مقــــالات الإثنين 16 يونيو 2025 05:23 م تُعد صناعة السكر من الصناعات الإستراتيجية في العديد من الدول، لما تمثله من أهمية اقتصادية، إذ تساهم في دعم الناتج المحلي وتوفير فرص العمل بالإضافة لدورة المحوري في الصناعات الغذائية، حيث يدخل السكر كمكون رئيسي في العديد من المنتجات و في ظل ما يشهده النظام الغذائي العالمي من تغيرات متسارعة في العادات وأنماط الإستهلاك ، أصبح من الواضح أن السكر كمكون غذائي حاضر بكثرة في المنتجات المصنعة والمشروبات المحلاة قد تحول من عنصر مكمل إلى سبب رئيسي مؤرق للصحة العامة. فالسكر من العناصر الأساسية في النظام الغذائي للعديد من المصريين، حيث يدخل في مختلف أنواع الأغذية والمشروبات التقليدية ورغم هذا الدور الحيوي ، فإن الإرتفاع المفرط في استهلاكه يُعدّ من أخطر التحديات الصحية خلال العقود الأخيرة التي تواجه المجتمع المصري، لما له من آثار سلبية مباشرة واسعة النطاق على الصحة العامة شملت تفشي الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة و تسوس الأسنان و زيادة مستويات الدهون الثلاثية مما يزيد من خطر أمراض القلب و بالتالى زيادة الضغط على أنظمة الرعاية الصحية و تراجع جودة الحياة في المجتمعات , لذا فإن ترشيد إستهلاك السكر لم يعد خياراً فردياً بل أصبح ضرورة وطنية تستدعي تدخلاً شاملاً من الدولة والمجتمع على حد سواء.ومع هذه التحديات الصحية، أصبح من الضروري العمل على ترشيد وتقنين إستهلاك السكر، ليس فقط من خلال التوعية الفردية، بل من خلال تبنّي سياسات عامة وتشجيع الصناعات الغذائية على استخدام بدائل صحية.لماذا أصبح الترشيد ضرورة ...؟ 1- التغير في نمط الحياة حيث أصبح كثير من الأفراد يعتمدون على الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة، ما زاد من استهلاكهم اليومي للسكر بشكل غير واعٍ .2- قلة النشاط البدني مع نمط حياة أقل حركة بسبب التكنولوجيا والعمل المكتبي يؤدى إلى زيادة خطر تراكم السعرات الحرارية من السكر دون حرقها، مما يؤدي إلى السمنة والمشاكل الصحية.3- السكر المخفي فالعديد من المنتجات الغذائية حتى التي لا تبدو حلوة المذاق تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف (مثل الصلصات، الزبادي، رقائق الإفطار).تشير الإحصائيات إلى أن متوسط إستهلاك الفرد للسكر في مصر يتجاوز الحد الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، وهو 25 جراماً يومياً وترتبط هذه النسب المرتفعة بإنتشار المنتجات المصنعة عالية السكر، خاصة بين الأطفال والشباب. وكنتيجة لذلك إرتفعت معدلات السمنة بشكل ملحوظ، حيث أظهرت بعض الدراسات أن حوالي 40% من المصريين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة، بينما إرتفعت معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى مستويات مقلقة.السكر من منظور إقتصادى و سيكولوجى و عندما تتجلى المفارقة يين صناعة حيوية و منتج مؤرق حينما يحيد إستهلاكة عن الحدود المنضبطة فالسكر منتج إقتصادى مهم لكنه في نفس الوقت، سبب رئيسي للأمراض المرتبطة بنمط الحياة و عند النظر بإعتبارات إقتصادية (المنشأت الغذائية) فإن السكر أحد أرخص المكونات المستخدمة في الصناعات الغذائية، فهو رخيص وسهل التوظيف في المنتجات و يُستخدم لتعزيز الطعم وزيادة الإقبال على المنتجات بأقل تكلفة في حين إستخدام بدائل السكر (مثل العسل، ستيفيا، سكر جوز الهند) أعلى تكلفة وقد تقلل من هامش الربح كما أن هناك تردد إقتصادى و تجارى في التخلي عن السكر خوفاً من فقدان المستهلكين المعتادين على مذاق مُعين .أما المنظور السيكولوجي و هو المعنى بالمستهلك فالسكر يُلبي رغبات المستهلكين في الطعم الحلو، ويؤثر في مراكز المتعة بالمخ، مما يعزز التعلق النفسي به, كما إن الإعتياد علية يُنشئ ما يشبه "الإدمان الخفيف"، ما يجعل تقليل الحلاوة صعباً دون بدائل تدريجية بجانب أن الكثير من المستهلكين لا يميزون بين السكر الطبيعي والمضاف، مما يصعّب جهود التوعية.إن إتباع نظام غذائي متوازن ( الحصول على المواد الغذائية التى يتناولها الفرد بصورة متكاملة و متنوعة و بكميات ملائمة ) متوافق مع كلاً من ثقافة إستهلاكية وعادات غذائية صحية و إيجابية مع تحقيق مبدأ عدم الإسراف وفقًا لقوله تعالى " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا " ( سورة الأعراف الأية 31) يضمن تحقيق نمط حياة صحى و جودة حياة متميزة , فالله سبحانه وتعالى أمر عباده بالأكل والشرب دون إسراف، وهو توجيه رباني يجمع بين تلبية الحاجات الجسدية والالتزام بضوابط صحية وأخلاقية ومن أبرز صور الإسراف في عصرنا الحالي الإفراط في إستهلاك السكر، سواء في الأغذية المصنعة أو المشروبات المحلاة، مما يؤدي إلى أضرار صحية متعددة - لذلك فإن ترشيد استهلاك السكر ليس مجرد قرار صحي فردي، بل هو تطبيق عملي لقيم دينية وثقافية تدعو إلى الإعتدال والوعي الاستهلاكي، مما ينعكس إيجاباً على صحة الفرد والمجتمع كما أن تبني عادات غذائية صحية وترشيد إستهلاك السكر لا يعني الحرمان، بل هو أسلوب حياة يحقق التوازن، ويمنح الجسم طاقة وصحة على المدى الطويل كما أن التوعية والإلتزام هما مفتاح النجاح في هذا المجال .إن ترشيد استهلاك السكر لم يعد خياراً رفاهياً أو سلوكًاً فردياً فقط، بل هو ضرورة صحية ومجتمعية تفرضها التحديات التي نعيشها في ظل نمط الحياة الحديث، ويُعد خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر وعياً وصحة - إن حل معضلة استهلاك السكر أو ترشيدة لا يمكن أن يكون مجرد دعوة صحية منعزلة، بل هو قضية معقدة تتطلب فهماً دقيقاً لتشابك العوامل الإقتصادية، النفسية، والتجارية و تحتاج لإجراء بحثاً عميقاً وفحصاً دقيقاً لأبعاد الصناعة وتأثيراتها الإقتصادية مع إجراء تقييماً علمياً لطبيعة الإستهلاك المحلي والعالمي , مع ضرورة إجراء موازنة ذكية و دقيقة لإستدامة صناعة السكر و الحفاظ على صحة المجتمع بترشيد إستهلاكه دون الإضرار بالصناعة مع تحقيق الربح و رضا المستهلك و تتمثل الموازنة فى إجراء النقاط التالية : 1- تحفيز الإنتاج المسئول مع تنفيذ إستراتيجية صناعية تدريجية تتمثل فى تقليل نسبة السكر في المنتجات بشكل تدريجي دون التأثير المباشر على الطعم , مع إمكانية إستخدام مزيج من السكر وبدائل طبيعية لتحقيق توازن اقتصادي وصحي و دعم الأبحاث في مجال المحليات الطبيعية والبدائل الصحية.2- تنويع إستخدامات السكر في الصناعة و إستثماره في صناعات أخرى مثل الوقود الحيوي أو الصناعات الكيميائية، للحد من الضغط على قطاع الأغذية.3- تعزيز ثقافة " المنتج الصحي" بالعمل على تحويل الوعي الغذائي إلى ميزة تسويقية فالمستهلك اليوم أكثر وعيًا ومستعد لدفع المزيد مقابل منتج صحي.4- سن سياسات تنظيمية ذكية تتمثل فى دعم حكومى و تشريعى تضمن فرض ضرائب على المنتجات مرتفعة السكر مع وضع حدود لنسب السكر المضاف في الأغذية خاصة الموجهة للأطفال مع منح حوافز ضريبية للمنتجات قليلة السكر أو الخالية منه.5- التوعية المجتمعية من منظور وطني مع توجيه حملات تثقيفية لا تهاجم صناعة السكر، بل توازن بين دورها وضرورة تقنين الإستهلاك مع وضع برامج توعية سيكولوجية وتذوقية تتضمن تدريب الذوق العام على تقبل مستويات أقل من الحلاوة و تشجيع الأطفال من الصغر على الاعتياد على بدائل طبيعية. إن ترشيد إستهلاك السكر في ظل كونه صناعة إستراتيجية هو تحدٍ وطني ومجتمعي يتطلب تعاوناً بين الجهات البحثية والصحية والرقابية و القطاع الصناعي والمستهلكين أنفسهم ( تقليل كمية السكر في المشروبات اليومية، إستبدال الحلويات الصناعية بالفواكه الطبيعية، إختيار منتجات منخفضة أو خالية من السكر المضاف وقراءة مكونات المنتجات قبل شرائها - تغيير الذوق العام بالتقليل التدريجي من الحلاوة و دعم استخدام المحليات الطبيعية والبدائل الصحية في الصناعات الغذائية - كذلك، يجب على الأمهات والآباء الانتباه إلى العادات الغذائية لأطفالهم، وتقديم نماذج صحية جيدة ) إن ترشيد إستهلاك السكر ليس صراعاً بين الإقتصاد والصحة، بل فرصة لتحقيق التوازن الذكي بين الإنتاج المستدام والاستهلاك الآمن.مقال ترشيد إستهلاك السكر: التحديات والحلولد/ أسامة محمد مبروك الشيخ باحث بقسم بحوث الحاصلات البستانية – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ترشيد استهلاك السكراستهلاك السكر وزارة الزراعة تكنولوجيا الأغذية المنتجات المصنعة المشروبات المحلاة
د. مها إبراهيم تكتب عن بذور الريحان الفوائد الغذائية والصحيةالريحان (Ocimum basilicum L.) ، المعروف باسم "الريحان الحلو"، هو نبات عطري معمر ينتمي إلى عائلة (Labiatae) ، وتعود تسمية "الريحان" إلى الكلمة اليونانية "Basileus" التي تعني "الملكي..
بحوث الصحة الحيوانية يحصل على تجديد الأيزو ١٧٠٢٥ أعلنت ا.د.سماح عيد مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية، أحد أبرز الصروح العلمية التابعة لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تجديد منح الاعتماد من قِبل المجلس ا..
د. محمود إبراهيم يكتب عن تلوث الغذاء بالأفلاتوكسين وعلاقته بأمراض السرطان الأفلاتوكسينات هي نواتج أيضية شديدة السمية تنتج بواسطة بعض أنواع الفطرايات أهمها أسبرجلس فلافوس Aspergillus flavus وأسبرجلس باراسيتكس Aspergillus parasiticus . وتغزو هذه الفطري..
مدير الإصلاح الزراعي يتفقد مشروعات وجمعيات الهيئة بالمنوفيةتفقد المهندس محمد الخطيب مدير الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، جهود وأنشطة الهيئة والمشروعات الانتاجية، والجمعيات، التابعة لها بمحافظة المنوفية. ..