لحم النعام بين القيمة الغذائية والتحديات المستقبلية

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 03:34 م
شارك الخبر

لحم النعام يعد من أفضل أنواع اللحوم الحمراء التي لاقت إقبالًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بفضل قيمته الغذائية ومذاقه المميز. يتميز هذا اللحم بأنه قليل الدهون والكوليسترول مقارنة باللحوم التقليدية مثل البقر والضأن، كما يحتوي دهن النعام على أحماض دهنية غير مشبعة مفيدة لصحة القلب، في حين تكون نسبة الدهون المشبعة فيه منخفضة. إضافة إلى ذلك، فهو غني بالبروتين عالي الجودة والفيتامينات والعناصر المعدنية  الأساسية، مما يجعله خيارًا صحيًا وآمنًا يساعد في الحفاظ على الصحة والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

تصنيف لحم النعام 

يمكن تصنيف لحم النعام على أساس التصنيف البيولوجى و أيضا التصنيف الغذائي: 

1- من الناحية البيولوجية

يعد النعام من الطيور الكبيرة التي لا تستطيع الطيران، ويصنف حيوانيًا ضمن فصيلة الدواجن نظرًا لانتمائه إلى مجموعة الطيور مثل الدجاج والبط والديك الرومي. ورغم اختلافه عن هذه الأنواع في الحجم وطبيعة التربية، إلا أن تصنيفه البيولوجي يظل مرتبطًا بكونه أحد أفراد الطيور، مما يضعه تحت مظلة الدواجن في علم الحيوان.

2- من الناحية الغذائية

على الرغم من أن النعام طائر، فإن لحمه يصنف غذائيًا ضمن اللحوم الحمراء وليس البيضاء مثل لحم الدجاج. ويعود هذا التصنيف إلى عدة أسباب رئيسية، أبرزها لونه الأحمر الداكن المشابه للحوم الأبقار، وارتفاع محتواه من صبغة الميوجلوبين المسئولة عن اللون الأحمر في الأنسجة العضلية. إضافةً إلى ذلك، يتميز لحم النعام بقوامه وطعمه وقيمته الغذائية التي تجعله أقرب إلى لحوم الأبقار من لحوم الدواجن التقليدية، الأمر الذي يمنحه مكانة خاصة كبديل صحي ومميز للحوم الحمراء الشائعة.

القيمة الغذائية و الصحية للحم النعام 

1- البروتين ودعم نمو العضلات

يتميز لحم النعام بكونه مصدرًا غنيًا بالبروتين عالي الجودة، حيث تبلغ نسبته حوالي 20–22% من وزن اللحم. وهذه البروتينات تُعد بروتينات كاملة لأنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان للنمو وبناء العضلات وتجديد الأنسجة. ويجعله ذلك خيارًا مثاليًا للرياضيين، والأطفال في مراحل النمو، وكذلك للأشخاص في فترات النقاهة بعد الأمراض أو العمليات الجراحية.

2- محتوى الدهون وصحة القلب

أحد أبرز مميزات لحم النعام هو انخفاض محتواه من الدهون، حيث لا تتجاوز نسبتها 2–3% فقط، مقارنة بنسبة أعلى بكثير في لحوم الأبقار والضأن. والأهم من ذلك أن غالبية هذه الدهون هي دهون غير مشبعة ، والتي تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتعزيز مستويات الكوليسترول النافع (HDL)، ما ينعكس إيجابًا على صحة القلب والشرايين. هذه الميزة تجعل لحم النعام خيارًا غذائيًا صحيًا للأشخاص الذين يسعون لتقليل استهلاك الدهون المشبعة في نظامهم الغذائي.

3- الكوليسترول المنخفض والوقاية من الأمراض القلبية

يعرف لحم النعام بانخفاض محتواه من الكوليسترول، إذ يبلغ متوسطه حوالي 60 ملجم/100جم، وهو أقل بكثير مقارنة بلحوم الأبقار التي قد تحتوي على ضعف هذه الكمية. هذا الانخفاض يجعله مناسبًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم أو أولئك المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية. وبذلك يمثل لحم النعام خيارًا صحيًا بديلاً عن اللحوم الحمراء التقليدية لأولئك الذين يحتاجون إلى التحكم في مستويات الكوليسترول للحفاظ على صحة القلب.

4- الفيتامينات ودعم الوظائف الحيوية

يُعتبر لحم النعام مصدرًا غنيًا بمجموعة فيتامينات B، خصوصًا فيتامين B6 وB12، اللذين يلعبان دورًا أساسيًا في دعم صحة الجهاز العصبي، والمساعدة في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتحفيز عمليات الأيض. كما يحتوي على النياسين (B3) والريبوفلافين (B2)، مما يعزز تحويل الغذاء إلى طاقة ويدعم وظائف الإنزيمات الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي لحم النعام على فيتامين E، وهو أحد مضادات الأكسدة الطبيعية التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة وتساهم في تعزيز صحة الجلد والمناعة.

5- العناصر المعدنية والوقاية من فقر الدم وتعزيز المناعة

يُعد لحم النعام غنيًا بالحديد الهيمي (heme iron) سهل الامتصاص، مما يجعله غذاء مثالى للوقاية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، خصوصًا لدى النساء والأطفال. كما يحتوي على كميات ملحوظة من الزنك، الضروري لدعم جهاز المناعة وتعزيز التئام الجروح، والفوسفور المهم لتقوية العظام والأسنان، إضافة إلى السيلينيوم الذي يعمل كمضاد أكسدة قوي ويدعم الخصوبة وصحة الغدة الدرقية. هذا التنوع من المعادن يجعل لحم النعام غذاءً متكاملاً يوفر عناصر أساسية للحفاظ على وظائف الجسم الحيوية.

6- دعم الحمية الغذائية وإنقاص الوزن

يتميز لحم النعام بانخفاض سعراته الحرارية ودهونه، مع احتفاظه بنسبة مرتفعة من البروتين، ما يجعله غذاء مثالي للأشخاص الذين يتبعون أنظمة إنقاص الوزن أو الحميات الصحية. فهو يساهم في فقدان الوزن بشكل متوازن دون التأثير على الكتلة العضلية، مما يساعد على الحفاظ على النشاط الحيوي واللياقة البدنية أثناء تقليل السعرات الحرارية.

التحديات التي تواجه انتشار لحوم النعام

رغم المميزات الكبيرة للحوم النعام، إلا أن هناك عدة تحديات تقلل من انتشارها على نطاق واسع. من أبرز هذه التحديات محدودية الإنتاج مقارنة بالطلب المتزايد، إذ لا تزال مزارع النعام أقل عددًا وإنتاجية من مزارع الأبقار أو الدواجن. كما أن سعر لحم النعام غالبًا ما يكون مرتفعًا نسبيًا، مما يجعله غير متاح لجميع الفئات. إضافة إلى ذلك، فإن نقص الوعي الاستهلاكي حول قيمته الغذائية وفوائده الصحية يحد من الإقبال عليه، حيث لا يزال الكثيرون يعتبرونه منتجًا غريبًا أو غير مألوف في أنظمتهم الغذائية.

الآفاق المستقبلية للحم النعام

على الرغم من هذه التحديات، فإن لحوم النعام تمتلك آفاقًا مستقبلية واعدة. من المتوقع أن يزداد الاهتمام بإنشاء وتوسيع مزارع النعام لتلبية الطلب العالمي المتزايد على اللحوم الصحية. كما يجري العمل على تطوير منتجات مصنعة من لحم النعام مثل البرجر والسجق ، مما يسهل على المستهلكين إدخالها في وجباتهم اليومية. بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام متزايد بالأبحاث العلمية لدراسة دور لحم النعام في الحميات العلاجية، مثل الحميات الموجهة لمرضى القلب أو الأنيميا أو أنظمة إنقاص الوزن، وهو ما يعزز من مكانته كخيار غذائي مستقبلي يجمع بين الفائدة الصحية والجودة الغذائية.



أضف تعليق


أخبار ذات علاقة

القائمة البريدية