د. عزيزة ثروة تكتب عن مشروبات الطاقة

الأحد 15 يونيو 2025 11:10 ص
شارك الخبر

شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمشروبات الطاقة بين الشباب والمراهقين، حتى أصبحت ظاهرة مقلقة في كثير من المجتمعات، وعلى رأسها المجتمع المصري. هذه المشروبات تُسوَّق على أنها وسيلة سريعة لزيادة النشاط والتركيز وتحسين الأداء البدني والعقلي، لكنها في الواقع تخفي خلف مظهرها الجذّاب العديد من الأضرار الصحية والنفسية

تعريف مشروبات الطاقة ومكوناتها

مشروبات الطاقة هي مشروبات غير كحولية تُستخدم لزيادة النشاط البدني والذهني. تحتوي بشكل رئيسي على الكافيين، السكر، الجلوكورونولاكتون، التورينوجوار اناوتامين وفي بعض الأنواع تُضاف مستخلصات نباتية وبعض الفيتامينات والجنسينج  وتصل نسبة الكافيين في بعضها إلى ثلاثة أضعاف ما تحتويه القهوة. 

انتشار مشروبات الطاقة بين الشباب

يرجع انتشار هذه المشروبات بين الشباب إلى عدة عوامل، منها الإعلانات الجذابة، الربط بين تناولها والنجاح الرياضي أو التفوق الذهني، وسهولة توفرها في المحلات التجارية. وغالبًا ما يتناولها الشباب قبل الامتحانات أو أثناء ممارسة الرياضة، ظنًا منهم أنها تُحسّن الأداء

الآثار الضارة لمشروبات الطاقة على الشباب والمراهقين

رغم ما يُروّج عنها، فإن مشروبات الطاقة تُعد خطرًا صحيًا حقيقيًا، خاصة عند الإفراط في تناولها، ومن أبرز أضرارها:

 زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم

القلق والتوتر واضطرابات النوم

 الاعتماد النفسي والإدمان على الكافيين

 مشاكل في الكبد والكلى عند الاستهلاك المزمن

 خطر على مرضى السكري بسبب ارتفاع نسبة السكر

وتسبب الصداع والارق  تأثيرات سلبية على النمو عند المراهقين

ضرورة وضع ضوابط لبيعها

من الضروري أن تتدخل الجهات المختصة لوضع ضوابط صارمة لبيع مشروبات الطاقة، مثل

 منع بيعها لمن هم دون 18 عامًا

منع بيعها في المدارس والجامعات

 إجبار الشركات على وضع تحذيرات واضحة على العبوة

 وضع ضرائب خاصة للحد من استهلاكهاوايضا لا ينصح بتناول هذه المشروبات للحوامل والاطفال

دور الإعلام في انتشارها

للإعلام دور مزدوج فهو من جهة يساهم في الترويج الواسع لمشروبات الطاقة من خلال الإعلانات المبهرة ومن جهة أخرى يمكنه أن يلعب دورًا توعويًا كبيرًا 

من خلال تقديم برامج ومحتويات تشرح الأضرار الصحية., تشجيع أنماط الحياة الصحية, عرض تجارب حقيقية لأشخاص تأثروا سلبًا بتناولها

أماكن الترويج لمشروبات الطاقة

غالبًا ما تُروّج مشروبات الطاقة في

 صالات الألعاب الرياضية

 محطات الوقود والمحال التجارية

 الجامعات والمدارس من خلال عربات البيع المتنقلة

 منصات التواصل الاجتماعي من خلال المؤثرين

هل هناك ضرورة لتناولها

في الواقع، معظم الناس وخاصةً الشباب والمراهقين لا يحتاجون إلى مشروبات الطاقة، بل يمكن أن يحصلوا على النشاط والتركيز من خلال التغذية السليمة والنوم الكافي وممارسة الرياضة

البدائل الصحية لمشروبات الطاقة

هناك العديد من البدائل الصحية التي يمكن أن تمنح الجسم النشاط والتركيز دون آثار جانبية، منها

 الماء البارد مع شريحة ليمون

 العصائر الطبيعية الطازجةمثل الليمون والبرتقال والنعناع 

المكسرات الانها غنيه باوميجا 3

 الشاي الأخضر أو الأعشاب الطبيعية

 التمارين الصباحية والتنفس العميق

دور الإعلام والبحث العلمي في إيجاد الحلول

يجب أن يتعاون الإعلام مع مراكز البحث العلمي لتقديم بدائل حقيقية 

 تسليط الضوء على الأبحاث التي توضح الأضرار الحقيقية

 تشجيع الباحثين على تطوير مشروبات طبيعية بديلة

 إطلاق حملات إعلامية شاملة لتوعية الأسرة والشباب

هل الأسواق بحاجة لضوابط

نعم فالأسواق اليوم تُعاني من الفوضى في توزيع وبيع مشروبات الطاقة. يجب على الدولة أن

 تفرض رقابة على الإعلانات الموجهة لصغار السن

 تُجرّم بيع المشروبات المنشطة بدون رقابة

 تُشجع منتجات بديلة وصحية محليّة الصنع

انتشار مشروبات الطاقة بين الشباب والمراهقين لم يعُد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح خطرًا يهدد الصحة العامة. من الضروري أن تتكاتف الجهود بين الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والجهات الرقابية للحد من هذا الخطر وتوجيه الشباب نحو بدائل صحية ومستقبل أكثر وعيًا وسلامة

مقال 

مشروبات الطاقة: بين الانتشار الواسع والمخاطر الخفية على الشباب

اعداد د/عزيزة ثروت جمال

باحث بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية



أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية