الحلقة الثالثة : أوجاع محصول الذره الشاميه فى ملف الإكتفاء الذاتى

السبت 1 يونيو 2024 03:13 م
شارك الخبر

6,5 مليون طن الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك سنويا تزيد من فاتور الإستيراد

4 مليون فدان الحل الوحيد لزيادة الإنتاج للسوق المحلى وتجنب أزمة البروتين

كتب : طلعت الطرابيشى

الكلام عن الإكتفاء الذاتى فى " الدره الشاميه " مش هوجه وفض مجالس . ده حلم بيراودنا من سنين . لكنه لسه بعيد بعيد , ومش باين له أى أمارات قريبه , ومحتاج لوقت وجهد وشغل كتير لتحقيقه . لكن بعد مازادت أسعار اللحوم الحمرا , والبيضا , ومعاهم السمك , والبيض , واللبن , والجبنه وبقت " نار ياحبيبى نار " أصبح الكلام عن الدره مايتسكتش عليه . لحد كده " كلام جميل مانقدرش نقول حاجه عنه " على رأى ليلى مراد . وعلشان مانتهمش الدوله بالتقصير فى جهود ومحاولات بتم لكنها لسه ضعيفه وبطيئه - وإن - كانت " لسه الأمانى ممكنه "

زمان كان محصول الدره ولسنين طويله , هو المحصول الشعبى للمصريين , وحرفة الفلاحين , وكانت صورة عيدان الدره الخضرا  بنشوفها من بعيد . وهى مليا الغيطان حاجه تفرح . وماكنش فى بيت فى مصر يخلى من خزين الدره . بناكله مشوى على الفحم , ونار الفرن . ونعمل من حبوبه طحين للعيش , والباقى علف معتبر للمواشى والطيور . وكان المحصول بيكفى ويزيد عن حاجتنا , وحاجة الحيوانات " ده طبعا كان زماااااااان " .

لكن بعد ماراحت عليه , وقليلنا من زراعته لحساب القمح , ومحاصيل تانيه مكاسبها أكتر , زى الكانتلوب , والعنب , والفروله , والموز وغيرها من المحاصيل اللى خدت كتير من أراضى الدره . إنخفض إنتاج المحصول الشعبى اللى كان بيزيد ويفيض . أصبح مابيفكيش وقل قوى . وكله كوم والتلاتين , أو الـ 40 سنه الأخيره كوم تانى خالص . بعد الزيادة الكبيره فى عدد السكان , ودخول كتير من رجال الأعمال , والمربيين على خط الإستثمار فى مشاريع تربية المواشى , ومزارع السمك والدواجن . لجل توفير إحتياجات السوق من اللحوم ومنتجاتها . " نقول أيه ولاأييييييه " .

البروتين ومصانع العلف وراء زيادة الإستيراد

واللى ماكنش على البال ولا على الخاطر . زيادة مشاريع ومزارع الدواجن , والسمك ,  والعجول , اللى إتعملت علشان حل مشاكلنا مع البروتين . خلتنا " نضرب أخماس فى أسداس " , ونترحم على أيام زمان . ونمد إيدينا للغريب قبل القريب علشان نستورد الدره من كتر الطلب اللى زاد على الدره , لسد حاجتنا , وحاجة المزارع من العلف , ومصانع زيت الدره , والنشا , والورق , والخشب , وغيرها من صناعات الدوا , ومستحضرات التجميل . وده بكل أسف وأسى إتسبب فى وجود عجز كبير فى كل أنواع الدره البيضا , والصفرا , و" السيرجم , أو السيلاج " لزوم العلف . " وزاد الطين بله " عدم وجود أراضى كفايه للزراعه , لزيادة إنتاجنا من الدره لمواجهة الإستهلاك الكبير , واللى عمال بيزيد بإستمرار .

وحسب تقديرات منتجى الدواجن , وصل عدد مشاريع الدواجن لوحدها خلال العشرين سنه الأخيره لأكتر من ,  18 ألف مزرعه مرخصه من بين 60 ألف مشروع بيشتغل بدون ترخيص . تعدت إستثمارتها رقم الـ 100 مليار جنيه " ياللهول ". وده غير إستثمارات مشاريع تربية وتسمين العجول . وضيف ليهم المشروع القومى للبتلو , ومصانع إنتاج العلف .

6,5 مليون طن حجم الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك

بإختصار إستهلاكنا السنوى من الدره الشاميه ( الدره البيضا , والدره الصفرا ) فى حدود مابين 13 , و14 مليون طن . يعنى ضعف إنتاجنا أو أقل قليل . وحسب " كلام الدكتور مجدى عبد المولى رئيس قسم الدره بمركز البحوث الحقلية , إجمالى مساحات أراضى زراعة الدره فى مصر , مابتزيدشى عن 2,7 مليون فدان . تنتج حوالى 7,5 مليون طن موزعه بين  (دره بيضا  5,5 مليون طن , ودره صفرا 2 مليون طن ) . وبحسبة بسيطه الفرق بين إستهلاكنا من الدره الشاميه , وإنتاجنا ( 14 مليون طن – 7,5 مليون طن ) يطلع 6,5 مليون طن نستوردها من الخارج .

4 مليون فدان لتحقيق الإكتفاء الذاتى

ويضيف الدكتور " مجدى عبد المولى " الحل الوحيد لمصر , لتضييق الفجوه بين الإستهلاك والإنتاج , وتقليل فاتورة الإستيراد , إضافة أراضى زراعيه جديده , وتشجيع المزارعين على التوسع فى زراعات الدره , لزيادة الإنتاجيه . والمطلوب لتحقيق الإكتفاء الذاتى من المحصول توفير 3 مليون فدان على الأقل , أو زيادتها لـ 4 مليون فدان يمكنا من رفع إنتاجنا لـ 16 مليون طن . علشان نوفى إحتياجتنا بالكامل , ونوفر إحتياطى تحت الطلب لمواجهة أى أزمات .

وبيعتبر محصول الدره من أهم المحاصيل الحقليه الإستراتيجيه , وهو محصول حبوب صيفى مهم . وتيجى أهميته فى أنه المكون الأساسى لغذا الثروه الحيوانيه , وبيمثل 70 % من صناعة العلف , والعلائق العلفية الضروريه للمزارع  . ده غير إنه مهم فى غذا الإنسان , ومصدر أساسى لإنتاج زيت الطعام , وعدد من الصناعات التانيه المهمه زى النشا , الحفاظات , والأخشاب , والأسمده . وفى فترة الستينات كانت معظم محافظات مصر بتعتمد على عيش الدره , واللى هو " العيش البتاوى , والعيش الشامى والشمسى " قبل الناس ماتغير نمط إستهلاكها , وتتحول لدقيق القمح  بدل عيش الدره . وغير إن دقيق الدره فيه ميزه مهمه قوى , وهى إنتاج كتير من المنتجات والأغذية الخالية من مادة " الجلوتين " الضروريه لمرضى حساسية القمح . زى العيش , وبعض أنواع الحلويات .

تجربة خلط الدره

 وكانت وزارة التموين قامت بتجربة خلط القمح بدقيق الدره بنسبة 20 % قبل سنة 2010 , لإنتاج رغيف العيش البلدى . وحققت التجربه نجاح كبير . وكانت التجربه مهمه لتقليل فاتورة إستيراد القمح . وكان ممكن إستغلال نجاح التجربة فى تقليل واردتنا من القمح فى حدود 2,2 مليون طن . وده طبعا على أساس حساب خصم  نسبة خلط الدره  . لكن " يافرحه ماتمت " الحكومه وقفت التجربه . بدل ماتستفيد من نجاحها وتعمل على تطويرها , وتدى إهتمام أكبر بحصول الدرة . قالت مش لاعبه من غير ماتقول ليه , والسبب أيه ! وطبعا دى عادة الحكومه فى التجاهل , اللى مش هاتغيرها . وبصراح كان عندها حق , وكان لازم تعمل كده . والسبب اللى ماقلتوش الحكومه , وإحنا عارفينه وبنتهرب منه , ومش عاوزين نعترف بيه . إننا عندنا حالة إنفصام " شيزوفرنيا " بنشتكى مر الشكوى من قلة أراضى الدره , وقلة إنتاجه . وفى نفس الوقت بنمد إيدينا لبره علشان نستورد أكتر من 50 % من إنتاجنا وبالسعر الغالى . علشان يدوب نسد حاجتنا . ومطلوب نوفر 20 % من الدره زياده عن حاجتنا لخلط القمح علشان نعمل عيش ونوفر القمح . إزاى ومنين وإحنا أصلا مش لاقيين الدره .

6 هجن جديده عالية الإنتاجيه

الصوره غريبه ومشوشه , وتحديات الإكتفاء الذاتى ملازمانا زى ضلنا . لكن رغم كده عندنا أمل فى تقليل الفجوه الكبيره بين إنتاجنا وإستهلاكنا من الدره . وبوادر الأمل اللى متعلقين بيها , نجاح مساعى مركز البحوث الزراعيه , فى إنتاج أصناف هجن جديده عالية الإنتاج . لتعويض الوقت اللى ضاع فى زيادة الإنتاج , وإضافة مساحات جديده للزراعه . ومن ضمن أصناف تقاوى الدره الجديده 6 هجن عالية الإنتاجيه . هايبدأ العمل بيها السنه الجايه 2025 من إنتاج مركز البحوث الحقلية . منها 3 هجن لإنتاج ( الدره البيضا , والصفرا ) , و3 هجن سكريه " ثنائية الغرض " لإنتاج الحبوب , وسيلاج الدره . وده بجانب الأصناف القديمه من أصناف الهجن الفرديه , والثلاثيه البيضا , والصفرا , والحمرا . وللعلم إنتاجنا من التقاوى مابيكفيش الزراعه . وكل إنتاجنا من تقاوى الدره القديمه والجديده فى حدود 40 % . وبيشارك القطاع الخاص والشركات الأجنبيه بنسبة 60 % .

دودة الحشد " بعبع " الدره

وطبعا غير التحديات الصعبه اللى بتواجه محصول الدره , واللى أهمها الظروف المناخيه , والأمراض . ووتعتبر " دودة الحشد الجياشه " أو الدودة الحرشفية  العدو الأول للدره , والمعروف " بعبع الدره " أكبر خطر , ومعضلة المشاكل على المحصول فى جميع دول العالم . لأنه ببساطه بيسبب ضرر شديد للمحصول , وممكن يوصل ضرره لتدمير المحصول بالكامل . ومن يوم ظهور الدوده وتوحشها العالم ماإكتشفشى مبيد فعال لمكافحتها . وبعض أنواع المبيدات اللى بينصحوا بيها المزارعين بتساعد فى تقليل الخطر لكن مابتقضيش عليه . ومعظم التوصيات اللى بتوصى بيها إدارات الإرشاد الزراعى , ومعهد وقاية النبات لإبعاد الإصابات هى من عينة إلتزام المزارعين بأسلوب الزراعه السليمه , ورصد ظهور الحشره , وإستخدام مصايد نباتيه زى " المصايد الضوئيه , والفرمونيه " , والدعوه للزراعه المبكره , وإختيار الأصناف اللى ليها قدره على المقاومه وتحمل الإصابه . بجانب النصح بإمكانية المكافحة اليدويه للدوده فى بداية ظهورها بجمع اللطع واليرقات , والنباتات المصابه باليد , والتخلص منها , وإستخدام الحرث لقتل عذارى الدودة فى عمرها الصغير . وإستكمال إرشادات وضع الرمل المخلوط بالشطه فى قلب كيزان الدره . ومن توصيات المكافحه الكيماويه رش بعض أنواع المبيدات فى قلب النبات , والرش على أماكن الإصابه بشرط يكون فى الصبح بدرى , أو فى وقت متأخر بعد غروب الشمس .

ومن أمراض الدره المعروفه عند المزارعين , واللى بتعتبر أقل خطر من دودة الحشد البياض الزغبى , والذبول المتأخر , ولفحة ورق الدره , والتبقع , والتفحم العادى , والكاذب , وعفن الكيزان , والساق , والحبوب . غير موت البادرات , والندوه المتأخره .   


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية