د. عادل عمران يكتب عن التأثيرات المفيدة للحشائش

الخميس 30 مايو 2024 01:12 م
شارك الخبر

تتواجد الحشائش في كافة مناطق الكرة الأرضية فلا يوجد منطقة تخلو من هذا النوع من أنواع هذه الكائنات. يمكن لكثير من أنواع الحشائش أن تنمو فى معظم البيئات الطبيعية حيث تتنافس مع النباتات الاخرى ذات الأهمية الاقتصادية للإنسان مؤثرة فى إنتاجها. وفى بعض الاحيان قد تكون مصدر إزعاج الانسان مثل ما تح\ثة من خسائر فادحة واقل ما ينتج عنها اضرار مثل ما تحدثه النباتات المنتجة لحبوب اللقاح المسببة للحساسية للإنسان، وكثير من النباتات السامة للحيوان. ففى الولايات المتحدة ينفق على مكافحة الحشائش وحدها ما يزيد على سبعة بلايين دولار سنوياً. على رغم ذلك يفقد ثلاثة عشر بليوناً من الدولارات نتيجة خفض المحصول كماً ونوعاً وزيادة تكاليف الرى والتسميد والحصاد وغيرها من العمليات الزراعية بسبب غزو الحشائش. لذلك هذه الخسائر تزيد بكثير عن الخسائر الناجمة عن الآفات الحشرية والمرضية وغيرها. وتتشابه مشاكل الحشائش فيما بينها كما ان وفرة حشيشة معينة فى منطقة ما هو الا محصلة لتاريخ تلك المنطقة ولقدرة الحشيشة على التكاثر فى الظروف البيئية والمناخية والحيوية الموجودة بها. فالاختلافات فى نوع التربة والماء والنظام البيئي وعمليات الزراعة تؤثر كلها فى تلك الوفرة من الحشائش.

ورغم تلك الأضرار البالغة التي تسببها نباتات الحشائش الا انها كغيرها من المخلوقات لها فائدة بجانب تلك الأضرار, وتتعدد فوائد الحشائش للإنسان والحيوان بل للبيئة التي تنمو بها ويمكن استغلالها في زيادة المردود الجيد منها حيث تعتبرلها أهمية عظيمة جداً على كافة المستويات ومن اهم فوائدها:

1- غذاء للإنسان:

هناك حشائش متعددة يتغذى عليها الإنسان سواء في صورة خضراء طازجة مثل الجعضيض والسريس أو يتغذى عليها بعد طهيها مثل الرجلة والملوخية والخبيرة والكبر والحميض السلق وغيرها.

2- غذاء للحيوان:

هناك حشائش يتغذى عليها الحيوان كعلف أخضر سواء من العائلة النجيلية مثل النجيل والدنيبة وأبوركبة والدفيره والزمير والفلارس والبوص أو من العائلة البقولية مثل الحندقوق والدحريج والنفل الشيطاني. كذلك الحلفا كما يعتبر العاقول والنجيل الشوكي والبكار من نباتات العلف الصحراوية.

 3- خصوبة التربة:

يوجد بعض الحشائش التي تتبع العائلة البقولية والتي تعمل على تثبيت الآزوت الجوي وذلك عن طريق وجود بكتريا العقد الجذرية وعند إزالة المحصول فإنه يتم خدمة الأرض وحرثها وبالتالي يتم دفن جذور هذه الحشائش البقولية في التربة والتي تتحلل وتتحول الى مواد عضوية تحسن من خواص التربة وتزيد من خصوبتها. مثل النفل والحندقوق والبسلة الشيطاني والدحريج وغيرها. ومن جهة أخرى فإن جميع الحشائش بعد موتها تتحلل في التربة وتتحول إلى مادة عضوية تعمل على تحسين الصفات الطبيعية للتربة بالإضافة إلى زيادة محتواها من العناصر الغذائية.

4- استخدام بعض الحشائش لتقييم أضرار التلوث الجوي:

وجد ان بعض أوراق الحشائش يعتبر حساس لبعض الغازات الضارة مثل حشيشة الخردل الحساسة لغاز الكلور وغاز الامونيا مما يعطي دلالة للمهتمين بشؤون البيئة من معرفة وجود بعض الغازات الضارة.

5- إدخالها في برامج التربية:

هناك بعض الحشائش والنباتات البرية التي تتميز بصفات وراثية جيدة يمكن إدخالها عن طريق مربي النباتات عن طريق إجراء تهجينات نوعية أو جنسية بينها وبين النباتات المنزرعة وذلك لاكتساب النباتات المنزرعة بعض الصفات الجيدة كالمقاومة للأمراض والحشرات وتحمل الظروف البيئية السيئة مثل الحرارة العالية والجفاف والملوحة والبرودة.

6- نباتات طبية:

تحتوي كثير من الحشائش على مركبات كيماوية تستخدم في صناعة الأدوية والعقاقير ويقوم المزارع حالياً بالتعاقد مع شركات الأدوية على توريد هذه النباتات، فالكثير من الأدوية المعتادة تستخرج مركباتها الفعالة من نباتات الحشائش البرية. وتختلف أنواع المركبات الفعالة في الحشائش المصرية فقد تكون زيوت أو أحماض، أو قلويدات أو مواد صمغية أو غير ذلك، ومن الشائع استخراج مركبات الخلين من بذور الخلة، الايفوربين من حشيشة اللبنية، مركب الإسكاريدول من الزربيح ، فيتامين “ج” من الرجلة، الهيوسين والهيوسيامين والأتروبين من الداتورة ، والأكيوبين من حشيشة لسان الحمل. وقد تنتشر المركبات الفعالة بالنبات كله مثل تواجد الإسكاريدول في كل أجزاء نبات الزربيح أو يوجد في جزء معين من النبات مثل وجود الخلين في بذور الخلة والأتروبين في أوراق الداتورة.

7- حفظ الأراضي من الانجراف:

هناك بعض الحشائش ذات مجموع جذري منتشر وكبير وهذا يؤدي الى حماية التربة خاصة الرملية من عوامل الانجراف سواء بالرياح أو الماء. كما ان وجود بعض الحشائش على جانبي المجاري المائية والطرق يؤدي الى حمايتها وعدم تآكلها.

8- مصدر لبعص الصناعات الصغيرة

تدخل بعض الحشائش كمواد خام في كثير من الصناعات , مثل صناعة السلال والكراسي والحصر والورق ومن اهم هذه الحشائش السمار والبوط والحجنة والحلفا والبوص (الغاب) وغيرها.

9- جذب الحشرات المفيدة:

من الفوائد الشائعة التي تمنحها الكثير من الحشائش للنباتات المترافقة جذب أو توطين الحشرات النافعة أو غيرها من الكائنات الحية التي تفيد النباتات. فعلى سبيل المثال، تجذب الفصيلة الخيمية البرية الزنابير والذباب المفترس، التي تتغذى على رحيق الأزهار، ولكنها تتكاثر من خلال تغذية صغارها بآفات الحدائق المنتشرة.

مقال 

د. عادل عمران 

وكيل المعمل المركزي لبحوث الحشائش للإرشاد والتدريب  

                     

 


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية