معهد بحوث أمراض النباتات يستقبل وفدًا من 12 دولة أفريقية

استقبل معهد بحوث أمراض النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية وفدًا أفريقيًا يضم 23 فردًا من 12 دولة، وذلك في إطار توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، لتعزيز التعاون بين مركز البحوث الزراعية والمؤسسات المحلية والدولية لدعم البحث العلمي الزراعي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وتحت إشراف الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس المركز.  

ووجّه الدكتور محسن السيد أبو رحاب، مدير المعهد، فريقًا لاستقبال الوفد، ضم كلًا من الدكتورة سحر عبد العزيز يوسف، وكيل المعهد للإرشاد والتدريب، والدكتور عبد الناصر بدوي السيد، وكيل المعهد للإنتاج، والدكتور محمود محمد حسانين، المتحدث الإعلامي للمعهد.  

تأتي هذه الزيارة في إطار التعاون العلمي وتبادل المعرفة بين الدول الأفريقية، وتعزيز دور البحث العلمي في خدمة القطاع الزراعي ومكافحة الأمراض النباتية التي تهدد الأمن الغذائي في القارة. افتتحت الدكتورة سحر يوسف اللقاء بكلمة ترحيبية، أكدت فيها أهمية التعاون الأفريقي في مجال البحث العلمي، وضرورة تبادل الخبرات لمواجهة التحديات المشتركة في القطاع الزراعي، كما قدمت نبذة عن أنشطة وأقسام المعهد. بعدها، استعرض الدكتور عبد الناصر بدوي السيد أبرز البرامج البحثية التي ينفذها المعهد على مستوى الجمهورية.  

خلال الزيارة، اطلع الوفد على عدد من المعامل المتخصصة، حيث قُدمت لهم عروض تفصيلية حول أحدث التقنيات المستخدمة في تشخيص الأمراض النباتية ومكافحتها. شملت الجولة قسم بحوث الفيروس والفيتوبلازما، حيث قُدم عرض تفصيلي عن أنشطة القسم ودوره في مراقبة وتشخيص الفيروسات النباتية التي تؤثر على الإنتاج الزراعي. كما زار الوفد معمل البيولوجيا الجزيئية، حيث استعرض الباحثون كيفية فحص العينات النباتية على المستوى الجزيئي باستخدام أحدث التقنيات المخبرية، مثل **PCR و RT-PCR**، مع تنفيذ تجربة عملية حول كيفية قراءة النتائج وتفسيرها.  

في معمل السيرولوجي، تم تقديم شرح حول تقنيات الفحص باستخدام  ELISAلتشخيص الأمراض الفيروسية، مع توضيح الفرق بين Direct ELISA و Indirect ELISA، واستعراض آليات التأكد من دقة النتائج. كما زار الوفد معمل زراعة الأنسجة، حيث تم تناول أهمية زراعة الأنسجة في إنتاج نباتات خالية من الأمراض الفيروسية، مع شرح المراحل المختلفة بدءًا من اختيار الأنسجة النباتية السليمة، وصولًا إلى عمليات التكاثر والأقلمة.  

وزار الوفد قسم بحوث الفطريات وحصر الأمراض، حيث تم تقديم شرح عن طرق تشخيص الأمراض الفطرية التي تصيب المجموع الجذري والخضري، وأساليب التعرف على الفطريات الممرضة للنبات والعزل والتوصيات العلاجية، بالإضافة إلى التعريف بمعمل فحص ممرضات النبات الحجرية ومعمل بحوث النانوتكنولوجي لإيجاد بدائل للمبيدات التقليدية.  

شملت الزيارة أيضًا قسم بحوث الأمراض النيماتودية، حيث تبادل الوفد والباحثون الخبرات حول أساليب البحث الحديثة في دراسة الأمراض النيماتودية التي تؤثر على المحاصيل الزراعية، مع تقديم عرض تفصيلي حول الكشف المبكر عن الطفيليات النيماتودية، وتأثيراتها على الإنتاج الزراعي، وطرق المكافحة المختلفة، سواء بالأساليب الطبيعية مثل التشميس وإزالة البقايا النباتية المصابة، أو عبر المبيدات الحيوية والمكافحة الكيميائية في حالات الإصابة الشديدة. كما تم عرض نماذج محفوظة للأمراض النيماتودية، مثل نيماتودا تعقد الجذور ونيماتودا التدهور البطيء في الموالح**.  

شهدت الزيارة مناقشات مفتوحة بين أعضاء الوفد والباحثين، تناولت أحدث التقنيات المستخدمة في تشخيص الأمراض النباتية وأساليب مكافحتها، وأعرب أعضاء الوفد عن تقديرهم للمجهودات البحثية التي يبذلها المعهد، مؤكدين رغبتهم في تبني بعض هذه التقنيات في بلدانهم. واختُتمت الزيارة بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية في مجال البحث العلمي، مع طرح أفكار لمشروعات بحثية مشتركة تسهم في تطوير الزراعة المستدامة وحماية المحاصيل من الأمراض.