المشكله , ودفع المزارعين , وكبار التجار لرفع الأسعار , لتعويض خسايرهم , وتحقيق هامش ربح – وبالفعل إستفاد المزارعين الصغيرين من زيادة أسعار البصل – وإن – كان أكتر المستفيدين المنتجين الكبار , وتجار الجمله .

3) التصدير :

على عكس كل السنين اللى فاتت أسواق كتير فى أوربا , وأسيا , والدول العربيه زادت طلباتها على البصل المصرى السنه بالذات عن كل السنين اللى فاتت . " شوف الحظ " ماهى كانت نقصاهم . لأ والغريب إن السنة دى اللى قل فيها إنتاج البصل , المصدرين المصريين , وأصحاب بعض المزارع  قالو فرصه ومش هانفرط فيها . ونفذو كل طلبات التصدير . من باب زيادة أسواق الدول المستورده , والمحافظة على سمعة البصل المصرى , , وبالمره الإستفاده من فارق العمله لزيادة مكاسبهم . وطبعا على حساب شح كميات البصل بالسوق , وده كان له تأثير كبير فى إنفجار أسعار البصل بالسوق .


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية