حكاية لغز محصول الأرز فى " ملف الإكتفاء الذاتى " الحلقة الثانية

السبت 1 يونيو 2024 03:01 م
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

كسر الرز و" تعويم الجنيه والكوميسا " وجشع التجار كلمة السر فى الأزمه

400 ألف فدان زياده رغم التضييق على الفلاحين وتحديد مساحات الزراعه

التقاوى الجديده تتحمل الملوحه والظروف المناخيه وأقل إستهلاكا لمياه الرى

 

محصول الرز .. فخر الزراعه المصريه , اللى بنضرب بيه المثل فى جودته , ونوعيته على مستوى العالم , واللى بيحتل الترتيب التانى فى قايمة المحاصيل الإستراتيجيه الأساسيه بعد القمح , وإنتاجه " ماشاء الله " مغرق السوق , ومرطرط فى الصوامع , وسعره حنين . " قال أييييييه " الشر وبعيد إتحسد .. خد عين ! وجارت عليه الأيام , وتحول للغز كبيييير  للسنه التانيه 2023 , و2024 على التوالى . " ومش بس كده " مش عارفين رايح بينا على فين السنين الجايه . " اللهم أجعله خير " .

مفارقات الإكتفاء الذاتى والندرة

مين يتخيل المحصول الوحيد فى مصر من بين جميع المحاصيل الزراعية الإستراتيجيه , اللى بيحقق الإكتفاء الذاتى , ولسنين طويله . لأ وأيه وبنشيل منه جزء كبير على جنب مخزون إحتياطى للظروف . أصبح فجأه سلعه نادره شحيحه فى السوق . والطلب عليه أكتر من المعروض . وبيواجه نقص كبير فى السوق , وأسعاره هههههه ضاربه فى العليوى , وبتضاعف كل شويه .

تشديد العقوبات على الفلاحين

هل السبب إنه مابقاش يجيب همه , ومساحات زراعته قلت عن الأول ؟ الإجابه بالطبع لأ , وعلى العكس المساحه زادت أكتر عن السنين اللى فاتت , ومكاسبه " ميت فل وعشره " يعنى مفيش مشاكل فى إنتاجه . " وأزيدك من الشعر بيت " محاولات الحكومه التضييق علي الفلاحين بتحجيم مساحات الزراعه , وتحديدها بـ 1,2 مليون فدان .  مش جايبه نتيجه مع الفلاحين . والدليل زيادة إقبالهم على زراعته على عكس محاصيل تانيه كتير بيتهربوا من زراعتها .  ورغم تشديد الدوله للعقوبات على المخالفين , وفرض وزارة الرى غرامات لمنع تجاوز مساحات الزراعه - بدعوى - تقليل إستهلاك الميه , اللى بتعانى البلاد نقص شديد فيها بحكم إن الرز بيستهلك كميات كبيره من الميه لم تفلح مع المزارعين , وبيتعمدو المخالفة . وبيصروا - تحت - إغراءات مكاسب الرز " اللى بتزغلل العين " التحايل وزيادة المساحات فى السر من ورا الحكومه . وده ينفى كل اللى بيتقال عن نقص أراضى الزراعه , أو نقص الإنتاج علشان ترشيد إستهلاك الميه . " ظاهره غريبه " .

400 ألف فدان زيادة فى مساحات الزراعة

حسب البيانات الرسميه لرئيس قسم الرز بمركز البحوث الزراعيه الدكتور إسماعيل الرفاعى , وصلت مساحات زراعة الرز السنه دى 2024 إلى مليون و600 ألف فدان . بزياده 400 ألف فدان عن المساحات المسموح بيها . و ده بيأكد عدم صحة كل الكلام اللى بيتقال عن نقص مساحات الزراعه . وعلى العكس تقدر تقول وعلى مسئوليتى , إن فى إتجاه كبير لمضاعفة مساحات الزراعه , وزيادتها لـ 2 مليون فدان . بعد إنتاج مركز البحوث الزراعيه لتقاوى بتستهلك كميات قليله من الميه عكس الأصناف القديمه الى بتحتاج كميات كبيره من الميه . نتيجة إعتمادها على نظام الرى بالغمر .

تقاوى الرز تتحمل الملوحه وإستهلاك أقل للمياه

ومن أهم مزايا أصناف تقاوى الرز الجديده قدرتها على تحمل الملوحه حتى درجة ( 4000 جزء فى المليون ) يعنى " خد عندك " صالحه للزراعه فى الأراضى الجديده شديدة الملوحه , ومقاومة التغيرات المناخيه , وتحتاج لكمياه قليله فى الرى  أى " شرهه للميه " . والأصناف الجديده بتضم جيزه  ( 183 ) , وسوبر 301 , و302 , و303 ) وبتعطى من 3,9 طن , إلى 4 طن للفدان . وبفضل عمليات التطوير اللى بيقوم بيها خبراء وأساتذة مركز البحوث تم إنتاج نوع جديد من التقاوى بإسم ( هجين مصر 1 ) بيزيد إنتاج الفدان لـ 5 طن . ده غير إن فى 4 سلالات جديده تحت التسجيل ممكن تحقق لنا طفره كبيره فى إنتاج الرز . والهدف طبعا زيادة معدلات الإنتاج , وتشجيع المزارعين على الزراعه دون أى مخاوف أو ضغوط .

غرائب كل شئ وعكسه

والسؤال المطروح طالما مساحات الرز بتزيد , والإنتاج بيزيد . ليه الأستاذ رز " ضارب غطس " مش متوفر فى السوق , وأسعاره غاليه مش متهاوده . وليه الحكومه سايقه دلالها , ومستمره فى لعبة " القط والفار " مع المزارعين فى تشديد العقوبات على المخالفين فى الزراعه , وغير الملتزمين بمساحات الرز . طالما المخالفات مستمره مع وقف التنفيذ . ثم والأهم ليه وزارة الرى سنه سكاكينها بالغرامات بحجة المحافظه على الميه . فى الوقت وزارة الزراعه بتشجع الزراعه وبتنتج تقاوى بترشد الإستهلاك . وإزاى الإنتاج بيزيد عن الإكتفاء الذاتى . يعنى موجود فى المزارع , وفى الدفاتر جمعيات ومديريات الزارة  . وفى نفس الوقت مش ظاهر فى السوق . وليه محصول الرز بالذات فيه كل شئ وعكسه . وهى فين وزارة التموين , وأجهزتها الرقابيه من حكاية لغز الألغاز .  

أسهل تهمتين دايما جاهزين , وبيتكررو على لسان بعض المسئولين مفيش غيرهم ,  جشع التجار , وغياب الضمير .  وطبعا – وكالعاده – إتهام التجار بالجشع منطقيه ومبررها تخزين كميات كبيره من الرز فى مخازنهم . وطبعا الهدف معروف , وهو إستغلال الأزمه لرفع الأسعار . أما موضوع غياب الضمير فهى نغمه مطاطه , وفيها إستسهال وسؤ نيه بالمقولة الأزلية " المصرين متدينين بطبعهم " . وطبعا دى من التفسيرات اللى " ملهاش تلاتين لازمه " روتينيه وهلاميه . وماتعتبرشى سبب رئيسى يعتمد عليه فى الإجابه على ظاهره أزمة الرز . 

تفسيرات " عالم الزراعه "  

من وجهة نظر " عالم الزراعه " فى بعض التفسيرات منطقيه مقبوله . وممكن تكون هى الأقرب للمناقشه . ومع إفتراض حسن النيه منها على سبيل المثال :

·       التوريد الإختيارى : تراجع الدوله عن إلزام مزارعى الرز بتوريد إنتاجهم لوزارة التموين , ومضارب قطاع الأعمال العام وبالأسعار الأقل من سعر السوق . شجع المزارعين على حجب إنتاجهم , وتسويقه بمعرفتهم لصالح تجار معينين , لتعويض فرق السعر , وزيادة العائد لتغطية مصاريفهم . " ملحوظه " سبق للحكومه تطبيق قرار التوريد إجبارى على المزارعين لمدة سنه واحدة بس . هى سنة 2022 , وفجأة ومن غير أى أسباب قالت " فركش " مش مطبقها , وتركته إختيارى لرغبة المزارعين . ليه الحكومه طبقته , وليه وقفت العمل محدش يعرف " الله أعلم " .

·       تصدير كسر الرز . بعض التجار والمصدرين إستغلوا بند " كسر الرز "  وسيله للإلتفاف على قرار حظر تصدير الأرز , لتصدير كميات من الرز لبعض الدول . بحجة أن " كسر الرز " نوعية أقل جوده , وغير مسموح التعامل بها فى مناقصات هيئة السلع التموينه التابعه لوزارة التموين .  

·       التصدير لدول " الكوميسا " : ومن الحيل الجهنميه للمصدرين , إستغلال " إتفاقية الكوميسا " وسيله شرعيه رسميه تسمح بتصدير حصه من الرز لبعض الدول الأعضاء , إستيراد مقابلها سلع , أو خدمات , أو مستلزمات إنتاج من نفس الدول . بحكم " أن مصر عضو فى "الكوميسا " وترتبط بموجب الإتفاقيه بعلاقات تعاون , مع عدد من الدول العربيه والأفريقيه فى مجال التجاره والإستثمار .

·       غياب العداله : أسعار الزراعه التعاقديه اللى حددتها الحكومه  لمزارعى الرز فى الزراعه التعاقديه , أقل بكتير عن اسعار السوق . يعنى غير عادله

·       جشع التجار : عادة التجار فى مواسم الحصاد , المرور على الغيطان ومزارع الرز , " وخشخة الجيوب " لجر رجل المزارعين , لجمع المحصول ونقله لمخازنهم . والهدف معروف " تعطيش السوق " تقليل الكميات المعروضه , وخلق أزمه لرفع الأسعار . " شغل عفاريت "

·       تعويم الجنيه : قرار التعويم الأخير فى 2023 كان سبب رئيسى فى زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى من تقاوى , وأسمده , ومبيدات . وكما فى زيادة أجور العمال , ومصاريف النقل , وفواتير الكهربا لزوم تشغيل مواتير مياه الرى , وماكينات الحصاد . وطبعا ده أدى لرفع تكاليف الإنتاج بصوره كبيره .

·       تهريب الرز : التهريب حقيقه معترف بيها , وسبب من أسباب ظاهرة السوق الموازيه .  وهى محل نظر ومرفوضه . " أنا مشفتش حاجه " .

زراعة الرز فى سطور :

1)   تنتج مصر 4 مليون طن رز أبيض .

2)   إجمالى إنتاج مصر من شعير الرز فى حدود 6 مليون طن .

3)   طن شعير الرز يعطى 70 % رز أبيض , و30 %  تبن , وقش رز , ومخلفات أعلاف .

4)   مصر فى المركز الـ 11 من بين أكبر منتجى الرز فى العالم .

5)   552 مليون طن حجم الإنتاج العالمى من الرز . وتحتل الصين المركز الأول فى حجم الإنتاج .

6)   حجم إستهلاك مصر السنوى من محصول الرز 3,6 مليون طن .

7)   الرز محصول صيفى موسم زراعته يبدأ من 20 إبريل , وحتى 15 مايو .

8)   تكاليف زراعة فدان الرز زادت خلال 4 سنين من , 5,5 ألف جنيه , إلى 8 لألاف جنيه , وبعد قرار التعويم فى 2023 تضاعفت تكاليف الزراعه إلى 17 ألف جنيه .

9)   9 محافظات تحتكر زراعة الرز , منها 5 محافظات للأراضى القديمه فى دلتا مصر هى ( كفر الشيخ – البحيره – الغربيه – الشرقيه = الدقهليه ) , و5 محافظات للأراضى الملحيه هى ( دمياط – بورسعيد – الأسكندريه – الإسماعيليه ) .

10)                      زراعات الصوب الزراعيه زراعات متأخره , والحصاد يستمر حتى شهر 11 " نوفمبر .

الرز قبل وبعد المنع والتجريم وقرار التعويم

حكاية الرز اللى شاغل الناس , وشاغلنا معاه قبل , وبعد لغز الألغاز كان بسلامته عادى .. عادى جدا حتى السنه اللى فاتت 2023 . كان موجود وبوفره فى السوق , وسعره رخيص قد الحال . لكن بعد دخوله دايرة الحظر , والمنع , والتجريم أصبح الرز فى خبر كان , هو أس مشاكل الزراعه والفلاحين . وسبب نقص الميه فى كل مصر . وأصبح الفلاح الشاطر اللى " بيتشملل " فى زراعة الرز , وبيزيد أراضى  الزراعه مخالف , وفى نظر القانون والحكومه متهم ومطلوب حيا وميتا . وبعد قرار " التعويم " خد كتف قانونى . كله إتغير حاله . مصاريف الزراعه بقت نار , والرز بقى حاجه تانيه سلعه عزيزه الكل عاوز يفوز بيها . ومع جشع التجار السعر بقى فى العلالى حسب المزاج للى يدفع أكتر . " عاوز ولا غاوى تنام خفيف " .


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية