حلول عملية لوقف نزيف الفاقد من حبوب القمح

الأربعاء 17 أغسطس 2022 04:07 م
شارك الخبر

كتب : هيثم صبرى

محصول القمح المحلي أمن قومي بلا شك، وهو خبز ١٠٠ مليون مواطن ومحط أنظار الباحثين والحكومة والفلاحين، حتي وإن عزف الملايين منهم عن زراعته.

 

في هذا السياق، أجري معهد بحوث الاقتصاد الزراعة دراسة موسعة شارك فيها عدد من الباحثين، لتحديد وتقدير الكميات المفقودة من القمح، ووضع طرق فعالة لإنهاء نزيف القمح المصري.

الدكتور علي عبد المحسن، مدیر معھد بحوث الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعیة، يؤكد أن الفاقد في المحاصیل الزراعیة، أحد المشكلات التي یعاني منھا القطاع الزراعي، بسبب عدم الالتزام بالطرق الحدیثة في الزراعة والري والحصاد لدى شریحة من المزارعین، وعدم اللجوء لاستخدام المیكنة الزراعیة في الحصاد وبصفة خاصة في محاصیل الحبوب.

وأشار الدكتور علي عبد المحسن، إلى أن الباحثین في معھد بحوث

الاقتصاد الزراعي، ومن خلال دراسة حول تقدیر الفاقد من محصول القمح، قسموا الفاقد إلى ثلاثة أنواع، حیث یتمثل النوع الاول في "الفاقد قبل الحصاد"، وھو یحدث قبل إجراء عملیة

الحصاد وأثناء وجود النبات في الحقل، أي یعتبر فاقد في مراحل الإنتاج، ویحدث بسبب مھاجمة بعض الحشرات للنبات قبل تمام

نضج المحصول في الحقل وبالتالي إصابة النباتات ببعض الأمراض البكتيریة، والفطریة والتي یكون لھا نتائج سلبیة على

كمیة المحصول النھائي، وكذلك تعرض النباتات والثمار والبذور لمھاجمة القوارض وأیضًا الطیور والعصافیر، وقد یكون ذلك في المراحل الأولى للإنبات وتكوین البادرات، مما یكون له أثر كبیر على إنتاجیة المحصول النھائي.

ومن الأسباب المھمة لفاقد ما قبل الحصاد، ترك النباتات بعد النضج في الحقل لإتمام الجفاف، وینتج ايضًا من عدم استخدام الطرق الحدیثة في الزراعة ویمكن السیطرة بنسبة كبیرة على الفاقد في ھذه المرحلة من الإنتاج.

وأوضحت الدراسة التي نفذها الدكتور أمین عبد الرءوف، رئیس بحوث متفرغ، والدكتورة إیمان رمزي، باحث أول، والدكتورة مفيدة السید باحث، والمھندس أحمد محمد، بمعھد بحوث الاقتصاد

الزراعي، أن النوع الثاني من الفاقد ھو "الفاقد أثناء الحصاد"، ویحدث في الفترة ما بین بدایة ونھایة عملیة الحصاد، ومن أسباب

حدوثه فرط الحبوب أثناء الحصاد، بسبب استخدام الطرق البدائیة في الحصاد أو جمع المحصول، وأیضًا یحدث عند جمع المحصول

في كومات انتظارًا للدراس، وعند استخدام طریقة الحصاد الیدوي او جمع المحصول یدویًا والنقل بالدواب لمكان الدراس مثل

الجرن، والتذریة الیدویة لفصل الحبوب عن القش أو التبن مثلاً، ويمكن تقلیل ھذا الفاقد للحد الأدنى باستخدام الآلات الحدیثة والمیكنة في الحصاد، أما فاقد ما بعد الحصاد، فیحدث خلال الفترة ما بین انتھاء عملیة الحصاد إلى تجھیز المحصول النھائي أو

استخدامه للتصنیع وھو الجزء من الغذاء الذي لا یصل للمستھلك العادي، والذي یفقد خلال مراحل النقل والتخزین والتسویق،

وتجدر الإشارة إلى أنه لا یندرج تحت ھذا المعنى الفاقد الناشئ من الحرائق والسرقات والكوارث.

وأشار الدكتور علي عبد المحسن، إلى وجود ثلاثة أشكال من الفاقد بعد الحصاد وھى، الفاقد الطبیعي، والفاقد في الجودة، والفاقد في القيمة الغذائیة، أما الفاقد الطبیعي، فینتج من استخدام الأسالیب البدائية في العملیات التي تتم على المحصول بعد الحصاد بالإضافة إلى العوامل الأخرى، التي منھا التھام القوارض والطیور لجزء من

المحصول، بالإضافة لفقد المحتوى المائي للحبة وضمورھا، ویظھر ھذا الفقد كعجز تخزیني وھذا یحدث نتیجة تسرب أو سقوط

ھذه المواد من الأجولة أو العبوات التالفة أو المقطوعة أو بسبب السرقة أو نتیجة لإصابتھا بالآفات المختلفة.

 

واوصت الدراسة بضرورة توفیر تقاوي من مصادر معتمدة مقاومة للأمراض

الفطریة، والتوسع في الاستخدام التكنولوجي المیكانیكي في الحصاد لتقلیل نسبة الفاقد، وتوفیر مبیدات مقاومة للآفات

والقوارض في الحقل وأماكن التخزین، وكذلك تفعیل دور

المرشدین الزراعیین بتوعیة المزارعین بعدم ترك المحصول لفترة طويلة في الحقل بعد تمام النضج، وتوفیر المنافذ الحكومیة لاستلام المحصول في القرى والصوامع بالمراك


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية