الليمون والبصل مع الاسماك المملحة والمدخنة… عادة مفيدة أم مضرة ؟

مع اقتراب شم النسيم والاحتفال بأعياد الربيع، يزداد الإقبال على الأسماك المملحة والمدخنة، حيث يتوارث المصريون هذه العادة منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام حتى الآن، ورغم التحذيرات التي لا تنتهي بخطر هذه العادة، وخاصة من أكل الفسيخ لزيادة نسبة الملح به، ومدى خطورته على مرضى ضغط الدم ومرضى قصور الغدة الدرقية وزيادة معدلات التسمم الغذائي، إلا أن أغلب المصريين يتمسكون بهذه العادة، وتكتمل هذه الوجبة بتناول الليمون والبصل معتقدين أنهم بذلك يتجنبون معظم المشاكل الصحية التي قد تحدث بسبب هذه الوجبة، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟

في السطور التالية، نتعرف على الفوائد الغذائية لتناول الليمون والبصل ومدى فاعليتهما في تقليل خطورة الأسماك المملحة والمدخنة.

الليمون من الفواكه الغنية بالعديد من الفوائد الغذائية والصحية، فهو مصدر ممتاز لفيتامين C، فثمرة الليمون الواحدة يمكن أن تمد الجسم بما يقارب من 31 ملجم من فيتامين C، وهو ما يعادل 51% من قيمة الاحتياجات اليومية له، وبالتالي يعتبر مضاد أكسدة قويًا ويساعد على تعزيز جهاز المناعة، كما يساعد الجسم على مقاومة العديد من الأمراض.

يحتوي الليمون على البوتاسيوم الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم، كما أن مضادات الأكسدة في الليمون قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ويحتوي الليمون أيضًا على نسبة مرتفعة من الألياف، خاصةً البكتين، الذي يساهم في تحسين حركة الأمعاء وتعزيز الهضم بشكل عام.

ويُعد الليمون من أفضل المواد الطبيعية التي تساعد في التخلص من السموم في الجسم، حيث يمكن شرب عصير الليمون مع الماء أو إضافة الليمون إلى السلطة لتحفيز وظائف الكبد وزيادة قدرة الجسم على التخلص من السموم، هذا بالإضافة إلى احتوائه على خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، ما يجعله فعالًا في مكافحة الالتهابات، وخاصة التهابات الحلق.

كما يحتوي الليمون على حمض الستريك بتركيزات تفوق الحمضيات الأخرى، مثل: الجريب فروت، والبرتقال، وهذا الحمض يعمل على زيادة حجم البول وزيادة درجة حموضة البول، مما يخلق بيئة غير ملائمة لتكوين حصوات الكلى، كما يمكن أن يرتبط حمض الستريك بالكالسيوم المتواجد في البول، مما يمنع تكوين حصوات الكلى الكلسية، وبالتالي يمكن أن يكون الليمون مفيدًا للتقليل من خطر الإصابة بحصى الكلى، كما أنه يعمل على تكسير الحصى الكبيرة والتسهيل من خروجها عبر البول، كما يساعد هذا الحامض في تحفيز إنتاج الكولاجين، وبالتالي يفيد في صحة الجلد.

يحتوي الليمون على العديد من مركبات الفلافونويد مثل: الليمونين، والنارينجين، والبيتا كريبتوكسانثين، والهيسبيريدين، التي تتميز بقدرتها على محاربة الخلايا السرطانية، ولهذا، يمكن أن تتضمن فوائد الليمون الصحية إمكانية استخدامه للوقاية من الإصابة بمرض السرطان.

أما البصل فله العديد من الفوائد، سواء كان مطبوخًا أو نيئًا، إلا أنّ البصل النيء يحتوي على تركيز أعلى من بعض المواد الفعالة، مثل مركبات الكبريت المسؤولة عن إعطائه الطعم الحريف والرائحة القوية، وهي تساعد على خفض ضغط الدم وتقليل الكوليسترول الضار (LDL)، كما يُعد البصل مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة، وخاصة فيتامين C، مما يجعله مثاليًا لدعم جهاز المناعة ومقاومة العديد من الأمراض، كما يحتوي على ألياف طبيعية وبريبايوتيك، وهي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتحسّن الهضم وتساعد على امتصاص المغذيات.

ويعمل البصل كمضاد للحساسية، ويمكن أن يساعد في تحسين عملية التنفس لدى مرضى الربو، كما يساعد مرضى السكري، وخاصة من النوع الثاني، بسبب احتوائه على الكبريت ومادة كيرسيتين (Quercetin) اللتين تساعدان على تنظيم إفراز الأنسولين.

وبالتالي، يتضح أن تناول الليمون والبصل مع الأسماك المملحة كالفسيخ والسردين، والأسماك المدخنة كالرنجة، يمكن أن يفيد في رفع جهاز المناعة، والوقاية من حدوث التسمم الغذائي وتطهير المعدة والجهاز الهضمي، كما يساعد في تحسين الهضم وضبط الحموضة في المعدة، والتقليل من الانتفاخات وسوء الهضم، والحد من الشعور بالعطش، ويقلل من حدوث مضاعفات لمرضى الضغط والسكر.

ولكن يجب الاهتمام بالكميات التي يتم تناولها من البصل والليمون، لأن الإفراط في الكميات قد يسبب بعض أنواع الحساسية لدى بعض الأشخاص المصابين باضطراب في الجهاز المناعي، وقد تتسبب الزيادة في تناول الليمون في زيادة الحموضة في المعدة، كما قد يتسبب تناول كمية كبيرة من البصل في بطء تخثر الدم، وبالتالي قد يزيد من خطر حدوث نزيف لدى الأشخاص المصابين بزيادة السيولة في الدم أو من يتناولون أدوية للسيولة.

مقال 

الليمون والبصل مع الاسماك المملحة والمدخنة… عادة مفيدة أم مضرة ؟

إعداد / د. هبة عاطف بيومي

- باحث بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانيه

معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية  - مركز البحوث الزراعية