مشروع مكافحة " العفن " صاحب تجربة التكويد والرقابة بالأقمار الإصطناعية

كتب : طلعت الطرابيشى

التربة .. والرطوبة .. والضوء الثالوث الخطر المسبب للعدوى البكتيرية

منظومة المكافحة المتكاملة وراء زيادة الصادرات لـ 848 ألف طن

صادرات البطاطس المصرية مرحب بها فى جميع الأسواق العالمية .وتحظى بإقبال غير مسبوق . نتيجة لخضوعها لمنظومة متكاملة من الرقابة , والتدقيق فى جميع مراحل الزراعة , وحتى الحصاد . مما جعل محصول البطاطس خاليا من أفة " العفن البنى " , وأكثر أمانا لصحة الإنسان .

ويرجع السبب فى إقبال الأسواق على البطاطس المصرية , إلى يقظة مشروع مكافحة العفن البنى , فى تطبيق إجراءات السلامة , , وتوفير البيئة المناسبة للزراعة . مما ساهم فى حماية المحصول من الإصابة بالأمراض والأفات الزراعية . مما كان له الأثر فى المحافظة على جودتالإنتاج , وتشجيع المزارعين والمستثمرين على التوسع فى الإنتاج , وزيادة الإنتاجية . خاصة وان مرض " العفن البنى " يعتبر من الأفات الخطرة .. نظرا لتصدرها قائمة السلع الزراعية المحظورة فى الأسواق الخارجية .

ويمكن إيجاز خطر مرض " العفن البنى " , بانه مرض " بكتيرى " قاتل ومميت لمحصول البطاطس , يخشاه منتجو ومصدرو البطاطس . لما يسببه المرض من كوارث على الإنتاج , , وأضرار كبيرة على أصحاب المزارع , وسمعة الصادرات المصرية .

ويحسب لمشروع مكافحة العفن البنى دوره المهم , فى الحيلولة دون تسرب الأفة " اللعينة " إلى المحصول , والذى يعد فى مقدمة المحاصيل الإقتصادية . ويحتل المركز الثانى فى قائمة صادرات الحاصلات الزراعية المصرية على مستوى العالم بعد الموالح .

" منظومة معامل مشروع المكافحة "

يذكر أن وزارة الزراعة كانت سباقة فى مواجهة هذه الآفة القاتلة . من خلال الإنتباه مبكرا لخطرها , وإتخاذها خطوات إستباقية لمكافحة العفن البنى . وقد بدأ إطلاق مشروع مكافحة العفن البنى عام 1974 . أى قبل نصف قرن من إنتشاره وتغلغله فى الزراعات . والذى يعد أول مشروع متخصص للمكافحة المتكاملة على مستوى منطقة الشرق الأوسط , وأفريقيا .

و يحسب لوزارة الزراعة , أنها تحوطت للمرض مسبقا . وإسراعها فى إتخاذ كل الإجراءات والتدابير الوقائية المتقدمة فى الزراعة , لتجنب مخاطر التعرض الإصابة بالمرض – بإعتباره - أحد أهم محاصيل المحاصيل ذو الأهمية الإقتصادية , والمحببة فى جميع موائد الأسر ,  . وذلك بإحكام الرقابة على جميع مراحل الزراعة . بداية من تشديد عمليات الفحص والرقابة على التقاوى الزراعية , ,  وإخضاع جميع رسائل التقاوى المستوردة لعمليات الفحص والتفتيش , وتحليل العينات قبل الإفراج عنها . والإشراف على عمليات نقل وتخزين التقاوى , ثم مراحل الزراعة , وحتى الحصاد . وذلك من خلال منظومة متكاملة تحت إشراف مهندسى المشروع  .

" الأيزو 17025"

وتشير الدكتورة نجلاء بلابل مديرة معمل مكافحة العفن البنى , المعمل معد بكافة التجهيزات والتقنيات التكنولوجية الحديثة , ومنذ إنشائه يشهد لعمليات تطوير مستمرة . إلى جانب عمليات التقييم والمراجعة .  وقد ترتب على تطبيقه المعمل للإشتراطات والمعايير الدولية , حصوله على شهادة الإعتماد والجودة " الأيزو 17025 " عام 2020

يضم مشروع مكافحة العفن البنى , 4 معامل متخصصة فى نظم الجودة , والكشف الجزيئى عن مختلف أنواع البكتريا المسببة لمرض العفن البنى فى البطاطس . وتشمل المعامل : معمل التكويد . ويختص بتنفيذ الإجراءات الفنية اللازمة , لتطبيق نظام إعتماد صلاحية "  تكويد " المزارع الخالية من المرض , ومعمل تقطيع وتجهيز عينات درنات البطاطس للفحص الحقلى والميكروسكوبى . ثم معمل البصمة الوراثية , ومعمل البكترولوجى , والذى يقوم فى حالة إكتشاف الإصابة بالمرض , أجراء عمليات العزل . وأيضا حقن الصوب فى حالة الزراعات المحمية

" رقابة المزارع بالأقمار الإصطناعية "

ومن بين التقنيات التكنولوجية الحديثة التى يستعين بها المشروع فى عمله . قيام وحدة الرصد والمتابعة بإستخدام التصوير الفضائى عن طريق الأقمار الإصطناعية , لمتابعة أحوال المزارع . حيث يتم إلتقاط 5,5 مليون صورة فضائية كل موسم زراعى . بهدف تشديد عمليات الرقابة , والإطلاع على أحوال مزارع المناطق الخالية , ومتابعة مراحل الزراعة .

" تطبيق أول تجربة للتكويد "

وتشير الدكتورة " بلابل " إلى أن المشروع كان سباق فى تجربة تطبيق نظام " تكويد "  مزارع البطاطس , والذى يعد الأول من نوعه فى مصر منذ عام 1990 . الأمر الذى دفع الدولة مؤخرا إلى تعميم تجربة " التكويد " فى جميع الزراعات التصديرية . وقد تم بموجب هذا النظام حصر الأراضى الزراعية الخالية من العفن البنى  - تحت – إسم المناطق الخالية من المرض , والتى تتوافق مع مواصفات الإتحاد الأوربى . وهذه المناطق تعد بمثابة جواز مرور لنفاذ البطاطس إلى جميع الأسواق الخارجية  .

" شروط المناطق الخالية "

يذكر أن عدد المناطق الزراعية الخالية من العفن البنى فى مصر تتعدى رقم الـ 640 ألف فدان . وحجم الأراضى المنزرعة بالمحصول تتراوح بين 90 ألف , و100 فدان . وتتركز المناطق الخالية فى محافظات أسوان , ومنها منطقة شرق العو ينات . ومحافظات الوادى الجديد , والفيوم , والمنيا , ومرس مطروح , والبحيرة .

و لتحديد هذه المناطق الخاصة بالتصدير هناك شروط خاصة لابد من توافرها . تتمثل فى :

·       ألا تقل مساحة الأراضى المخصصة للزراعة عن 50 فدانا .

·        إقتصار الزراعة فى هذه المناطق على أصناف التقاوى المعتمدة , والمصرح بها من المعمل المركزى .

·       إلتزام المنتجين والمصدرين بالخضوع الكامل لمنظومة المعمل المركزى في إجراءات المكافحة , والرقابة , والتفتيش الدورى . ومنها إستيفاء إجراءات الفحص , وتحليل العينات . بداية من تحرير محضر بكافة الشروط , والإلتزامات قبل الزراعة . ومنها الخضوع لمسئولى المعمل بسحب عينات حقلية من المزارع لزراعات البطاطس عند عمر 75 يوما , لإجراء عمليات التحليل المعملى , والإستعداد لعمليات التفتيش والرقابة والفحص قبل موسم حصاد المحصول , وبعده . بهدف التأكد من أمان المحصول , وخلوه من الإصابة بأى فطريات بكتيرية .  

848 ألف طن صادرات العام الماضى

وقد أظهرت نتائج إلتزام المزارعين , وأصحاب المزارع بمنظومة المكافحة المتكاملة للمعمل المركزى , إرتفاع الطلبات التصديرية من عام إلى عام . حيث بلغ حجم الصادرات البطاطس طبقا للإتفاقيات المعلنة خلال عام 2022 حوالى 848 ألف طنا . بزيادة 48 ألف طنا عن السنوات السابقة . تمثل نسبة 87 % من إجمالى إنتاج محصول البطاطس الذى إستوفى شروط , وإجراءات الفحص , والبالغ 980 ألف طنا من مزارع المناطق الخالية .

التربة والمؤثرات الخارجية

وبالنسبة لأسباب إصابة زراعات البطاطس بمرض العفن البنى . فيمكن إيجازها فى : نوعين . النوع الأول إرتباط الزراعة بتربة مصابة بالعدوى البكتيرية , أو بإستخدام بذور مصابة بالعدوى , أو الدرنات . والنوع الثانى نتيجة مؤثرات خارجية للبيئة المحيطة بالزراعة . مثل شدة الضوء . فمع زيادة نسبة الضوء ينمو العائل البكتيرى المسبب للعفن البنى . وأيضا فى حالة زيادة نسبة الرطوبة فى التربة , أو الجو . نتيجة زيادة مياه الرى , أو سقوط الأمطار . مما يتسبب فى الإصابة بمرض العفن البنى , وتزيد الإصابة , وتظهر بصورة أكثر وضوحا عند جفاف التربة , وإرتفاع درجة الحرارة . وتساعد التربة الخفيفة , أو الرملية , والمشبعة بالمواد العضوية فى إنتشار العدوى .

6 توصيات لمكافحة العفن البنى

وتنحصر إجراءات المكافحة فى : 

1)   زراعة شتلات سليمة خالية من المرض .

2)   معاملة جزور الشتلات بمطهرات فطرية قبل الزراعة .

3)   إستخدام مبيدات فطرية مناسبة وموصى بها لوقاية البذور من الإصابة بالبكتيريا .

4)   تجنب الرطوبة العالية , ومراعاة الإعتدال فى الرى خلال الأسابيع الأولى من الزراعة .

5)   رش البادرات بمبيدات فطرية مخففة بالماء مرة واحدة أسبوعيا فى الشهر الأول من عمر النبات .

6)    تعقيم التربة , والأوعية والأدوات المستخدمة فى نقل وتخزين التقاوى .