البحوث الزراعية ينظم ورشة عمل عن الزراعة الذكية

نظم مركز البحوث الزراعية، من خلال لجنة المؤتمرات وورش العمل ومعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، ورشة عمل تقنية متخصصة بعنوان "الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في خدمة الزراعة الذكية"، وذلك بمقر المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف.  

افتُتحت الورشة برئاسة الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، وبحضور نخبة من الخبراء والباحثين وممثلي المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، وشارك فيها 165 من العلماء والمتخصصين والمهتمين من مختلف الجهات.  

ألقى الدكتور علي إسماعيل، رئيس لجنة المؤتمرات، كلمة نيابة عن الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، الذي تعذّر حضوره بسبب ارتباطات رسمية، حيث رحّب بالمشاركين ناقلًا إليهم تحيات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، راعي الفعالية. وأكد في كلمته أن هذه الورشة تأتي في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع الزراعي، نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة والتحديات البيئية والمناخية، مما يتطلب البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة.  

وأشار الدكتور عبد العظيم إلى أهمية التحول الرقمي في القطاع الزراعي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات تطوير الزراعة الحديثة، حيث يساهم في تحسين الإنتاجية، وتقليل الهدر، وإدارة الموارد بكفاءة أعلى. كما أوضح أن الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي تمثل نقلة نوعية في إدارة الأراضي والموارد المائية، وتحقيق الأمن الغذائي، وهو ما تهدف الورشة إلى تسليط الضوء عليه من خلال محاضرات علمية وجلسات حوارية متخصصة.  

وأكد أن تطبيقات الاستشعار عن بعد توفر بيانات دقيقة تساعد المزارعين والباحثين على مراقبة صحة المحاصيل، وتقييم خصوبة التربة، ورصد وإدارة الموارد المائية، مما يسهم في تحقيق استدامة الإنتاج الزراعي. كما أن نظم المعلومات الجغرافية (GIS) تتيح إمكانية رسم خرائط زراعية دقيقة، وتحليل التغيرات المناخية، واتخاذ قرارات زراعية قائمة على بيانات علمية موثوقة.  

وأوضح أن هذه الورشة تُعد منصة علمية متخصصة تجمع نخبة من الخبراء والباحثين وأصحاب القرار لمناقشة آفاق التقنيات الحديثة وتطبيقاتها في المزارع المصرية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية، والشركات المتخصصة، والجهات الحكومية لتطوير استراتيجيات قائمة على الابتكار والتكنولوجيا. وأشار إلى أن الورشة لا تقتصر على عرض المعلومات، بل تهدف إلى تقديم حلول عملية قابلة للتطبيق في الحقول الزراعية، بما يعزز الأمن الغذائي ويحقق الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية.  

كما شدّد الدكتور عبد العظيم على أن التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص أصبح ضرورة ملحّة لدفع عجلة التقدم في المجال الزراعي، مؤكدًا أن الابتكار في الزراعة الذكية، والزراعة الدقيقة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحقق نجاحًا حقيقيًا دون تكاتف جهود كافة الجهات الفاعلة. وأعرب عن أمله في أن تسهم الورشة في خلق شراكات جديدة ونقل التكنولوجيا الحديثة من مراكز البحث إلى الحقول الزراعية.  

شملت الورشة عددًا من الجلسات العلمية التي تناولت دور الاستشعار عن بعد في تطوير الزراعة الذكية، قدمها الدكتور عبد العزيز بلال، رئيس شعبة التطبيقات الزراعية والتربة وعلوم الفضاء بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد ونظم الفضاء. كما تناولت تطبيقات الاستشعار عن بعد لتعريف الموارد الأرضية وتعظيم استخدامها الزراعي، ألقاها الدكتور عفيفي عباس، رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة. وناقشت الجلسات دور تطبيق WaPOR في رصد التغيرات المناخية، قدمها الدكتور هشام أبو السعود، ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو). كما تطرق المهندس سامح الحمامي من شركة Trimble الأمريكية إلى الزراعة الذكية وتحسين الإنتاجية وصحة التربة، في حين قدم الدكتور خالد كامل، وكيل كلية الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بني سويف، محاضرة حول دور تقنيات الزراعة الدقيقة والذكاء الاصطناعي في التوسع الرأسي وتلبية احتياجات الأمن الغذائي.  

أسفرت الورشة عن مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها تعزيز استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد في إدارة الموارد الزراعية والمائية، وتوسيع نطاق تطبيق نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط الزراعي وتحليل التغيرات المناخية، ودعم الشراكات بين مراكز البحوث الزراعية والقطاع الخاص لتطوير حلول زراعية ذكية، وتوفير برامج تدريبية للمزارعين والمهندسين الزراعيين حول أحدث تقنيات الزراعة الذكية، وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية الرقمية للقطاع الزراعي.  

في ختام الفعالية، أكد الدكتور علي إسماعيل، رئيس لجنة المؤتمرات وورش العمل، أن المشاركين شددوا على أهمية التعاون بين المؤسسات العلمية للاستفادة من التقنيات الحديثة وتطبيق الزراعة الدقيقة والاستشعار عن بعد لتقليل تكاليف العمليات الزراعية وترشيد استخدام الموارد مثل المياه والأسمدة والبذور ومكافحة الحشائش. كما أشار إلى أهمية العودة إلى الدورة الزراعية والتجميع الزراعي ودعم التكنولوجيا الذكية لخدمة المزارعين، لما لذلك من أثر إيجابي في تحقيق الاستدامة، وزيادة الإنتاجية، وتحسين جودة المنتجات الزراعية لتعزيز تنافسيتها وزيادة الصادرات.  

وأكد على ضرورة استمرار عقد الفعاليات العلمية والتدريبية التي تسلط الضوء على أحدث المستجدات التكنولوجية في القطاع الزراعي، مع التأكيد على أهمية نقل هذه التقنيات إلى الحقول والمزارع لضمان تحقيق تنمية زراعية مستدامة.