حجم انتاج مصر من الزيوت 2 % وراء تضخم فاتورة الاستيراد

الإثنين 19 أغسطس 2024 11:48 ص
شارك الخبر

كتب : طلعت الطرابيشى

تحديات " الإكتفاء الذاتى " فى ملف المحاصيل الزيتية .. ( الحلقة الخامسة )

الأفات .. وقف إنتاج البذور .. تراجع مساحات الزراعة .. محدودية مصانع عصر الزيت

401 مليار دولار حجم السوق العالمى للزيوت النباتية للطهى والطعام فى 2032

2 % فقط إجمالى حجم إنتاجنا المحلى وراء تضخم فاتورة الإستيراد

بعيدا عن جلد الذات .. دعوات الإكتفاء الذاتى فى " المحاصيل الزيتية " المصدر الرئيسى " لزيت الطعام " فى مفترق طرق . ومازالت فى حساب الزمن مجرد " ثرثرات .. "طق حنك " .. كلام فى كلام . رغم ماتمثله المحاصيل الزيتية من حالة شديدة الخصوصية , وأهمية إستراتيجية بالغة , لم تأخذ أى حيز من الإهتمام فى أولوياتنا . حتى يمكن ترجمتها إلى واقع على الأرض فى أى وقت . والسبب قلة الحيلة , وغياب رد الفعل . ويبدو أنها ستظل – هكذا - محلك سر إذا إستمر الحال على ماهو عليه .

الهمس فى أذن الوزير علاء فاروق

ومن – باب - المصادفة  , يأتى نشر الحلقة الخامسة من ملف الإكتفاء الذاتى فى الزراعة , مع حركة التغيير الوزارى الجديدة , وتولى الدكتور علاء فاروق رئيس بنك الزراعى المصرى السابق مسئولية حقيبة الزراعة – ولعلها - فرصه للهمس فى أذن الوزير الجديد , للتحذير من المشى على خطى سلفه من وزراء الزراعة السابقين فى إعادة تكرار التصريحات الفضفاضة  عن  وجود خطط , وإستراتيجيات للأكتفاء فى الزراعه - وبالمره - تذكيره بأن العمل والعمل الجاد فقط , وليس " بالنوايا الحسنة "  يتحقق الإكتفاء . وغير ذلك ليس إلا " حرث فى الماء " , وإشتغالات , وخداع لمشاعر البسطاء  .

" بيت الداء "

وتؤكد الشواهد أن إعادة تكرار الأقوال بلا أفعال , والزج بالمبررات والحجج للهروب من المسئولية هو " بيت الداء " السبب الرئيسى فى زيادة حالة الإتكال على الخارج , وتضخم فاتورة الإستيراد , وضياع إحتياطى البلاد من العملات الأجنبية . يعنى " بيدنا لابيد عمر " . وحيث أن " فاقد الشئ لايعطية " فلا أمل فى النهوض بالمحاصيل الزيتية , وزيادة مساحة أراضى الزراعة .

2% فقط إنتاجنا من زيت الطعام

وطبقا البيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء , يعانى الميزان التجارى المصرى , وميزان المدفوعات عجزا كبيرا فى مجال المحاصيل الزيتية – وبالتالى زيادة الإتجاه للإعتماد على الخارج أكثر وأكثر فى إستيراد زيت الطعام . حيث وصل حجم إستيرادنا السنوى , إلى 98 % من حجم إحتياجاتنا الكلية , والتى بتقدر 2,4 مليون طن سنويا . فى حين لايتعدى إجمالى إنتاجنا المحلى عن نسبة الـ 2 % فقط .

الستينات فترة الذروة فى الإكتفاء الذاتى

وتعد أهم فترة لمصر كانت تحقق فيها الإكتفاء الذاتى فى " زيت الطعام " أى تحقيق الوفره فى إنتاج " الزيت " أهم سلعة إستراتيجية للبلاد , وبالإعتماد على النفس , ودون الحاجة لمساعدة الغير , كانت فى فترة الستينات , وحتى أواخر التمانينات – وبالتحديد – عام 1987 ( والكلام على لسان الدكتور وائل تعيلب رئيس قسم المحاصيل الزيتية ) ,  وهى نفس الفترة التى كانت تشهد فيها مصر إنتعاشة كبيرة فى الشحوم والدهون الحيوانية  " السمن البلدى " عندما كان عدد سكان مصر فى حدود 32 مليون نسمة . والتى كان يزيد , أو يتوازن فيها حجم الإنتاج مع حجم الإستهلاك . ويؤكد الخبراء أنها كانت فترة ذروة  زراعة القطن . وكان يعول على بذور القطن فى إستخلاص الجزء الكبير من إحتياجاتنا من الزيوت النباتية . تصل إلى 70 % من حجم إستهلاكنا السنوى .  ونظرا لإهتمام الدولة بزراعة القطن كمحصول إستراتيجى وإقتصادى هام , وصلت مساحة الزراعة , إلى 2 مليون فدان قبل أن تقل , وتنخفض إلى أدنى مستوى لها فى أوخر التمانينات مع بداية تطبيق إتفاقية تحرير التجارة العالمية , وإلغاء الدورة الزراعية . حيث كان فدان القطن الواحد ينتج 100 كيلو بذرة قطن , و20 كيلو زيت . وحسب البيانات الرسمية كانت فترة ذروة زراعة القطن تنتج أكثر من 12 مليون قنطار قطن . وهذا الحجم الكبير من الإنتاج يعود بالكثير من الفوائد على قطاع الزراعة والصناعة . منها إنتاج مايعادل 10,5 مليون طن بذور  , و 1,5 مليون طن زيت . إلى جانب الغزول , والألياف النسجية , والأعلاف .

قائمة أشهر المحاصيل المنتجة للزيوت النباتية

وتنحصر المحاصيل الزيتية من حيث الأهمية النسبية فى جدول ترتيب الزراعة , ونسب إستخراج الزيت فى 15 نوعا مابين محاصيل زيتية تقليدية , وغير تقليدية ( ثنائية الغرض " . تتمثل أهمها وأكثرها تداولا فى :

·       عباد الشمس : يعتبر من أهم المحاصيل الزيتية فى العالم . نظرا لإرتفاع نسبة الزيت المستخرج من بذوره , والتى تتراوح مابين 40 – 50 % . ويتميز بجودة خواصه الكيميائية والطبيعية , كما ينتج أعلاف " كسب " ذو قيمة غذائية عالية للثروة الحيوانية , لإحتوائه على نسبة عالية من البروتين . كما تتم زراعته فى 3 عروات سنويا , ويمكن تحميلة على زراعات أخرى مثل الطماطم .

وأكثر مايثير الدهشة والإستغراب مازالت النظرة فى مصر لقيمته الغذائية والإقتصادية قاصرة . خاصة فيما يتعلق بإنتاج الزيت . فرغم محدودية المساحة المنزرعة بالمحصول , والتى تقدر فى حدود 80 ألف فدان فقط على مستوى جميع محافظات مصر . تتوزع هذه المساحة بين زراعات أصناف عباد الشمس للتسلية ( إنتاج اللب السورى ) , المعروف بلب التسلية

التى لاتتعدى نسبة الزيت فيه عن 10 % فقط , وبين أصناف عباد الشمس الزيتية التى تنتج 50 % من الزيت . يفضل المزارعون الإقبال على زراعة أصناف إنتاج اللب السورى " لعائده الكبير وسهولة تسويقه . على حساب الأصناف الزيتية – ولهذا – نجد إستحواز زراعات أصناف التسالى على الجزء الأكبر من المساحات المنزرعة بحوالى 70 ألف فدان . وقصر مساحة الأصناف الزيتية الأهم على 10 آلاف فدان فقط . ويبرر المزارعون ذلك لإرتفاع أسعار مبيعات الطن من أصناف إنتاج " اللب السورى " إلى أكثر من 37 ألف جنيه للطن . فى حين تقدر أسعار الأصناف  الزيتية بنحو 18 ألف جنيه ( أى أقل من النصف ) . وحيث أن فرق الأسعار من وجهة نظر المزارعين غير عادلة وغير منافسة للزراعة . ستظل الفجوة فى إنتاج الزيت تزيد وتتراجع أكثر وأكثر .

 

·       فول الصويا : محصول حقلى صيفى شديد الأهمية .. حساس للمياه , وتجود زراعته فى جميع الأراضى الزراعية , ماعدا الأراضى الملحية , وسيئة الصرف . ويمكن تحميله على زراعات الذرة الشامية , وقصب السكر الربيعى , وفى بساتين أشجار الفاكهة حديثة العمر . تصل إجمالى المساحة الزراعية إلى , 250 ألف فدان . ينتج الفدان مابين 1,5 , 1,7 طن . تحتوى بذوره على نسبة 20 % زيت , و40 % بروتين , والباقى " كسب " علف حيوانى . وينتج الفدان الواحد 200 كيلو زيت .

تحديات زراعة فول الصويا

ورغم تعدد إستخدامات فول الصويا كغذاء صحى للإنسان والحيوان , والتى تتمثل فى إنتاج زيت الطعام , وصناعة المنتجات الغائية حيث يضاف بروتين فول الصويا إلى اللحوم المصنعة , وإنتاج الزبد النباتى , ولبن فول الصويا , والحلوى . إلى جانب الأعلاف , والمضادات الحيوية , والشيكولاته . إلا أن زراعته تواجه كثير من التحديات .  أهمها عدم توافر البذور المحلية , وإرتفاع تكاليف الزراعة . الأمر الذى يتطلب الإعتماد على الخارج فى إستيراد البذور . حيث يتم إستيراد مابين 3,5 , و4 مليون طن بذور سنويا . ويقدر سعر الطن بنحو 30 ألف جنيه . بخلاف تكاليف مستلزمات الزراعة من أسمدة , ومبيدات , ومخصبات زراعية , ومصاريف رى , وأجور عمالة , وحرث وحصاد , وإيجار أرض بالنسبة لصغار المزارعين .

وفى رأى " الدكتور صموائيل برتى راغب رئيس قسم بحوث فول الصويا " , تحتاج مصر لتحقيق الإكتفاء الذاتى فى فول الصويا مساحة تتراوح بين 3,5 , و4 مليون فدان . ومن البوادر المضيئة لقسم بحوث فول الصويا , نجاح باحثية فى إنتاج ثلاثة أصناف من البذور هى جيزة 111 , ومصر 6 , و10 . وفى الطريق سلالات جديدة تم تسجيلها مقاومة لدودة ورق القطن , والعنكبوت الأحمر . 

 

·       الذرة الشامية :  محصول زيتى , وأحد أهم المحاصيل الحقلية الإستراتيجية " ثنائية الغرض " التى تحظى بإهتمام كبير على المستوى الرسمى , والعاملين بقطاع الزراعة . ويعنى بثنائية الغرض أى تقوم زراعته على منتجين أساسى وهو الذرة العنصر الرئيسى فى صناعة الأعلاف , ودقيق الذرة , وبعض الصناعات المهمة الأخرى .إلى جانب منتج ثانوى وهو " زيت الطعام " . وقد ساهم الإهتمام  بزراعة الذرة . بهدف إحداث نقلة فى الإنتاجية . وقد وصلت التوسعات فى مساحات أراضى الزراعة إلى 3,5 مليون فدان . وهى تعد أضعاف مساحات زراعات معظم المحاصيل الزيتية مجتمعة . مما ساعد فى تحقيق إنتاج محصول الذرة لنسبة 50 % من الإكتفاء الذاتى . وتتراوح نسبة إستخلاص الزيت من بذوره بين ( 25 , 35 % ) . ويتميز زيت الذرة بالجودة , وفى الترتيب الثانى كأفضل أنواع زيوت الطعام الصحية بعد زيت عباد الشمس " دوار الشمس " , لإحتوائه على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة تتعدى الـ 85 % .

 

" دودة الحشد الحرشفية " بعبع زراعة الذرة

ورغم مايلاحظ من إهتمام بمحصول الذرة , فالصورة العامة مازالت غير مرضية تهدد بتراجع الإنتاج , وهروب المزارعين لزراعات أخرى . بعد ظهور أخطر وأشرس حشرة " دودة الحشد الحرشفية " , وتوطنها فى مزارع الذرة بمصر , وإجتياحها لكثير من المزارع  خلال السنوات الأخيرة . على إعتباره أن زراعة الذرة العائل الرئيسى للدودوة اللعينة – وبالتالى – تعرض زراعات الذرة  لمهالك الإصابات . مما جعل مواسم المحصول على " كف عفريت " . والنتيجة إلحاق الأذى بالمزارعين , لتلف مزروعاتهم , وفقد جزء كبير من المحصول , وإنعكاسه بالسلب على الإنتاج . وفى المقابل تراخى المسئولين عن قطاع الزراعة عن توفير مظلة حماية للزراعة والمزارعين على . ويظهر ذلك فى عدم توافر وسائل المكافحة اللازمة من مبيدات كيماوية , أو حيوية للقضاء على " الدودة " , أو حتى مقاومتها للتقليل من أخطارها . أو إيجاد وسائل بديله للمكافحة , أو تكثيف القوافل الإرشادية , أو رصد تعويضات مرضية للمزارعين من – باب – التضامن فى الأزمة بتحمل جزء من خسائر المحصول .

·       السمسم : يعد من المحاصيل الزيتية فائقة الجودة . لما يتميز به زيت السمسم من فوائد صحية عديدة . وهو من الزراعات التى تنتشر فى أسيا , وأفريقيا . ويبلغ حجم السوق العالمى لبذور السمسم فى الفترة الأخيرة 9 مليارات دولار سنويا بمايعادل (450 مليار جنيه ) . يستخرج من بذور السمسم مابين ( 35 – 50 % زيت ) . ويستخدم فى الطهى , وكثير من الصناعات الغذائية , منها صناعة الطحينة , والحلاوة الطحينية , إلى جانب بعض الصناعة الدوائية . ولعدم توافر الإنتاج المحلى من بذور السمسم , وعزوف المستوردين عن إستيراده لإرتفاع أسعاره , وهجرة المزارعين عن زراعته , ووجود مشاكل فى تسويقه , وعدم وجود  مصانع " معاصر " متخصصة لإنتاج الزيت . والمشكلة الأكبر تراجع أراضى زراعة السمسم فى مصر  إلى أدنى مستوى لها خلال السنوات الأخيرة , والتى وصلت إلى 2000 فدان فقط . مقابل 70 ألف فدان فى فترة السبعينات . وكلاهما مساحات لايعول عليها فى زيادة إنتاج السمسم , أو زيادة إنتاج الزيت .

 

·        الفول السودانى : من المحاصيل الزيتية الصيفية ومن عائلة البقوليات . يجود زراعته فى الأراضى الرملية , والصفراء , ويستخدم فى إستصلاح الأراضى الجديدة . تبلغ مساحة زراعته فى حدود 170 ألف فدان , وهى شبة ثابتة تزيد , أو تقل قليلا . وتتراوح نسبة الزيت فى بذور الفول السودانى بين 40 , إلى 55 % . وتحتوى البذور على 30 بروتين . ولايعتمد عليه فى مصر على إنتاج الزيت . بل يقتصر على إستهلاكه فى الأكل مثل المكسرات . رغم ماتمثله زبدة , وزيت الفول السودانى من أهمية إقتصادية كمصدر مهم للطاقة , وفتامينات ( أ, د , ك ) , وأميجا 6 . بالإضافة إلى إستخداماتهما فى الصناعات الدوائية , ومستحضرات التجميل , والصابون , والمنظفات . ويستخدم قشر الفول فى صناعة الأعلاف .

 

·        النخيل : يعد من المحاصيل الزيتية الرئيسية والأكثر الشعبية . نظرا لقلة تكلفتها . ويستخرج زيت النخيل من ثمر التمور أو البلح بنسبة 22 % , ويستخراج الزيت من لب الثمر " النواة الصلبة التى تتوسط الثمرة " وهو زيت نباتى صحى . له ثلاثة أنواع يستخدم نوعان للطهى خاصة غير المهدرج , والنوع الثالث فى المجالات العلاجية , والتجميلية . ينتج الفدان 4 طن تمور . وتمتلك مصر أكبر مزارع لأشجار النخيل فى العالم . جعلها تتصدر المركز الأول عالميا فى إنتاج التمور بحوالى 1,8 مليون طن سنويا . تضم 22 مليون نخلة . منها 16 مليون نخلة مثمرة – ولهذا - تسعى مصر حاليا إلى أن تكون مركزا إقليميا , لإنتاج وتصدير زيت النخيل , بالتعاون مع ماليزيا ثانى أكبر دولة منتجة ومصدرة لزيت النخيل فى العالم بعد أندونسيا . حيث تنتج 19 مليون طن زيت سنويا . وتتنوع إستخدامات النخيل إلى جانب إنتاج زيت الطعام فى الإستهلاك الأدمى " الأكل " , وصناعة الأعلاف , والورق , والحبال , والأثاث , والسلال , والقبعات الشعبية , والصابون .

 

·        الكتان : يعتبر زيت الكتان منتج ثانوى . ويستخرج من بذرة الكتان " الزيت الحار " وهو زيت بنسبة تتراوح بين ( 30 – 45 % ) . كما تتنوع إستخداماته لتشمل صناعات الصابون , والبويات , والورنيش , والألياف . وتقدر المساحة المنزرعة بحوالى 15 ألف فدان . مقابل 44 ألف فدان فى فترة الثمانينات وأوائل التسعينات .

 

·        القطن : المنتج الأساسى إنتاج القطن الشعر , لصناعة الغزول , والمنسوجات القطنية , والملابس , والمفروشات . إلى جانب المنتج الثانوى إستخراج الزيت . ونتيجة لتقلص مساحة الزراعة فى السنوات والعقود الأخيرة . لا يعتمد على القطن فى إنتاج الزيت حاليا . رغم أن بذرة القطن تعد من أهم مصادر الزيوت النباتية الغذائية .

 

·        الزيتون : يعد من محاصيل الزراعات المستديمة المعمرة . وهو ضمن المحاصيل ثنائية الغرض . فالمنتج الأساسى المستهدف من زراعته إنتاج ثمر الزيتون للمائدة , والأخشاب والأعلاف الحيوانية . ويتمثل المنتج الثانوى فى إنتاج الزيت . ويزرع الزيتون فى معظم المحافظات المصرية بصورة منفردة , أو مع محاصيل أخرى . وشجرة الزيتون هى الشجرة المباركة التى ورد ذكرها فى جميع الكتب السماوية . تقدر المساحة المنزرعة بأكثر من 240 ألف فدان . تنتج حوالى 880 ألف طن ثمر زيتون . وتتحمل الجفاف , وملوحة التربة والمياه . وتجود زراعتها فى جميع الأراضى , بما فى ذلك الأراضى التى لاتصلح لزراعة أى محاصيل أخرى . تتنوع إستخدامات الثمر فى زيتون المائدة بالتخليل . ويستخدم خشبها فى صناعة أفخر أنواع الأثاث , كما يستخدم  " تفل النوى " المتبقى بعد عصر الزيت علف للحيوانات , وتسميد التربة . وتستخدم أوراق شجر الزيتون عن طريق المضع فى علاج أمراض الأسنان واللثة . وتحتوى ثمرة الزيتون على الكثير من فيتمين ( A – B - K  ) , والأحماض الأمينية , لعلاج أمراض المناعة , والقلب , وفقر الدم . وتحتل مصر المركز الأول عالميا فى إنتاج زيتون المائدة طبقا لتقرير المجلس الدولى للزيتون ( IOC ) , وتحتل المركز العاشر عالميا فى إنتاج زيت الزيتون . وتتراوح نسبة إستخراج الزيت بين ( 20 – 25 % ) .

 

·       الكانولا : محصول زيتى شتوى يحتل إنتاجه الترتيب الثالث عالميا بحوالى 22 مليون طن . ويشتهر إنتاجه وإستهلاكه فى دول أوربا , وأمريكا . وينتج من مسحوق بذور الكانولا 43 % زيت , وينتج الباقى أعلاف يستخدم غذاءا للثروة الحيوانية . وعلى عكس مايشاع بذور الكانولا ليست هى " نبات اللفت " , ولكنها صنف معدل وراثيا من بذور اللفت , أو الخردل , أو الكرنب . وقد أضافته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ضمن أنقى أنواع الزيوات الصحية الأمنة للطبخ عام 1985 . وهو غنى بالأحماض الأمينية , ويحتوى على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة لاتتعدى 7 % فقط . وينتج فدان " الكانولا " 1,5 طن بذور , ومابين نصف طن , إلى طن إلا ربع زيت . وتزرع الكانولا فى مصر على نطاق ضيق , ومازالت فى مرحلة التجريب والإستكشاف على مستور مركز البحوث الزراعية , وعدد صغير من أصحاب المزارع . حيث لاتتعدى مساحة الأراضى الخاصة بزراعة محصول " الكانولا " 3000 فدان فقط لاغير .

أهم 8 مشاكل تواجه المحاصيل الزيتية

الخلاصة : المحاصيل الزيتية حجر الزاوية فى الأمن الغذائى المصرى . ولأسف مازلنا فى خانة " عنق الزجاجة " لم ولن نخرج منها قريبا . وسوف نظل خاضعين لتبعية الخارج طويلا لسد إحتياجاتنا . نتيجة عجزا تدنى المساحة الزراعية , وضئالة الإنتاج بحيث لم يعد يذكر  , والسبب قائمة طويلة يمكن إيجاز بعضها فى :

1)   قلة المساحة المنزرعة من هذه المحاصيل بالمقارنة بالحجم الكبير من إستهلاكنا المحلى .

2)   عدم توافر إنتاجنا المحلى من التقاوى والبذور , أو قل توقف إنتاجها بالكامل , وعدم وجود ميزانيات , أو مصادر مالية للصرف على أبحاث إنتاج سلالات أصناف جديدة , أو تطوير ماقد نمتلكه من أصول وراثية قديمة .

3)   تشكل الأمراض والأفات الزراعية معضلة كبيرة لمزارعى المحاصيل الزيتية . مثل الحشرات الضارة والفطريات التى تؤثر تأثيرا شديد الخطورة على النبات .

4)   عدم توافر المرشدين الزراعيين , لتقديم برامج الدعم الفنى , والإستشارات الفنية المطلوبة للوقاية , والمكافحة , وعدم توافر مستلزمات المكافحة من مبيدات كيماوية , أو عضوية , أو حيوية .

5)   تجاهل تطبيق نظام الزراعة التعاقدية على جميع المحاصيل الزيتية .

6)   عدم كفاية الدعم الحكومى للمزارعين فى مجال الأسمدة والمبيدات , والتقنيات الزراعية الحديثة .

7)   غياب الإستثمار المحلى والأجنبى فى إقامة مصانع لإستخراج الزيوت رغم ضئالة ومحدودية المصانع القائمة . وعدم منح تسهيلات وإعفاءات ضريبية وجمركية لمصانع عصر الزيوت الجديدة , لتشجيعهم على الإستمرار , لتلافى عمليات التصفية , وتحويل أراضى المصانع لمشروعات عقارية .

8)   عدم وجود حلول للمشاكل التى يواجهها منتجو المحاصيل الزيتية , لتسويق إنتاجهم .

268,2 مليار دولار سوق زيت الطعام العام الماضى

الأمر جد خطير .. الزيوت النباتية للطعام والطهى أصبحت قنبلة موقوتة .. ناقوص خطر , وعلى الدولة سرعة التدخل اليوم وليس غدا , لوضع خطة متكاملة , وبأليات واضحة المعالم قابلة التنفيذ , وجداول زمنية محددة , لحل مشاكل زراعة هذه النوعية من المحاصيل الإستراتيجية . لإنقاذ مايمكن إنقاذه وتعويض ما قد فات . حتى وإن جاءت المحاولات فى الوقت الضائع من – باب – تاتى متأخرا خيرا من حالة اللامبالاه , والنوم الطويل . خاصة وأن السوق العالمى للزيوت النباتية ينطلق بسرعة الصوت . فقد تجاوز حجم السوق العالمى فى زيوت الطعام والطهى إنتاج المحاصيل الزيتية 268,2 مليار دولار العام الماضى 2023 , ومتوقع أن يصل إلى 401 مليار دولار فى 2032 بمعدل نمو يزيد عن 4,5 % سنويا .

 

 


أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

تعاون مصري سنغالي في مجال إدارة المياه

تعاون مصري سنغالي في مجال إدارة المياه

أشاد الدكتور سويلم بقيادة السنغال وسويسرا للحوار التفاعلي الرابع حول إدارة المياه المشتركة ، والذى يمثل أحد المجهودات البارزة للعمل على رفع مكانة المياه على جدول الأعمال العالمي . ..

القائمة البريدية