التوصيات الفنية لمكافحة حشائش المحاصيل الحقلية بقلم الدكتور اكرم نصار

الأربعاء 7 فبراير 2024 01:33 م
شارك الخبر

الحشائش تمثل خطرا كبيرة على انتاجية المحاصيل الزراعية حيث انها تنافس المحاصيل فى الغذاء والماء وانها تضعف من قدرة وكمية الانتاج , ولها اضرار عديدة لانها قد تكون عائلا لحشرات ضارة تؤثر على الانتاج , وبما يؤكد على اهمية مكافحة الحشائش فى المحاصيل الحقلية وهو ما اوصى به الدكتور " أكرم نصار محمد " المدير السابق لمعهد بحوث الحشائش التابع لمركز البحوث الزراعية فى مقالته التالية :

تعرف الحشائش " الأفات الزراعية " , بانها أى نباتات دخيلة , أو متطفلة على زراعات المحاصيل الأصلية . وهى عبارة عن نباتات غير مزروعة تنمو بريا في الأراضى المنزرعة , أو الصحراوية , أو على جانبى المجارى المائية . وتكمن خطورتها فى تواجدها وسط نباتات المحاصيل الإستراتيجية . حيث تسببه مشاكل للمزارعين , واصحاب المزارع . نظرا للجهود التى تبذل , لمكافحتها , والتكاليف مادية التى تنفق على شراء انواع المبيدات المختلفة للقضاء عليها .

وتتمثل أضرار الحشائش فى :

•        إنخفاض جودة المحاصول , وقلة إنتاجيته .

•        صعوبة جمعه " حصاده " . نتيجة منافسة الحشائش للنباتات المنزرعة فى تلبية إحتياجاتها من الغذاء , والضوء , والماء , ومزاحمتها فى مساحة الزراعة .

•        يؤدى جودها الى سد المجارى المائية .

•        لها تأثير ضار على صحة الإنسان , والحيوان .

•        تعتبر تربة خصة , لإنتشار وتوالد عوائل الحشرات , والمسببات المرضية .

وتندرج أضرار الحشائش بين ثلاثة أنواع . حشائش قليلة الخطورة , أو أقل ضررا ، وحشائش شديدة الخطورة , وحشائش مفيدة . بالنسبة للأقل ضررا , فهى لاتحتاج لإجراءات معقدة للمكافحة . أما شديدة الخطورة . فتسبب خسائر جسيمة للمحصول إذا ما تركت تنمو , وتتكاثر دون مكافحة . وقد تصل نسبة الخسائر التي تحدثها الحشائش في الدول النامية إلى 20 , و 30 % من الإنتاج الزراعي . وقد تقل نسبة خسائرها مع الإدارة الجيدة في الدول المتقدمة مابين 5 , و 10 % فقط . نتيجة إستخدام المبيدات الكيماوية والميكنة .

وبانسبة للنوع الثالث من الحشائش . فهى تحمل بعض الصفات البيلوجية تساعد فى وجودها , وبقائها . وتتصف بقدرتها العالية على التكاثر السريع , وبأكثر من طريقة سواء عن طريق البذرة , أو تكاثرها خضرياً عن طريق العقلة الساقية , أوالدرنات , أو الريزومات والبصيالات . وقد تستطيع إستكمال دورة حياتها , وتنثر بذورها قبل نهاية دورة نمو المحاصيل المتواجده معه . كما يمكنها أن تدخل فى سكون لفترة طويلة .

وتعتبر الحشائش أكثر تحملا للتكيف مع جميع الظروف غير الطبيعية . بالمقارنة بالنباتات المنزرعة . نظرا لقدرتها على تحمل العطش , والملوحة , والظروف المناخية المعاكسة . إلى جانب تحملها للآفات التي قد تصيبها من أمراض , وحشرات , ونيماتود . ومن أهم العوامل التى تساعد على إنتشار الحشائش الممارسات الزراعية الخاطئة , وقلة خبرة المزارعين بالأساليب الحديثة فى المكافحة , وإستخدام بعض أنواع المبيدات الرخيصة غير المتخصصة منخفضة الفاعلية , لوقاية مزروعاتهم

وعلى الجانب الأخر هناك بعض أنواع الحشائش لها فوائد , وتسنخدم فى تغذية الإنسان , والحيوان , ويستخرج منها بعض المركبات التى تستخدم كعلاج للإتسان , وكمبيدات حشرية لإبعاد الحشرات من حول المنزل , أو ثمار المحاصيل . وقد يساعد وجودها فى الحفظ على تربة الحقل من الإنجراف , أو التعرية . كما تستخدم في صناعة الخيوط , والحبال , والشباك وغيرها .

ويمكن الحد من إنتشارالحشائش , وتقليل الأضرار الناجمة عنها , بإستخدام المكافحة المتكاملة للحشائش . عن طريق تطبيق كافة الوسائل , والإستراتيجيات الممكنة لمكافحة الحشائش وذلك من خلال وجود بذور الحشائش بالتربة فى الإنتاج الزراعى بصفة عامة , وفى المحاصيل بصفة خاصة . ولذلك يوصى بإتخاذ بعض الإحطياطات . ومنها :

1)      عدم نقل أتربة من حقول موبوءة بالحشائش , إلي حقول جديدة , أو حقول خالية منها . لضمان أقصى درجات الأمان .

2)      أن تكون الألات المستخدمة فى خدمة الأرض نظيفة , وخالية من تقاوى الحشائش . وخاصة الحشائش المعمرة .

3)      إستخدام الأسمدة البلدية تامة التحلل الخالية من بذور الحشائش , مع إستخدام تقاوى نظيفة خالية من بذور الحشائش وبالمعدل الموصي به . مع إنتظام توزيع التقاوى فى وحدة المساحة .

4)      المداومة على إستمرار نظافة قنوات الرى , وحواف الحقول من الحشائش قبل تكوين البذور , وإنتشارها . وان تتم عملية المقاومة إما باقتلاع الحشائش عن طريق الحرث , أويدويا , أو بالحش , أو بالعزيق اليدوي , أو بالتغطية , أو بغمر الماء . وهذه الطريقة لا ينصح بها فى الوقت الحالى , للحفاظ على قطرة الماء .

وهناك بعض الطرق الزراعية التى تساعد على تقليل وجود الحشائش . نذكر منها 4 طرق سهلة وبسيطة , وغير مكلفة . تشمل " طريقة تبوير الأرض " . وتقتصر على تبوير الأراضى الموبؤة بالحشائش – وبالتحديد - خلال الفترة التى تسبق زراعة المحصول . مع تكرار عمليات الحرث عدة مرات , للتخلص من الحشائش . كما أن إستخدام دورة زراعية مناسبة تساعد فى التغلب على مشكلة الحشائش . وذلك لتلافى زراعة نفس المحصول أكثر من مرة في نفس الأرض – وهذه - الطريقة لها دور مهم فى تقليل ظهورالحشائش . والطريقة الثانية " طريقة الزراعة الحراتى " أو طريقة التخضير , وهى زراعة التقاوى فى أرض مستحرثة ( رطبة ) وفيها يتم نقع التقاوى قبل بدرها , ورش السماد البلدى على بلاط الأرض للتخلص من الحشائش فى الحقول الموبؤة . أما الطريقة الثالثة وهى "طريقة التسطير " . وتفضل هذه الطريقة لسهولة التخلص من الحشائش بين سطور الزراعات . والطريقة الرابعة , وهى طريقة الزراعة بالشتل " . وتعمل هذه الطريقة على زيادة القدرة التنافسية للمحصول على حساب الحشائش .

وهناك طريقة أخرى لمكافحة الحشائش والقضاء عليها , عن طريق المكافحة الكيماوية . وفيها يتم استخدام مبيدات الحشائش , التى لها قدرة على القضاء على الحشائش دون حدوث ضرر للمحاصويل المصاحبة لها . وهذه المبيدات متخصصة وتختلف فى طبيعة عملها والحشائش المستخدة لها .


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية